قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾
]لقد
دعت الشريعة الإسلامية إلى التحلي بأدب الحديث، وطيب القول، بصنوف الآيات
والأخبار، وركّزت على ذلك تركيزاً متواصلاً إشاعة للسلام الاجتماعي،
وتعزيزاً لأواصر المجتمع.[/size]
قال تعالى: ﴿وَقُل
لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ
بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾
وقال سبحانه: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
وقال عز وجل: ﴿وَلَا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ﴾
قد روي أن رجلاً جاء إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: "يا
رسول الله أوصني. قال: "احفظ لسانك". قال: يا رسول الله أوصني. قال: "احفظ
لسانك". قال: يا رسول الله أوصني. قال: "احفظ لسانك، ويحك وهل يكبّ الناس
على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم!!"
وعن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم".
ونستجلي من تلك النصوص الموجهة ضرورة التمسك بأدب الحديث، وصون اللسان عن البذاءة، وتعويده على الكلم الطيب، والقول الحسن.
فالكلام
العفيف النبيل حلاوته ووقعه في نفوس الأصدقاء والأعداء معاً، ففي الأصدقاء
ينمِّي الحب، ويستديم الودّ، ويمنع نزغ الشيطان في إفساد علائق الصداقة
والمودة.
وفي الأعداء يلطّف مشاعر العداء، ويخفف من إساءتهم وكيدهم.
وليس شيء أدل على غباء الإنسان وحماقته من الثرثرة، وفضول القول، وبذاءة اللسان.
فقد مرّ أمير المؤمنين عليه السلام برجل يتكلم بفضول الكلام،
فوقف عليه وقال: " يا هذا إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك،
فتكلم بما يعنيك ودع مالا يعنيك".
وقال عليه السلام: " من كثر كلامه كثر خطأه، ومن كثر خطأه قلّ حياؤه،ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه دخل النار".
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال:
[size=29]" حق اللسان اكرامه من الخنا وتعويده الخير وتركه الفضول التي لا فائدة لها، والبر بالناس وحسن القول فيهم ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين