بسم الله الرحمن الرحيم
شجرة الزيتون وزيتهاوثمرها
علم النبات حظي بأكثر من مائة مرّة في القرآن الكريم ، والزيتون الشجرة المباركة الطيبة قد تشرفت بالذكر في سبعة مواضع من كتاب الله الكريم كما في الجدول التالي :
جدول يبين الآيات السبع التي ذكرت فيها شجرة الزيتون وزيتها
نصّ الآيةالسورةرقم الآية(ومن النخل من طلعها قنوان دانية والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه)الأنعام99(والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها .....)الأنعام141(ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب)النحل11(وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين)المؤمنون20(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)النور35(وزيتونا ونخلا)عبس29(والتين والزيتون)التين1
موطن الشجرة
(وشجرة تخرج من طور سيناء) المؤمنون . (زيتونة لا شرقية ولا غربية) النور .
لكل شجرة موطن أصلي عرفها الناس منه ثم انتشرت زراعتها إلى الأقاليم الملائمة . وعن شجرة الزيتون تطالعنا الآيتان أعلاه . الآية الأولى أكد التفسير أنها تتحدث عن شجرة الزيتون ذكرت بعدها كلمة (تخرج) ، فكلمة (تخرج) في القرآن الكريم لها دلالتها عن الموطن الأصلي للشجرة ، ثم تردف الآية بالعبارة (من طور سيناء) أي من جبال في منطقة الشرق الأوسط ، وقيل عن الطور إنه الجبل الذي به الشجر ، أو الجبل المخضر بالنبات ، وسيناء هي منطقة معروفة ، فشجرة الزيتون قد خرجت إلى الدنيا وعرفها الناس من الجبال قرب البحر الأبيض المتوسط ، والمعروف ان شجرة الزيتون البرية تنتج هناك ، وأن دول البحر الأبيض المتوسط هي أكثر الدول إنتاجا للزيتون وهي بالترتيب كما يلى : أسبانيا ، ايطاليا ، اليونان ، البرتغال ، تونس ، وتركيا .
ومنطقة طور سيناء وما جاورها تقع في وسط العالم تقريبا فهي (لا شرقية ولا غربية) كما تشير الآية الثانية أعلاه .
فوائد شجرة الزيتون
من الآيات القرآنية تتضح لنا الفوائد التالية :
الزيت ، فنجد قول الله تعالى (تنبت بالدهن) وعليه تكون أهمية الزيتون تتمثل أساسا في الزيت ذي القيمة الغذائية العالية ، فهو عظيم الفائدة وسهل الهضم وتستخدم أفضل الأنواع للاستهلاك الآدمي ، في الخضار ، والطهي ، وحفظ الأطعمة خصوصا الأسماك . وأحسن درجاته هو الزيت البكر (2,1% حموضة قصوى) ، يليه المكرر (5,2% حموضة قصوى) ، ثم الزيت الخام (4% حموضة قصوى) . وتحتوي ثمرة الزيتون على 30 – 75% من وزنها زيت ، وله خصائص غذائية طيبة من بينها أنه مهدي لآلام الحروق ومفيد كغذاء للشعر ، ويمكن لمسام جلد الأطفال امتصاصه .
أيضا الثمار نفسها والتي تؤكل مع الطعام ، حيث أشارت الآية (وصبغ للآكلين) ، وتحتوي ثمرة الزيتون بالإضافة للزيت على البروتين والسكريات والمعادن والفايتامينات مثال (أ ، ب وغيرها)
إستعمال الزيت للإضاءة ، فقد كان يضغط ويعصر اللب مرة ثانية مع الماء الحار بعد عملية الضغط الأولى ، ويستعمل قديما في المصابيح للإضاءة ، وما زال يطلق عليه زيت الإضاءة ، ولكنه اليوم ينقى كيميائيا ويخلط مع الزيت الممتاز ، وقد أشارت الآية رقم 35 من سورة النور لذلك .
الزيت في الطب النبوي
في الترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي (صلعم) أنه قال : (كلوا الزّيت وادّهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة) رواه الترمذي في كتاب الأطعمة .
وللبيهقي وابن ماجة أيضا : عن ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله (صلعم) : (ائتدموا بالزّيت ، وادّهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة) رواه ابن ماجة في كتاب الأطعمة .
الزيت حار رطب في الأولى ، وغلط من قال : يابس ، والزيت بحسب زيتونه ، فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده ، ومن الفج فيه برودة ويبوسة ، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين ، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال ، وينفع من السموم ، ويطلق البطن ، ويخرج الدود ، والعتيق منه أشد تسخينا وتحليلا ، وما استخرج منه بالماء ، فهو أقل حرارة ، وألطف وأبلغ في النفع ، وجميع أصنافه ملينة للبشرة ، وتبطىء الشيب .
وماء الزيتون المالح يمنع من تنفّط حرق النار ، ويشد اللّثة ، وورقه ينفع من الحمرة ، والنملة ، والقروح الوسخة ، والشّرى ، ويمنع العرق ، ومنافعه كثيرة .
تصنيف شجرة الزيتون
تنتمي شجرة الزيتون إلى الفصيلة الزيتونية والتي تضم حوالي 22 جنسا تحتوي على ما يقارب 500 نوعا وجنس . الزيتون وحده يضم ما بين 30 – 40 نوعا . وشجرة الزيتون المستزرعة المغروسة المستغرسة المنشأة (أنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون) شجرة صغيرة تختلف عن الشجرة البرية وتعتبر سلالة خاصة من البرية .
والاختلاف في أشجار الزيتون ليس في أنواع الجنس أو بين الشجرة البرية والمستزرعة فحسب ، بل هناك تباين دقيق داخل نوع الزيتون نفسه .
شجرة الزيتون شجرة مباركة
الزيتون هي الشجرة الوحيدة التي ذكرت بأنها مباركة . والبركة تعني النماء والزيادة والخير الوفير والنفع الكثير ، وهذا ما نجده في شجرة الزيتون ، فهي شجرة متوسطة الارتفاع (5 – 8 أمتار) ، وتنمو على الجبال ، وتتكاثر بسهولة بالعقل والعقد والتطعيم ، وتنتج زيت الزيتون بكل فوائده المذكورة سابقا ، وتنتج الثمار للأكل بفوائده الغذائية المذكورة ، وتعطي الزيت للإضاءة .
والشجرة دائمة الخضرة وتبدأ في إنتاج الثمار من عمر الخامسة عشر ، وتستمر في العطاء لعدة قرون ... وتتراوح كمية الثمار التي تنتجها الشجرة ما بين العشرة إلى المائة رطل أو أكثر ، وفي حالات خاصة تعطي الشجرة مقدارا من الزيتون قد يصل إلى ثلاثمائة رطل في السنة ، وتنتج المائة رطل من الزيتون أكثر من عشرين رطلا من الزيت ، فهذا من بركة الشجرة المعطاءة والمعمرة جدا . ويكفي أن نقول بان الطب الحديث يقول بعدم وجود مادة الكولسترول الضارة بالزيتون .