ا
المدرسة الكلاسيكية من إعداد: الأستاذ عطوي مراد (هبة الأدب) التمهيد : المذاهب الأدبية حالات نفسية عامة ولدتها حوادث التاريخ ، وملابسات الحياة في العصور المختلفة فجاء الشعراء والكتاب والنقاد
فوضعوا للتعبير عن هذه الحالات النفسية أولا وقواعد يتكون منها المذهب .
1
ـ تعريف الكلاسيكية: هي أولى المدارس نشأة، تتلمذت على الأدب الإغريقي في أوربا، وقامت أساسا على التقليد والنقل والمحاكاة ، فأساسها دعوة الناس إلى معايير الجمال التي تقوم عليها الآداب اليونانية واللاتينية
2ـ ظهورها وأعلامها في الغرب : بعد ظهور حركة البعث العلمي أضحى الإطلاع على الآداب القديمة من علامات الرقي الحضاري ،
فنشأ هذا الإتجاه ونضج على يد بوالو وجماعة" لبلياد" la Pleiades وعلى رأسهم الشاعر " رونسار ronsard " رائد الكلاسيكية في فرنسا كما ظهر في أنجلترا على يد الشاعر " جون دريدن john dryden .
ـ استقى الكلاسيكيون من ينبوع واحد هو كتاب " فن الشعر لأريسطو" وقيّدوا المسرحية بقانون الوحدات الثلاث
( المسرحية تتناول حدثا واحدا في يوم واحد وفي مكان واحد) وكانت النزعة الديكارتية العقلية السلطان الكبير.
ويعد " راسين racine " و" كورناي corneille " و" موليير moliere " أقطاب الكلاسيكية مع شكسبير
3
ـ خصائص الكلاسيكية الفنية : ـ الإعتماد على العقل الواعي والنظام الذي تقوم عليه حياة الجماعة
ـ انتقاء القضايا ذات الصلة بحياة الطبقة الراقية وتصوير نزعات الإنسان العامة على
ضوء العقل وتهدف إلى غايات أخلاقية دون العناية بالعواطف الذاتية
ـ الحرص على جودة الأسلوب ورصانته ( احترام قواعد التعبير قبل الموضوع)
ـ اجتناب الخيال والإسراف العاطفي.
ـ الإلمام بقواعد القدامى والتمرن عليها لصقل ملكة الإبداع لأن الموهبة وحدها لاتكفي
ـ اختيار الشعر الموضوعي المسرحي والإبتعاد عن الذاتية
4
ـ أثر الكلاسيكية في الأدب العربي الحديث: تأثيرها كان محدودا للعوامل التالية:
أ – الكلاسيكية تعتمد على الشعر المسرحي بينما الأدب العربي وجداني ذاتي.
ب- ارتباط الكلاسيكية بالمسرح ولم يكن للعرب مسرح
ج- اتصال الأدباء العرب بالكلاسيكية كان في فترة هجرها أهلها
وظهر هذا التأثر عند ترجمة " مارون النقاش لمسرحيتي موليير( البخيل lavare والثري النبيل le bourgeoi gentilhomme " )
وترجمة سليم النقاش لمسرحية هوراس (أندروماك andromaque ) ومسرحية راسين ( ميتردات ) .
ثم جاء أحمد شوقي بمسرحياته( مصرع كليوباترة ـ علي بك الكبير ـ مجنون ليلى ـ عنترة ـ قمبيز
وملهاة الست هدى ... ) وامتازت أعماله ب:
انتقاء الأبطال من التاريخ ومن الطبقة النبيلة ـ اللغة الراقية ـ الإعتماد على الشعر المسرحي ـ الصراع بين العقل والواجب ـ الإلتزام بالوحدات الثلاث المكان والزمان والموضوع ، وقد حاكى كثيرا مسرحيات شكسبير،
ثم تلاه آخرون من المحافظين الذين ميّزوا الأدب العربي الحديث المتأثر بالكلاسيكية بــــ:
ـ المحافظة على الصيغ اللغوية والصور الشعرية في الأدب العربي القديم وعلى هيكل القصيدة التقليدية ، والحرص على حسن الاستهلال بالتصريع أو التضمين ، والتقيد بوحدة الوزن ووحدة القافية ووحدة الروي ومن بين هؤلاء : حافظ إبراهيم ـ محمود سامي البارودي ـ معروف الرصافي ـ محمد الصالح خبشاش ...
من إعداد الأستاذ عطوي مراد