ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 62 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: ما خربه الجلد المنفوخ رمّمته ثورة الغضب... الأحد 30 يناير 2011 - 6:18 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
مصريو الجزائر يتلقون تعاطفا كبيرا في الجزائر * شوارع الجزائر خالية في النهار وليالي بيضاء أمام الفضائيات الذين ظنوا أن ما أفسدته الكرة لن تصلحه الأيام بين مصر والجزائر أخطأوا، فقد تأكد كم هو قوي الرابط الوجداني بين الشعبين خلال اليومين الأخيرين إلى درجة أن الجزائريين دخلوا في عطلة مدفوعة الأجر حتى وإن كانت قد تزامنت مع العطلة الأسبوعية، إذ بدت الشوارع في اليومين الماضيين خاوية على عروشها وبدت المساكن والعمارات ليلا مضيئة لأن الجميع يسهر أمام الفضائيات ليتابع أحداث مصر بالقلب وبالعقل لأجل أن يُخرج الله مصر منتصرة من محنتها .. الجزائريون الذين عاشوا العام الماضي في ذات الأيام على نغمة مصرية إعلامية كروية انشغلوا هذه الأيام بالحدث المصري الكبير، ورغم التواصل شبه منقطع عنكبوتيا إلا أن الجزائريين في مختلف المنتديات وحتى في الفضائيات كانوا يقدمون النصيحة للمصريين من أجل أن يحموا ثرواتهم التاريخية والثقافية بالخصوص من البلطجية الذين يريدون تحويل الثورة إلى كارثة، وأن يحرموا الجار الصهيوني من التشفّي لأن المتضرر الأكبر من ثورة الشارع المصري هو الكيان الغاصب الذي نعم منذ أزيد عن ثلاثين سنة أي منذ معاهدة كامب ديفيد بالسلم والأمان، حيث تمتع بصمت مصر في احتلاله للبنان عام 1982، وتمتع أكثر في عدوانه على جنوب لبنان وقطاع غزة في السنوات الأخيرة ..
الجزائريون الذين تسمّروا العام الماضي أمام شاشات التلفزيون وصاروا يتابعون كل صغيرة عن المونديال نسوا الكرة نهائيا ولا أحد يهمه ما يحدث في عالم كرة القدم، إلى درجة أنهم لم يتابعوا نهار أمس نهائي كأس أمم آسيا الذي جرى في قطر ولم يتابعوا حتى مرور منتخب كرة اليد ومشاركته في كأس العالم بالسويد، وفي باتنة لم تشكّل مواجهة شباب باتنة للنصر الليبي الحدث لأن القلوب كانت مع مصر في محنتها الكبرى. وإذا كانت قناة الجزيرة وقناة العربية قد سجنتا الجزائريين في بيوتهم فإن الطلاق مع القناة الجزائرية ترسّم بشكل كامل في الأيام الأخيرة، حيث كانت خارج مجال الحدث، وكأن البلد العربي المسلم الذي عاشت ساعات السابعة في اليتيمة لعدة عقود من مسلسلاته لا يعاني من أزمة سياسية وأمنية خانقة . الجزائريون أبانوا منذ شهر عبر اهتمامهم وتضامنهم مع أشقائهم التوانسة والمصريين بالفعل وليس بالأقوال والفضول فقط، أبانوا تجذّرهم في قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن جسد الأمة واحد إذا اشتكى منه عضو في السويس أو في سيدي بوزيد اشتكى له البدن الجزائري بالسهر والحمى، رغم أن المحنة الطويلة التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء بقيت دون صدى ولو معنوي من إخواننا . الجالية المصرية في الجزائر تلقت في اليومين الماضيين تضامنا شعبيا منقطع النظير واعترف الأشقاء بأنهم اكتشفوا المعدن الحقيقي للجزائريين إلى درجة أن كثيرين كانوا يذرفون الدموع في كل أعمال تخريب أو نهب يشاهدونها ويدعون الله أن يتمكن الشعب المصري من استرجاع حريته بأقل الأضرار، لأن الجزائريين الذين شاركوا مصر محنتها منذ نكسة 1967 وفي حروب الاستنزاف وخاصة في حرب 1973 لا يريدون لمصر سوى أن تبقى واجهة عربية وإسلامية كبرى وأن تعود بأكثر قوة إلى دورها الذي كان قبل استقلال معظم الدول العربية، اختفاء إعلاميي الفتنة التي زامنت مباراة الكرة بين البلدين عن المشهد ومنهم عمرو أديب الغارق حاليا في حصص الرقص في لبنان والغندور ومصطفى عبده اللذين تم إلغاء برامجهما الكروية في النايل سبور التي تحولت إلى قناة إخبارية، اختفاء هؤلاء وظهور الصحافيين الحقيقيين والنزهاء الذين كانت لهم دائما مواقف مشرفة مثل علاء صادق ومحمود سعد أعاد الوصال الوجداني بين الجزائر ومصر..إذ من المستحيل أن تجد جزائريا أو جزائرية لا يتابع كل صغيرة عن أحداث مصر ليس فضولا وإنما بأمل أن تحقق مصر آمال شعبها وكل الشعوب العربية. | |
|