من اعداد الفنان عبد الرحمن قماط ..

بسم الله الرحمن الرحيم
بوسعادة 24 جوان 2015
من اعداد الفنان عبد الرحمن قماط
صحيح ان بلاد الشرق الاوسط كلها تتشابة كليا في استعمال المقامات الموسيقية من الناحية النظرية كالراست و البياتي والنهاوند و ما الى غير ذلك من اجناس موسيقية اخرى و من تقاطعات مقامية مختلفة لكن لكل منطقة لون خاص وطريقة عزف تميزها عن غيرها فالاتراك مثلا لهم اسلوبهم الذي يتسم بالرشاقة واستعمال المنمنمات الكثيرة وحتى التكنيك في العزف على الآلات ايضا مختلف ويعتمد على طريقة خاصة .
في ايران وبلاد الارمن و في البلقان ايضا لهم طريقة مغايرة في العزف و في الغناء بالرغم من المقامات الموحدة فهم يعتمدون على نمط معين من الالات التقليدية القديمة والمصنوعة محليا اولا ويعتمدون على اشباع المقام بطريقة خاصة وتعبيرية عالية في العزف و في الغناء ,ايضا لغتهم تفرض طقوسا وبناءا آخر وذلك نتيجة ما تحتوية تلك اللغة من جزئيات ولسانيات خاصة .
العرب ايضا لهم عزف واداء غنائي يبقى في نظري الاكثر رقيا رغم حداثته ...لان فن العزف و الغناء و الاهتمام بالالحان تاريخيا لم يتطور الا في عهد بني امية ......لماذا ؟ ....يرجع ذلك في اعتقادي لامور لها من الاهمية القصوى في ذلك وهي سلامة اللغة التي يمتلكها العرب منذ عصور غابرة والتي تتميز بلسانيات جد متطوره ولها قواعد دقيقة وبناء جد سليم تتخلله ايضا امور مستحبة كاستعمال التجانس والتطابق واخرى ممنوعة كاستعمال مدود في غير محلها وما الى غير ذلك والامر الثاني التراث الشعري الكبير الذي مكن الانسان العربي من الفصاحة المطلقة اثناء الكلام والامر الثالث ان هذه اللغة اختارها الله سبحانه عز و جل لغة للقرآن وهذا امر في حد ذاته يدل على ان اللغة العربية هي الاكثر تطورا عن غيرها .
اللغة ......لماذا ركزنا عليها كثيرا ......اللغة اولا هي اساس الفكر وهي الوسيلة التي نفكر بها فان كانت سليمة ياتي طرحنا لكثير من ابداعاتنا وبنائنا الموسيقي سليما يمتلك نفس مقوماتنا اللغوية وان لم تكن كذلك ياتي ذلك الابداع هشا و سهل الانكسار .
في الاخير ادعو اخواني من مؤلفين موسيقيين ومطربين الرجوع الى الاصل والتفكير في الهوية الفنية العربية التي لو بقيت على حالها لاندثرت امام ما يقدمه الاتراك و غيركم من ثقافات تثبت هويتهم لا هويتنا واشيد هنا بما قدمه الطرح السوري في القرن الماضي من قدود حلبية و هي اعادة الموشحات القديمة بكلمات جديدة والقصد في ذلك كان حماية الفن العربي من الغزو التركي الذي كن سائدا في ذلك الزمان .