ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: الميازين في موسيقي الآلة الاندلسية الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 16:46 | |
|
الميازين
تتضمن النوبة,بعد المقدمات الآلية خمسة أقسام , يسمى الواحد منها ميزانا. وترتيبها كما يلي : 1- البسيط 2- القائم ونصف 3- البطايحي 4- الدرج 5- القدام
ويتكون الميزان من مجموعة من القطع: الآلية والغنائية تخضع في الغالب لطبع موسيقى لا يتغير. ويغلب توارد ا لميازين الخمسة في النوبة على الترتيب الذي ذكرته ,
غير أن التادلي ذكر في كتابه »أغاني السقا « أن ترتيبها قابل للتغير حسب رغبة العازفين وا لمستمعين ) وقد أكد الباحثون أن أهل الأندلس انحصروا في أربعة ميازين , هي البسيط , والقائم ونصف , والبطايحي , والقدام , وأن المغاربة أضافوا في العصر السعدي ميزانا خامسا هو الدرج الذي يخلو منه الغرناطي بالجزائر وا لمالوف يتونس.
ويبدو أن الدرج أكتسب تسميته هذه من كون صنائعه المبتكرة قد أدرجت ضمن صنائع ميزان البطايحي , وذلك ما يفسر القولة الشائعة في أوساط الطلب الأندلسي: البطايحي بأدراجه ) وإذا كانت النوبة الواحدة تحتوي على خمسة ميازين فستدرك بعملية حسابية بسيطة أن عدد ميازين الموسيقا الأندلسية بالمغرب هو خمسة وخمسون ميزانا , ومن ثم اكتسبت تسميتها بموسيقى الخمسة والخمسين.
يحتوي الميزان على مجموعة من الصنعات لا تخضع لعدد محدد بل هو يتفاوت لدى الحفاظ والمنشدي. وتندرج هذه الصنعات تحت ثلاثة أقسام كبرى يمكننا تجاوزا تسميتها »حركات الميزان «. ويكمن الفرق بين هذه الحركات الثلاثة في إيقاعاتها لا في نغماتها وطبوعها.
ولبيان ذلك افترض أنك أخذت تستمع في غرفتك إلى ميزان نوبة معينة كنوبة الاستهلال عن طريق الإذاعة , وكنت من حين لآخر تغادر الغرفة , ثم تعود إليها , وأنت خلال تحركاتك هذه تترنم بألحان الميزان ا لمذاع , فستلاحظ كلما عدت إليها أن أصداء الألحان التي تترنم بها قائمة على الطبع الموسيقي نفسها الميزان النوبة , ولن يفاجئك أي تغير إلا في إيقاع الألحان بسبب انتقال صنعات الميزان عبر الحركات الإيقاعية الثلاث , وهي التصدرة والقنطرة والانصراف.
ويتم الانتقال من حركة إلى أخرى بكيفية تدريجية , ولذلك فإن الصنعات الأولى من التصدرة تؤدى ببطء كبير بالنسبة للصنعات التي تليها في الميزان , وهكذا تتضاعف السرعة شيئا فشيئا , وكلما اقتربنا من الانصراف احتدت السرعة لتبلغ منتهاها عند نهاية الميزان. وعندما نستمع بامعان إلى الميزان كاملا فإننا نلاحظ أنه يتركب ست مجموعة من الصنعات , وهي مهما كان عددها في الميزان تؤدي إلى النسق التالي:
1 - التصدرة أو الصنعات الموسعة
أما التصدرة فهي مجموعة من الصنعات المشغولة التي تقوم على حركة بطيئة جدا. ويصدر بها الميزان بعد أداء الجوق لتوشية آلية بعزفها على إيقاع الصنعات نفسه. وأما الصنعات ا لموسعة فهي قطع بطيئة الأداء وإن تكن أخف من سابقاتها.
2- القنطرة:
هي صنعات وسطى أنتقالية تتدرج عادة من البطء نحو السرعة , وتتألف من القنطرة الأولى , تليها تغطية تتكون من صنعة واحدة إلى أربع صنعات , ثم القنطرة الثانية التي يتجلى فيها بصفة خاصة التحول من البطء نحو السرعة. فكثيرا ما تسمى »القنطرة « مطلقا.
3- الانصراف أو القفل:
يطلق الانصراف على مجموع الصنعات التي تلي القنطرة. وهي تعزف في إيقاع حثيث, وتتضاعف سرعتها كلما اقترب الجوق من النهاية. والقفل صنعة واحدة يختم بها ا لميزان , وتعزف سريعة كسائر صنعات الانصراف السابقة , غير أنها تجنح إلى البطء في النهاية , .تمهيدا للانتقال إلى الميزان الموالي وعملا بالتقليد الذي يمليه المثل السائر بين أصحاب »الآلة ,« والذي يقول: »كما بدأت العمل فاختمه « وهو تقليد لا يشذ عنه إلا انصراف القدام الذي تنتهي به النوبة.
وفي رأينا أن تعاقب الصنعات على هذا النمط ا المرسوم ليس محض صدفة ولا وليد عفوية , ولكنه وجه آخر من وجوه التعامل الذي حصل بين الموسيقا الأندلسية وموسيقا الشعوب الأوروبية عموما, وشعوب الجزيرة الايبرية خصوصا
| |
|