بسم الله الرحمن الرحيم
العين و أقوالها *أدخل للتقن لغة جديدة *
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لكي شيء لغة خاصة به , فالبشر له لغته , و الحيوان له لغته , و الورد له كذلك و احلى اللغات التي تخاطب القلب و الفكر انها "لغة العيون" , تؤشر لك و تبرز ضحكاتها اذا ضحكت و تكون حزينة اذا حزنت و تدمح اذا جرحت في هذا المجال حبذت أن أنقل لكم هذا البحث البسيط من كتاب ~حديث العيون و همس الجفون~ لمؤلفه &محمد إبرهيم الدسوقي& تحت عنوان:
°~ماذا تقول العيون~°
يقول الشاعر :
أشارت بطرف العين خِيفَةَ أهلِها * إشارة محزون ولم تتكَلَّمِ
فأيقَنْتُ أن الطرفَ قد قال مرحبا * وأهلا وسهلا بالحبيب المتَيَّمِ
وقد افرد ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة في الأُلْفة والأُلاف) للإشارة بالعين بابا من أبوابه الثلاثين وهو الباب التاسع وعنوانه : (باب الإشارة بالعين) تحت عنوان الإشارة بلحظ العين ، وقوة تأثيرها {يقال : لَحَظَ لَحْظًا ولحظانا فلانا وإلى فلان بالعين : نظر إليه بمُؤخر العين عن يمين ويسار . واللحظ : مصدر ، وجمعه لِحاظ وألحاظ : باطن العين ، ومؤخر العين مما يلي الصُّدع .}
مفردات الإشارة باللحظ ومفرداتها : ولكل واحدة من هذه المعاني ضرب من "هيئة اللحظ" لا يُوقَف على تحديده إلا بالرؤية ، ولا يمكن تصويره ، ولا وصفه إلا بالأقل منه {فالقلم يعجز عن وصفه} .
وإليكم ما تيسر من هذه المعاني :
فالإشارة بمؤخر العين الواحد : نهي عن الأمر .
وتفتيرها : إعلام بالقبول .
وإدامة النظر : دليل على التوجع والأسف .
وكسر نظرها : آية الفرح !
والإشارة إلى إطباقها : دليل التهديد .
وقلبُ الحدقة إلى جهة ما ، ثم صرفها بسرعة : تنبيه على مُشارٍ إليه .
والإشارة الخفية بمؤخر العينين كلتيهما : سؤال .
وقلب الحدقتين من وسط العين إلى الموق * بسرعة : شاهد المنع .
وترعيد الحدقتين من وسط العينين : نهي عام .
وسائر ذلك لا يدرك إلا بالمشاهدة .
*الموق والمؤق والماق : مجرى الدمع من العين .
القراءة الأولى للعيون والحواجب عند أهل الفراسة !
أولا : حجم العينين :
يختلف حجم العين بصفة عامة :
فهناك العين الصغيرة الغائرة !
وهناك النجلاء الواسعة كعيون "المها" التي هام بها المحبون .
ويقول مُتَفرِّسو العيون :
إن كبر العين دليل على الطهر والبراءة ، وسرعة الإدراك والحضور الذهني ، والصراحة !
أما ضيق العينين فهو دليل الخداع ن والمكر والأنانية والكسل والخمول .
وإذا كان خير الأمور الوسط - كما يقولون - فإنه إذا كانت العينان وسطا ، فلا هي كبيرة ولا هي صغيرة ، كان ذلك دليلا على الأمانة ، والاستقامة !
وإليك ما تتصف به العيون حسب ألوانها ...
ثانيا : ألوان العيون وعلام تدلل ؟!
سبحان من أبدع العيون ، وجعلها مختلفة الألوان والأشكال ! فهناك العيون السمراء ، والسوداء ، والرمادية القاتمة . وهناك العيون الزرقاء والشهلاء .
فالعيون السمراء : يغلب على صاحبتها سيطرة العواطف الرقيقة على العقل . وكلما اشتدَّ اسمرار الحدقة دل ذلك على التفكير السليم ، وحسن تصريف الأمور .
أما العيون السوداء : فإن كانت صغيرة براقة صاحَبَها إعجاب بالذات . وإن كانت غائرة متوقدة صاحَبَها إخلاص ، وأصحاب العيون السوداء مِزاجيون غَيورون .
أما أصحاب العيون الخضراء فماكرون ساخرون من غيرهم .
وأصحاب العيون الزرقاء ذوو إحساس مرهف .
وأصحاب العيون الواسعة على جانب من الذكاء والخبرة .
وأصحاب العيون العميقة ينطوون على نفس قلقة كئيبة .
وأصحاب العيون اللوزية فيهم رقة وحنان .
وأصحاب العيون المستديرة فيهم هدوء ويغلب عليهم الكسل .
واصحاب العيون الكبيرة يتمتعون بصفاء نفسي .
كما أن اصحاب العيون الصغيرة فيهم نشاط موفور وحدة عاطفة .
وأصحاب العيون العسلية أذكياء أصحاب عزم .
وقد يقرأ أحد المحبين في عيون من يحبون مالا يقرؤه الآخرون ، فالحب - كما يقال - أعمى !
وقد عبر أحد المحبين عن هذا المعنى بقوله : (قالت : ألست تبصر من حَوْلي) ، فقلت لها : "غطَّى هواك وما ألقى على بَصري" .
وصية خبير بالعيون عليم !
ذكر بعض أهل الفراسة من العرب أن أجمل العيون : ما اجتمعت فيها الصفات الآتية :
أن تكون متوسطة الحجم .
ساكنة في مآقيها .
صافية من الكدر .
نقية من النقط .
حسنة البريق .
كامنة العروق .
معتدلة الطرف بالجفن .
نجلاء يخالطها السرور والمهابة .
نقية البياض والسواد .
لا عظيمة ولا صغيرة .
لا جاحظة ولا غائرة .
لا شاخصة جامدة .
ولا سريعة التقلب كالزئبق .
لا شاخصة الحدقة ، ولا صغيرتها .
ولا كبيرتها ولا واسعتها .
ولا مختلفة الوضع في البياض والسواد .
رطبة المنظر من غير ضعف أو علة .
شهلاء أو خفيفة الشهولة . **
أو كحلاء أو شعلاء خفيفة الشعولة . ***
شحيمة الجفنين .
ومن اجتمعت فيه من النساء معظم هذه الصفات فغنها دليل على كمال المروءة والاستقامة ، والفطنة وحب الخير ، وكمال العقل .
**الشهلاء : هي التي شاب إنسان عينها حمرة .
***الشعلاء : من كانت في عينها حمرة خِلْقَة والكحلاء : شديدة سواد العين ، أو التي كأنها مكحولة وقد قالوا :
ليس التكحل في العينين كالكحل
والتكحل : وضع الكحل في العين : فهذا صناعي ، وذاك طبيعي
أرجو أن تكونوا قد استمتعتوا و استفدتوا من قراءة الموضوع
بالتوفيق
__________________