هي فترة ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى الـرشد .. وهذا الانتقـال يعني التغير في مجال الإنتماء
للجمـاعة .. ومع هذا التغيير تظهر الحـاجة إلى التكيف مع الوسط الجديد .. وكثيراً ما يعتري المراهق حالات
من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً.. فالمراهق طريد مجتمع الكبار والصغار.. إذا تصرف كطفل
سخر منه الكبار.. وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال أيضاً .. علاج هذه الحالة يكون بقبول المراهق في مجتمعات
الكبار .. وإتاحة الفرصة أمامه للاشتراك في نشاطهم .. وبتحمل المسؤوليات التي تتناسب مع قدراته
وخبراته.
يميل معظم النّاس للتفكير بأن المراهقة مرحلة واحدة ينبغي على الأهل تحملها مع أطفالهم، وتوجد في
الحقيقة ثلاث مراحل من النّموّ والاكتشاف, سواء للأهل والأولاد وهي
المراهقة المبكرة
والوسطى
والمتأخرة، تتمايز على صعيدي الجسد والروح.
وسف نناقش
>>>> المرحله المراهقة الوسطى والتي تعتبر من اخطر المراحل في حياته
تمتد مرحلة المراهقة الوسطى بين عمر 15 و 17 سنة تقريبا. اهم سمات هذه المرحلة شعور المراهق
بالاستقلال وفرض شخصيته الخاصة، وبسبب حاجتهم الماسةلاثبات انفسهم، يصبح المراهقون اكثر تصادما
ونزاعا ضمن العائلة، فيرفضون الانصياع لافكار وقيم وقوانين الاهل ويصرون على فعل ما يحلو لهم. ويجرب
الكثير من المراهقون الامور الممنوعة او الغير محبذة عند الاهل، كالتدخين وشرب الكحول والسهر خارج
المنزل لساعات متأخرة، ومصادقة الاشخاص المشبوهين، كنوع من التحدي للاهل ولفرض رأيهم الخاص.
ويصبح المراهق اكثر مجازفة ومخاطرة، ويعتمد على الاصدقاء للحصول على النصيحة والدعم، وليس على
الاهل، وعلى الاهل في هذه المرحلة اظهار تفهم شديد لاطفالهم لكي لا يخسروا ثقتهم، وبنفس الوقت
يضعوا قوانين واضحة لتصرفاتهم وتعاملاتهم، مع الاخرين ومع العائلة.
وبما ان معظم التغييرات الجسدية قد حدثت في مرحلة المراهقة المبكرة، يصبح المراهق اقل اهتماما
بمظهره الخارجي واكثر اهتماما بجاذبيته للجنس الاخر.
يستمرّ النّموّ الفكريّ للمراهق في هذه المرحلة، ويصبح اكثر قدرة على التفكير بشكل موضوعي والتخطيط
للمستقبل، كما بامكان المراهق ان يضع نفسه مكان الآخر، فيصبح لديه القدرة على ان يتعاطف مع الاخرين
في هذه المرحلة.
المراهقة المتأخّرة
تمتد هذه المرحلة تقريبًا بين أعمار 18 و 21 سنة وفي مجتمعنا قد تمتد هذه المرحلة فترة اطول، نظرا
لاعتماد الاولاد على الاهل في الشؤون المادية والدراسية الى ما بعد التخرج ومرحلة العمل ايضا.
يستطيع معظم الشباب في هذه المرحلة ان يعملوا بطريقة مستقلة، رغم انهماكم بقضايا تتعلق برسم
معالم هويتهم وشخصيتهم. ولانهم يشعرون بثقة اكبر تجاه قراراتهم وشخصيتهم، يعود الكثير منهم لطلب
النصيحة والارشاد من الاهل. ويأتي هذا التغيير في التصرف مفاجأة سارة للاهل، اذ يعتقد الكثير منهم ان
النزاع والصراع امر محتم، قد لا ينتهي ابدا. ويتنفس الاهل الصعداء، فبالرغم من ان الاولاد اكتسبوا
شخصيات مستقلة خلال مراهقتم، تبقى قيم وتربية الاهل واضحة وظاهرة في هذه الشخصيات الجديدة ان
احسن الاهل التصرف والتفهم لهذه المرحلة الحرجة في حياة اولادهم.