لغة الصُم ..تعلّـم

تعلم لغة الصُم..و دع قلبك يتكلم،ودعني أرى فيك العيون التي انصرفت عن مناغاتي زمناً ضالاً وأبقتني كالشموع كتمتها الكؤوس فانكسرت تنعي الضوء..
تعلّم لغة الصُم فقد جـفّ الحرف في صحراء التضرع إليك واندثر في السطور، يلتحف الاختفاء خشيةَ أن يُمطره هجرك فيموت من جديد..وخشية حضورك ينفي القمر..وينفي خطاي في الفجر فيضيع به الأثر..
تعلّم لغة الصُم، فما عاد يعنيني وإيّاك الكلام إن كانت الرسائل في زجاجات البحر لن تُثقل كاهله و لن يتوقف عن الاهتياج، الغضب، أو حتى النزوح شمالا كالحزن المعلّق على ريشة الطير البعيد يرسم بمدادِ ريشهِ وداع تماثيل عبدتها الأمواج وأغفلت الملح أسقطَ منسأة الروح بُعيد تشكلها..
تعلّم لغة الصُم، علّك تقرأ حزني جيداً ولو لمرة أخيرة، أو تُلقي بالاً لدارٍ أُغرقَت بالياسمين، علّك تتنفس يا صديقي شيئاً من نفسي لك، ويُرشدك الخوف المحيط لأرجوحتي العذراء..وتسكن القلب المتأرجح كأطراف اللبلاب المرتجفة من المطر..
تعلّم لغة الصُم فأنا أتجرّع صمتك يقتلني كهواءٍ أصفر..مثلما أجدتـُها قبلك..وما شيئَ لي في بحر هواك الأبكم أن أتّعلّم!