مشاكل , معالجة , امام , الابناء
بسم الله الرحمن الرحيم
الزوجين في بداية حياتهما الزوجيه يتوقان وبشغف
للذرية ويتمنيان أن يهبهما الله إياها وقد يمنحهما الله
سبحانه وتعالى وقد يتأخر للبعض الآخر ذلك فنجدهما يبذلان
كل مافي وسعهما بشتى السبل في البحث عن سبب التأخير
وقد يكون سبب ذلك لإرادة شاءها الله لهما وقد يمنحهما
الله إياها بعد وقت يطول أو يقصر
( ولله في خلقه شئون ) والله سبحانه وتعالى يهب لمن
يشاء إناثا ويهب لمن يشاء ذكور ويجعل من يشاء عقيم
والله عليم قدير
عندما يأتي الأبناء يفرح بهما الوالدين في صغرهما ويهتما
بهم بكل النواحي الصحية والمادية وغيرها مما يجعلهم
سعيدين في هذه الحياة
ويتخطى الأبناء مرحلة الطفولة بكل مسئولياتها على والديهم
إلى مرحلة المراهقة ثم مرحلة الشباب ومن ثم تكبر
المسئوليات على الوالدين بكل أنواعها وتكثر متطلبات
الأبناء من بنين وبنات
وللأسف هناك بعض الوالدين يتركان الحبل على الغارب
للأبناء منذ الصغر في كل شيء في تلبية الطلبات مهما
كان نوعها وقيمتها وترك أي تصرف سيء يبدر منهم
( بدون تنبيههم أن هذه الطريقة خاطئة ) وإنما يتركونه
يمر مرور الكرام وكأنه شيء ليس بذا أهمية أو يجب
أن يكون كذلك والأم والأب يعتبرونه أمر عادي وهذا
الذي يجب أن يكون ( والأمثلة كثيرة جدا وقد لاتخفى
على الكثيرين ولكن الصدمة الكبرى تواجه الوالدين بعد
أن يكبر الأبناء
والشيء المهم الذي يواجهه الآباء والأمهات وقد لا يولونه
عناية او لا يركزون عليه
هو اختلاف شخصيات الأبناء عن بعضهم البعض وأنهم ليسوا كلهم سواسية
و الملاحظ في مجتمعاتنا أن أكثر الأسر يتقلص دور أحد
الوالدين ويكون العبء الأكبر على أحدهما والملاحظ أيضا
أن الدور الأكبر يكون على الأم لأن الآباء يكونون دائما
خارج المنزل لأعمالهم المناطة بهم لكسب الرزق سواء
كانت وظائف أو أعمال حرة أو غيرها بخلاف الإنتدابات
أو السفريات الخاصة بأعمالهم أو دورات إلى غيرها
من متطلبات
إذا الأم عليها الدور الأكبر والمهم في الاهتمام بالمنزل
ومن فيه من أبناء وغيرهم إن وجد ومشاكل الأبناء يجب
أن توليها أهمية كبرى وأن تهتم بحلها أولا بأول
ولا تتركها تتراكم حتى لا تتفاقم ويصعب حلها
فمن أين تكون البداية ؟
في رأيي البداية تكون منذ نشأة الأبناء أي منذ صغرهم
وتعويدهم على أسلوب معاملة راقية في جميع الأمور
من الاحترام والتقدير لغيرهم ومراعاة شعور الآخرين
وعدم البذخ وعدم التبذير وجميع ما أمر به الله سبحانه
وتعالى وذكرته الأحاديث الشريفة التي تحث على الرفق
واللين وغرس روح التعاون والمحبة وغيرها كثير جدا
وأن تكون الأم والأب قدوة لهم في كل شيء في ذلك
وقال الشاعر ( لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله عار
عليك إذا فعلت عظيم )
حتى إذا شبوا عن الطوق وواجهتهم مشكلات تسهل
عليهم حلها
الدور الذي تعيشه الأم التي تستشعر المسئولية المناطة
بها ووهبها إياها الله سبحانه وتعالى وكرمها بها هو دور
مهم جدا
فالأبناء أمانة منحها الخالق لها فيجب أن ترعى هذه
الأمانة بكل إخلاص لأنها مسئولة أمام الله سبحانه وتعالى
عنها وقيل في الحديث (فالأم راعية في بيتها ومسئولة
عن رعيتها )
فمع تطور الحياة من حولنا بجميع أشكالها وتطور وسائل التقنية التي لا يخلو منها بيت والاحتكاك المباشر بالآخرين في المدرسة أو الجامعة أو العمل
والغير مباشر من خلال النت والبي بي وغيرها وأيضا بخلاف متطلبات الأبناء والبنات المختلفة
فيجب على الأم أن تهيء نفسها نفسيا لكل موقف يواجهها
من أي إبن أو إبنة
وأن تتحلى بالصبر وبالحلم وبالرفق وأن تكون دائما
قريبة منهم وتمنحهم الحنان والحب ووجودها أمامهم
يمنحهم الاستقرار النفسي حتى ولو لم يكونوا معها بنفس
المكان ويجب على الأم الجلوس مع أبنائها يوميا والتحدث
معهم وأن تجعلهم يتحدثون ويخرجون مافي جعبتهم
ولا تسخر منهم وإنما تحسن الإنصات إليهم وتعيرهم
الإهتمام حتى لا يتركوا في أنفسهم شيء يحيرهم
وأن تتناقش معهم وتعرف آراءهم وتسدي النصح
والإرشاد لهم وهذه الطريقة تعزز الثقة في أنفسهم
وتمنحهم حرية التعبير بكل أريحية وتشعرهم بقيمة
أنفسهم وأن تحاول أن تحل أي مشكلة تواجهها
في وقتها ولا تؤجلها
وقد تواجه الأم الكثير من المشكلات مع الأبناء والبنات
منها الغيرة والعناد بين بعضهم البعض وغيرها كثير
أوقد تواجه الإلحاح من أحد الأبناء في طلب شيء
ما يستمر ولا ينتهي ويطلب الإسراع في تحقيقه
وكأنه يقول كن فيكون
ومهمة الأم هنا هي احتواء أبنائها والإحساس بمشاعرهم وأحاسيسهم وأن لا تغضب دائما أمامهم من ردة فعل
أحدهم نحوها إذا كانت قاسية تجاهها ولا تقابلهم بالمثل
أي تقسو عليهم أو تسفه آراءهم
أيضا يجب أن لا يتعود الأبناء على التكبر والغرور
مع الآخرين وأن لا تفرق بينهم في المعاملة مثلا
أن تعطي اهتمام أكثر للذكور أكثر من الإناث
ويجب أن تخصص أوقات للجلوس مع أبناءها بعد
عودتهم إلى المنزل سواء من المدرسة أو من غيرها
وتنصت إليهم وتكون جلسة عفوية بدون إشعارهم بذلك
ويجب أن تساعد في توجيههم وإبداء الآراء والمناقشات
وستجد منهم شتى المشاعر والانفعالات من فرح
وحزن واعتراضات على مواقف واجهتهم في سير
حياتهم اليومية فتستمع لهم وتجعلهم يخرجون
ما في أنفسهم
ثم تبدأ معهم في النقاش والتحليل وذكر الأسباب والحلول
والتفهم لها مع تحليل شخصيات من كان النقاش عنهم
وإبداء الأعذار لهم إن وجد وفهم شخصيات من يقابلون
قبل الحكم عليهم عشوائيا كل ذلك لكي يعرفون الشخصية الإيجابية والسلبية
وينظرون لهم نظرة الاحترام والتقدير ومراعاة مشاعرهم
ويجب أن تغرس في قلوب أبنائها حب الله سبحانه وتعالى
وأن يكون دائما أمامهم في كل خطوة يخطونها وكل عمل
يعملونه ويخشونه ويخافون عقابه
ويتوقع الأبناء أن كل شيء يحل ويلبى سريعا هنا يجب
أن يعرفوا أن الصبر مفتاح الفرج ومن صبر ظفر وكل
شيء عند الله سبحانه وتعالى هو الذي يحقق ما تريدون
وأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد وأن تعودهم
على الرضا بما قدره الله سبحانه وتعالى لهم وعدم
التعجل في تحقيق الشيء وعدم الاستسلام لخيبات الأمل
أو الضعف أو اليأس وإنما بالثقة بالنفس وبالرضا بالقدر
خيره وشره يشعرهم بالراحة النفسية ويمنحهم الصبر
وقوة التحمل وأيضا الرضا عن الذات وتقبلها
ويعيشون بالرضا والقناعة وهي كنز لا يفنى.
وفق الله الوالدين لما يحبه ويرضاه وأن يعينهم على تحمل
مسئولية أبنائهم
وأن ينير الله طريق الأبناء بالهداية والصلاح وأن يتمتع الوالدين
ببرهم وحنانهم