alla
تاريخ التسجيل : 31/10/2009 العمر : 30 الموقع : https://www.facebook.com/new.sun.946
| موضوع: تمهيد لعلم المقامات الثلاثاء 22 ديسمبر 2009 - 14:47 | |
| قبل أن أشرع في التمهيد لعلم المقامات, أود أن أقول بأنني لست متخصصا في علم المقامات. ولا حتى متقنا له. فما زلت طويلبا قليل العلم والخبرة. فأرجو أن يعفو الإخوة المختصون عني إن شطح قلمي, أو كبا فرسي
يمكن لمن يطلب هذا العلم أن يسلك طريقين لتحصيله. الطريق الأول هو الطريق النظري. وهو يعتني بتبين النوتات الموسيقية على ورق الموسيقا, وفك طلاسمها, من صعود ونزول, وقرار وجواب, وحركات وسكنات, وعوائل وأجناس, وأصول وفروع الخ... وعندما يحصل الطالب هذه المطالب, يبتدئ بالتطبيق على الآلات الموسيقية (في أغلب الأحيان) أو بواسطة الصوت من خلال الغناء. وهنا يقع الطالب في إشكال شرعي, لحرمة استخدام الآلات الموسيقية وحرمة الغناء. لذا, فالكثير من طلاب هذا العلم يسلكون الطريق الثاني
والطريق الثاني ينمي في الطالب الأذن الموسيقية بدفعه للإستماع المكرر إلى مقرئ يمتلك طبقة صوت متقاربة لطبقة صوت الطالب. فأصوات الناس مختلفة. بعضهم يمتلك صوتا رفيعا, وبعضهم يمتلك صوتا متينا فخما. وعلى الطالب أن يعلم ما نوع صوته, وما حده. فهل صوته أقرب إلى القرار؟ أو الجواب؟ أو جواب الجواب؟ وهل يستطيع أن يقرأ بالقرار, ويصعد إلى الجواب, ومن ثم إلى جواب الجواب, أم أن صوته محدود فلا يقدر إلا على القرار والجواب. عليه أن يكتشف خاصية صوته قبل أن يشرع بالتدريب, حتى لا يحمل صوته ما لا طاقة له, فيجرحه ويشوهه
وبعد أن يجد الطالب مقرئا يناسب صوته, يجب أن يستمع إلى ترتيله أولا, ويدمن الإستماع إليه, حتى يتمكن الطالب من تقليد ترتيله. بعدها, يبتدئ الإستماع إلى تحقيق (تجويد) مقرئه. وبعد أن تترسخ قراءات التحقيق في ذهن الطالب يتدخل المعلم ويعطي الطالب آيات لذاك المقرئ مقروءة بمقام الرست, مثلا. وعلى الطالب أن يحاول جاهدا تقليد المقرئ حتى يتقن مقام الرست. بقراره وجوابه وفروعه. ومن ثم ينتقل إلى مقام آخر, كالبيات. ويعيد الكرة حتى يتقنه. ومن ثم السيكا, وبعده الصبا, وبعده العجم, وبعده النهاوند, وأخيرا الحجاز. وعلى الطالب أن يسجل قراءته بين الحين والآخر ويستمع إليها, حتى يعلم إن كان هناك تقدم في أدائه, أو إن كان هناك نشاز في صوته. ولا يجب على الطالب أن يتبع هذا الترتيب بالذات. بل يجب عليه أن يتبع أذنه. فإن استساغت أذنه مقام النهاوند وأحبته وعشقته, فعليه أن يبدأ به أولا. وهكذا, حتى ينهي المقامات السبعة. عندها, إذا استمع الطالب إلى آية من مقرئه, سيعرف في الحال على أي مقام قرئت. وهذه المرحلة من التدريب تأخذ وقتا طويلا, قد يعد بالسنوات
وبعد اجتياز هذه المرحلة, ستتكون لدى الطالب نظرة أكثر وضوحا عن المقامات. وسيتبين له أن لكل مقام سلم موسيقي, أو بمعنى آخر, جو ومناخ معين. فإن أراد الشخص أن يكون كل ما يخرج من فمه هو من مقام النهاوند, كل ما عليه فعله هو أن يتسلق سلم النهاوند ويدخل في جوه ومناخه. فتراه إن قرأ آية, خرجت على مقام النهاوند, وإن قرأ نصا كتابيا, خرج كذلك, حتى وإن قرأ بيتا من الشعر الموزون, فإنه سيخرج "أوتوماتيكيا" بلحن النهاوند. عندها, ومع قليل من التدريب, سيستطيع الطالب أن يستنبط سلم ومفتاح كل مقام بسهولة. وهذا المفتاح أو السلم هو مكون من ثمان نوتات (أو نغمات أو درجات صوتية) صعودا ونزولا. والفارق بين مفتاح مقام معين ومفتاح مقام آخر هو المبدأ أو المرسى والمسافة بين الدرجات. أما عن المبدأ والمرسى, فبعض المقامات يبدأ من الدرجة الأولى ويصعد سبع درجات ثم ينزل مرة أخرى. وبعضها يبدأ من الدرجة الثالثة فيصعد سبع درجات ومن ثم ينزل. والفارق الثاني هو المسافة بين الدرجات. فالمسافة بين درجات مفتاح النهاوند مثلا قد تكون نوتة واحدة (أو شبرا واحدا أو طبقة صوت واحدة سمها ما شئت), أما في الحجاز, فقد تكون المسافة بين درجات مفتاح الحجاز نوتة ونصف أو أقل من ذلك أو أكثر. فهذان هما العاملان الأساسيان اللذان يميزان كل مقام عن الآخر. وبسببهما اختلفت المقامات اختلافا جذريا. فإنك لو استمعت لآية بلحن مقام العجم لطربت وفرحت, وإن استمعت لنفس الآية بمقام الحجاز لحزنت وبكيت
وبعد اجتياز هذه المرحلة, يصبح الطالب قادرا على التعرف على لحن أي نص يقرأ بمسمعه, قرآنا كان أو شعرا أو نثرا. والمرحلة التي تلي هذه المرحلة هي مرحلة الإبداع. وهي أن يتمكن الشخص من استخراج نمط جديد من أحد المقامات لم يسمع من قبل
هذه نبذة وجيزة وكلمات قاصرة من تلميذ كسول. أتمنى أن ينتفع بها الإخوة | |
|