ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 62 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: التخت.. عرش الموسيقى العربية!! الإثنين 15 فبراير 2010 - 19:53 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الموسيقى لغة عالمية واحدة تتكون من الحروف نفسها.. لكنها تتعدد بتعدد الشعوب التي تستخدمها.. ويتغير لونها ومذاقها من شعب لآخر؛ حتى لتظنها لغات كثيرة، لا لغة واحدة.. ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الاختلاف طبيعة الشعوب، والآلات التي تستخدمها في موسيقاها، والقوالب الفنية التي تصب فيها هذه الموسيقى..
والآلات الأساسية في الموسيقى العربية هي: العود، والكمان والقانون، والناي، والدف، والطبلة، والرباب .. وكان يطلق عليها اسم "التخت العربي".. ويشير الدكتور "خيري الملط" في كتابه: "تاريخ وتذوق الموسيقى العربية" (الهيئة المصرية العامة للكتاب-الطبعة الأولى2000) إلى أن التخت كلمة فارسية الأصل ومعناها "العرش"؛ لأن العازفين كانوا يجلسون على مكان مرتفع عن الأرض في أثناء العزف.. وقد ظهر التخت العربي كفرقة موسيقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في عهد الأتراك..
وسوف نلقي الآن نظرة سريعة من خلال هذا الكتاب الهام في مجاله على الآلات المكونة للتخت العربي؛ لنتعرف على تاريخها وطبيعتها ومكوناتها؛ مما يساعد – بالتأكيد – على تفهم طبيعة وروح الموسيقى العربية .. كما لا بد أن نلاحظ من خلال العرض التالي أثر العرب في الموسيقى الأوروبية، وهو مجال لا يعتقد الكثيرون أن للعرب تأثيرًا فيه.
العود
هو أهم الآلات الموسيقية الوترية في الموسيقى العربية.. استخدمه القدماء المصريون منذ حوالي 3500 سنة .. وانتقل إلى العرب في العصور الوسطى .. وكان للعود أربعة أوتار حتى زاد فيه "زرياب" - المغني العربي الشهير- الوتر الخامس، وذلك في أوائل القرن التاسع الميلادي ببلاد الأندلس، كما استخدم "زرياب" ريشة النسر في العزف، وكانت قبله من الخشب، وقد كان يطلق على العود اسم "البربط" وهي كلمة فارسية معربة معناها "صدر البط"، نسبة إلى شكل العود.. وقد أخذ الأوربيون العود عن العرب، وأصبح من أهم آلاتهم الموسيقية من القرن الثالث عشر حتى القرن الثامن عشر حيث حل البيانو محله.
ويتكون العود من:
الصندوق المصوت: ويسمى القصعة، ويتكون من مجموعة من خشب الجوز أو الماهوجن، وهو على شكل نصف كمثرى.
الصدر أو الوجه: وهو غطاء من الخشب عليه مجموعة من الفتحات (الشمسية) مختلفة الأشكال والأحجام، ومزينة بحليات من العاج أو الخشب الملون، ووظيفتها إخراج الصوت من الصندوق الرنان.
الفرس: وهي قطعة خشب صغيرة على شكل قضيب صغير مثقوب تُثبّت فيه الأوتار.
الرقمة: وهي قطعة رفيعة من البلاستيك تلصق على صدر العود بين الفرس والشمسية لحماية صدر العود من الريشة.
الرقبة: وهي الجزء العلوي من العود، وبها دساتين (علامات) تحدد مواضع عفق الأصابع.
الأنف: وهي قطعة دقيقة من العاج أو الأبانوس توجد عند نهاية الرقبة، وتمر فوقها أوتار العود إلى الملاوي (المفاتيح).
المفاتيح: وعددها 12 مفتاحًا لشد الأوتار.
الريشة: وهي تصنع من ريش النسر أو البلاستيك اللين.
الكمان
تعتبر من أهم الآلات الموسيقية لقدرتها الكبيرة على التعبير عن المشاعر المختلفة، وتتربع هذه الآلة على عرش مجموعة الآلات ذات القوس المعروفة بـ "عائلة الفيولينة"، التي تعتبر العمود الفقري في تشكيل الفرق الموسيقية العربية والعالمية أيضًا؛ لأنها تغطي تدرجًا نغميًّا ومجالاً صوتيًّا عريضًا من الحدة إلى الغلظة ..
ويرجع الفضل في ظهور الآلات ذات القوس إلى العرب الذين استخدموا آلات الرباب ذات الوتر والوترين والثلاثة.. وقد انتقلت الرباب العربية إلى أوروبا عن طريق الأندلس في بداية القرن 18، حيث أصبح لها دور فعال في مجال الموسيقى الدينية والدنيوية في أوروبا.. وقد مرت الرباب في أوروبا بتغيرات كثيرة من حيث الشكل وعدد الأوتار وأسلوب العزف ونوع الصوت الصادر منها؛ مما أدى إلى ظهور عائلة الفيولينة وهي الفيولا والتشيللو والكونترباص.. وتتكون الكمان من أجزاء متعددة هي المشط وظهر الآلة والفرس والأوتار وصدر الآلة ولوحة العفق والرقبة والأنف وعلبة المفاتيح والمفاتيح والقوقعة.
القانون
وهو آلة وترية من ذات الأوتار المطلقة، وصندوقها المصوت على شكل شبه منحرف قائم الزاوية في ضلعه الأيمن، ويشد عليه الأوتار في مجموعات ثلاثية لكل نغمة، والقانون هو أكثر الآلات الشرقية اتساعًا في مناطق الأصوات الغنائية..
والعزف على القانون يكون عادة باستعمال ريشة توضع في "كستبان" من المعدن يلبس في أصبعي السبابة ثم تجذب بهما الأوتار، ولأداء النغمات الموسيقية المختلفة يستخدم العازف روافع صغيرة على مسطرة القانون تُسمى (عُرب)، وهي تقوم بتقصير اليد اليسرى عند العمل على الآلة التي لا توجد بها (عُرب).
الناي
وهو عبارة عن قصبة جوفاء، مفتوحة الطرفين، من نبات الغاب، وقد استخدم قدماء المصريين هذه الآلة، وكان منها الناي القصير والطويل، ويتكون الناي من تسع عُقَل بها ستة ثقوب على استقامة واحدة وثقب آخر من الخلف يخصص للإبهام، وتخضع صناعة الناي لخبرة الصانع في كيفية اختيار القصبة، وتحديد أماكن الثقوب تحديداً دقيقاً، بحيث تصدر منها النغمات ونصف النغمات وثلاثة أرباع النغمات بدقة كبيرة.. وعادة ما يستخدم العازف أكثر من آلة ناي لتغطية ما تحتوي عليه المقطوعة الموسيقية من نغمات مختلفة لا تكفي الآلة الواحدة لإصدارها.
الدف
يعد الدف من الآلات الإيقاعية الشهيرة في مصاحبة الغناء في البلاد العربية، وهي آلة قديمة العهد استخدمها العرب قبل الإسلام، والبعض يسمونها "الرق" نسبة إلى الجلد الرقيق المشدود على أحد وجهيه، وتعلق بالإطار جلاجل نحاسية رقيقة لزخرفة الإيقاع..
والتوقيع على الدف عند المحترفين له أسراره، فالنقرة القوية تؤخذ من وسط الدف، والنقرة الخفيفة تؤخذ من طرف الدف، وقد يستعاض عن الأزمنة الطويلة أو الساكنة بتحريك الجلاجل.. وهناك أصناف من الدفوف الكبيرة الحجم مثل البندير والمزهر، ويستعمل في ألحان الموالد وعند المتصوفين من الدراويش.
الطبلة
وهي آلة إيقاعية مساعدة للدف، وتسمى دربكة، وهي تستخدم في الفرق الشعبية.. وهي إناء من الفخار، ضيق الوسط عند أحد طرفيه، ومتسع عند الطرف الآخر الذي يشد عليه الجلد.. ويتم التوقيع باحتضان العازف للآلة والتوقيع عليها بكلتا يديه، مع مراعاة النقرة القوية والنقرة الخفيفة كما في الدف. | |
|