بسم الله الرحمن الرحيم
هل من المعقول ان يقوم معلم مادة الجغرافيا بتدريس موضوعات هذه المادة دون ان يستخدم خريطة جغرافية والاعتماد الكلّي على السبورة الخشبية او الاسمنتية؟؟ ..صدقوني ..مع احترامي لزملائي المعلمين فهناك من يفعل ذلك في ظل غياب المسؤولية الشخصية لدى بعض الزملاء وعدم الاهتمام بالمتلقين من الطلاب في ظل غياب المتابعة الادارية في المدرسة .
الخريطة الجغرافية تعد من الوسائل الرئيسة في تدريس هذه المادة فمن خلالها يتعرف الطالب ويستنتج ويقارن الحدود الطبيعية والسياسية للدول التي يدرسها ومواقعها في القارات المختلفة وما يحيط بكوكبنا من غطاء مائي يتركز في المسطحات المائية من بحار ومحيطات وانهار وبحيرات ...الخ .. والغطاء الجوي بما يتضمنه من هواء ورياح واعاصير وغازات مختلفة وكذلك الغطاء النباتي بما يشتمل عليه من غابات وحشائش واشجار ونباتات ومزروعات مختلفة لذا فان .وجود الخريطة الجغرافية اثناء العمل الصفي يريح المعلم ويشجع الطلاب على النقاش العلمي البناء وعلى الاكتشاف للمعلومات ويكسبهم مهارات استخدام الخريطة بما تتضمنه من مصطلحات ورموز .. وتستخدم في تدريس هذه المادة تقنيات اخرى منها نموذج الكرة الارضية ونموذج المجموعة الشمسية و الفيديو / التلفزيون التعليمي ..ويمكن الاستفادة من برامج التلفزيون محليا اودوليا في الحصول على موضوعات مصورة مدعمة بالحركة والصوت ذات علاقةبموضوعات جغرافية عديدة لهاترتبط بالمنهج الدراسي الذي يدرسه الطلاب ..من المهم أن يوجّه المعلم الطالب الى البحث عن هذه المدعمات من مختلف القنوات التي توجد فيها تلك البرامج ذات العلاقة ..فضلا عن استخدام الافلام العادية والحلقية والشفافيات من خلال اجهزة العرض المختلفة ...ويعد الحاسب الآلي والانترنت من اغنى المصادر التربوية اثراء لهذه المادة الجميلة ...وللفائدة حقا فان الدروس الجغرافية الميدانية عن طريق الزيارات البيئية للمزارع والمصانع والمؤسسات المختلفة وكذا الى الغابات والهضاب والتلال والاودية والجبال والقرى المختلفة يعمق فهم هذه المادة وتطبيقاتها في نفوس الطلاب لتكسبهم معلومات عن البيئة التي يعيشون فيها وكيفية التكيف معها وفهم البيئات الاجتماعية والطبيعية الأخرى بفهم وروية وشفافية.
المهم ان نسعى جادين في استخدام هذه التقنيات والوسائل بدون كلل أو ملل مما يزرع في نفوسنا -كمعلمين- الامل والتفاؤل عن سير ابنائنا الطلاب في حياتهم الدراسية والمستقبلية بشكل رائع وجميل.
______
______
نعود مرة أخرى لأدوات المعلم ووسائله وتوقفنا عند معلم المواد الاجتماعية للبدء بمعلم مادة الجغرافيا ..أما اليوم فجولتنا مع مادة التاريخ ...التاريخ بعظمته وعنفوانه ..كيف يتمكن المعلمون من تدريس موضوعاته ومفرداته ...فكم هو مظلوم هذا التاريخ والذي اشبعه بعض المعلمين اسهابا وتهريجا ومحصلته لدى الطلاب صفرا مكعبا فلا يحتفظ الطلاب بما يتلقون من معلومات تاريخية ولا تنطبع موضوعاته في سلوكهم فيعتز الطالب بمقومات حضارته من جيل الى جيل ومن حقبة تاريخية الى أخرى ...لم يزل التاريخ اسيرا لطريقتي التلقين والالقاء فينام معظم الطلاب أثناء الحصة الدراسية ولم يفهموا ما قام به المعلم من جهد القائي ولايجدون ما يسعفهم في تذكر معلوماته الا من خلال المذاكرة الجادة فقط.
من مشهيات تدريس مادة التاريخ هي استخدام " القصة المشوّقة وطريقة عرضها في قالب مسلّ يذيب الملل ويبعد السأم وخاصة في الموضوعات المرتبطة ببطولات.. وصولات وجولات وما اكثرها ..وأجملها.. من موضوعات ..كما يفضل ان توضع في قالب تمثيلي - تسجيلي اما عن طريق الفيديو او شريط " الكاسيت " وعرضها امام الطلاب ..ويمكن الاستفادة من بعض البرامج التلفيزيونية وحتى بعض المسلسلات والافلام التاريخية ..كالحرب العالمية الاولى ..والثانية ..وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والصالحين وغيرها لكونها تغرس سلوكا من خلال التعلم بالقدوة والمحاكاة ..وتسخدم الافلام بجميع انواعها والخرائط التاريخية والمصورات الفوتغرافية والشرائح بجميع انواعها ..ومن أثرى الوسائل التعليمية لهذه المادة الزيارات والرحلات للمواقع التاريخية والأثرية ومطالبة الطلاب بكتابة تقارير وبحوث بشكل فردي وجماعي اما ان يكون الطالب بمفرده وكذلك من خلال مجموعات طلابية من زملائه ..وتعد المكتبات ومراكز مصادر التعلم من أثرى المصادر لكي يتعلم الطالب معلومات تاريخية رصينة ولذا ينبغي على المعلم ان يحرص عليها اثراء لخبرات الطلاب وتفتيقا لاذهانهم وشحذا لهممهم واعتزازا بتاريخهم التليد والمعاصر وصولا لفهم مشترك ووعي متنام لحضارتهم الاسلامية وعلاقاتها الوثيقة بالحضارات الأخرى على مرّ الزمان وسالف الأيام .