ستايسو نائب المدير العام
تاريخ التسجيل : 18/12/2010 الموقع : https://www.facebook.com/staeso
| موضوع: سلسلة الاعمال الصالحات الجمعة 17 يونيو 2011 - 11:05 | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكننا الحصول على اللأجور العظيمة في الأعمال الصالحات
العمل : من قرأ حرفا من القرآن الكريم الاجر : له حسنة والحسنة بعشر امثالها
العمل : من كفل يتيما الاجر : رافق النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة
العمل : من صلى ركعتين الضحى الاجر : كتبت له ألف حسنة وحطت عنه الف خطيئة
العمل : من حفظ عشر ايات من اول سورة الكهف الاجر : عصم فتنة الدجال
العمل : من صلى لله تعالى اثنتي عشرة ركعة ( من السنن الرواتب ) الاجر : بنى الله له قصر في الجنة
العمل : من صلى على النبي ص صلاة واحدة الاجر : صلى الله عليه بها عشراً
العمل : من غدا الى المسجد او راح الاجر : اعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا اوراح
العمل : من احصى الله الحسنى تسعة وتسعين اسم الاجر : دخل الجنة
العمل : من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة اية الكرسي الاجر : لم يمنعه دخول الجنة الا ان يموت
العمل : من توضأ واحسن الوضوء ثم آتى الجمعة فاستمع وانصت الاجر : غفر له مابينه وبين الجمعة وثلاثة ايام
العمل: من وصل رحمه الاجر : بسط الله في رزقه ومد له في اجله ووصله بنعمة الجنة
العمل : من دعا لأخيه المسلم في ظهر الغيب الاجر : قال له الملك الموكل به آمين ولك بمثله
العمل : من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة
والفضيلة وبثه المقام المحمود الذي وعدته انك لاتخلف الميعاد الاجر : حلت له شفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
العمل : من جلس في مجلس فكثر فيه لغطة من نميمة وغيرها فقال قبل ان يقوم من مجلسه سبحانك اللهم
وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت سبحانك استغفرك واتوب اليك الاجر : غفر الله ماكان في مجلسه هذا
العمل : من قال في الصباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء
وهو السميع العليم ( ثلاث مرات ) الاجر : لم يضره شيئاً بإذن الله
العمل : من انفق نفقة في سبيل الله الاجر : كتب الله له بها سبعمائة ضعفها
العمل : من صام يوما في سبيل الله الاجر : باعد الله عنه نار جهنم سبعين خريفا
العمل : من اتبع جنازة مسلم حتى يصلى عليه ويفرغ من دفنها الاجر : رجع من الاجر بقيراطين ( كل قيراط مثل جبل أُحد في الجنة )
العمل : من عاد مسلماً في مرضه الاجر : لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ( خرفة الجنة يعني جناها )
العمل : من اصبح صائما وعاد مريضا وشهد جنازة واطعم مسكينا في يوم واحد الاجر : دخل الجنة
العمل : من سلك طريقا يلتمس فيه علما الاجر : سهل الله له به طريقا الى الجنة
العمل : مامن مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما امره الله انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها الاجر : إلا اجره الله في مصيبته وعوضه خيرا منها
العمل : من توضأ وأحسن الوضوء الاجر : خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت اظافره
العمل : من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا الاجر : فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة
العمل : من ستر مسلم في الدنيا الاجر : ستره الله يوم القيامة
العمل : من انظر معسراً او وضع له الاجر : اظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لاظل الا ظله
العمل : من قال بعد فراغه من الوضوء اشهد لا اله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله الاجر : فتحت له ابواب الجنة الثمانية دخل من ايها شاء
العمل : من دعا الى هدى الاجر : كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص من اورهم شيئا
العمل : من انفق نفقة على اهله وهو يحتسبها الاجر : كانت له صدقة
العمل : من ستر على مسلمة يتيمة مقطوعة من شجرة ليس لها الا خالقها في الدنيا ( تزوجها ) الاجر : كأنه حج الى البيت الحرام و وغفر الله كل ذنوبه وادخله الله الجنة دون حساب ووفقه الله ورزقه من حيث يحتسب ومن حيث لايحتسب وادخل السرور الى نفسه
اللهم اخواتي وأخوانى في الاسلام ان يجعلنا الله من المأجورين آمين آمين يارب العالمين
يتبع بالتفصيل
| |
|
ستايسو نائب المدير العام
تاريخ التسجيل : 18/12/2010 الموقع : https://www.facebook.com/staeso
| موضوع: رد: سلسلة الاعمال الصالحات الجمعة 17 يونيو 2011 - 11:08 | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إطعام الطعام: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال : «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»( ). وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل [أي أسرعوا] الناس إليه، وقيل : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال : «أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»( ). عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض»( ). وعنه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم»( ). قوله : «إذا أرملوا» أي : فني زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل من القلة، وفي الحديث فضيلة الإيثار والمواساة، واستحباب خلط الزاد في السفر وفي الإقامة أيضا. والله أعلم ( ).
الإحسان إلى الأيتام: قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [النساء: 36]. كافل اليتيم في الجنة مع النبي محمد : عن سهل بن سعد عن النبي قال : «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ( ). قال ابن بطال رحمه الله: (حق على كل مؤمن يسمع هذا الحديث أن يرغب في العمل به ليكون في الجنة رفيقاً للنبي ولجماعة النبيين والمرسلين)( ). وقد أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل بأن يحسنوا إلى اليتامى؛ حيث قال سبحانه : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [البقرة: 83] ونحن أحق منهم بهذا الفضل. فمن أراد أن يلين قلبه ويدرك حاجته، فليرحم اليتيم، وليمسح رأسه، وليطعمه من طعامه. فعن أبي الدرداء قال: أتى النبي رجل يشكو قسوة قلبه، قال: «أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟! ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلين قلبك وتدرك حاجتك»( ). قال أحد السلف : (كنت في بداية أمري مكباً على المعاصي، وشرب الخمر، فظفرت يوماً بصبي يتيم فقير، فأخذته وأحسنت إليه، وأطعمته، وكسوته، وأدخلته الحمام، وأزلت شعثه، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر، فبت ليلة بعد ذلك، فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت، ودعيت إلى الحساب، وأمر بي إلى الناس لسوء ما كنت عليه من المعاصي، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحباً إلى النار، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال: خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي، فإنه قد أحسن إليَّ وأكرمني. فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك. وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه. قال: فاستيقظت وتبت إلى الله وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام)( ).
الإنفاق على الزوجة والأولاد: عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك»( ). وعن كعب بن عجزة قال : مر على النبي رجل، فرأى أصحاب رسول الله من جلده ونشاطه، فقالوا : يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله. فقال رسول الله : «إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان»( ).
الإحسان إلى الجار: قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ [النساء: 36]. ففي هذه الآية قرن الله حق الجار بعبادته وبالإحسان إلى الوالدين واليتامى والأرحام. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»( ). عن أبي هريرة عن رسول الله قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»( ). وفي رواية: «فليحسن إلى جاره»( ). عن سعيد عن أبي شريح أن النبي قال : «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن. قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه»( ). [جمع بائقة وهي الظلم والشر والشيء المهلك]. ومن الإحسان إلى الجار: تعزيته عند المصيبة، وتهنئته عند الفرح، وعيادته عند المرض، وبداءته بالسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وإرشاده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، وغير ذلك من ضروب الإحسان. عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال : أهديتم لجارنا اليهودي ؟ أهديتم لجارنا اليهودي ؟ سمعت رسول الله يقول : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»( ).
الإصلاح بين الناس: قال الله تعالى : لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. قال السعدي رحمه الله أي : لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون، وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح، وإما شر ومضرة محضة كالكلام المحرم بجميع أنواعه. ثم استثنى تعالى فقال : مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ من مال أو علم أو أي نفع كان، بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه، كما قال النبي : «إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة»( ). أَوْ مَعْرُوفٍ وهو الإحسان والطاعة وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه، وإذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف، وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر. وأما عند الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور، والمنكر بترك المنهي. أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ والإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين، والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره، فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض، بل وفي الأديان كما قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] وقال تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:19]. وقال تعالى : وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء :128]، والساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة، والمصلح لابد أن يصلح الله سعيه وعمله. كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصودة كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:81]. فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير كما دل على ذلك الاستثناء [وذلك لما فيها من النفع المتعدي] ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص ولهذا قال : وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا( ) [النساء:114]. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله : «إن أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»( ). وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين»( ). ومما لاشك فيه أن منزلة الصيام والصلاة عظيمة، فهما ركنان من أركان الإسلام، والمراد هنا : صلاة النافلة وصيام النافلة، إذا إصلاح ذات البين خير من صلاة وصيام النوافل، لأن أجرهما وثوابهما محصور على صاحبه بينما إصلاح ذات البين : نفع متعد إلى الآخرين. فمن يشغل وقته بإصلاح ذات البين أفضل ممن يشغل وقته بنوافل الصيام والصلاة.
الجهاد في سبيل الله. عن أبي هريرة قال : قيل للنبي ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : «لا تستطيعوه» قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه» وقال في الثالثة : «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد إلى أهله»( ). عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله : أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله : «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله»، قالوا : ثم من ؟ قال : «مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره»( ). وإنما كان المجاهد أفضل من المؤمن المعتزل للناس، لأنه بذل نفسه وماله في سبيل الله، مع ما في جهاده من النفع المتعدي، فإنه بالجهاد يدخل الناس في دين الله أفواجاً، ويذل الكفر وأهله، وتحمي حوزة الدين، وتحفظ حرمات المسلمين، وغير ذلك من المصالح العظيمة التي تحصل بالجهاد. ولذلك كان من أسباب خيرية هذه الأمة على ما سواها من الأمم أنها أنفع الأمم لغيرها، فإن هذه الأمة تنفع غيرها من الأمم بأنفع الأشياء على سبيل الإطلاق، ألا وهو السعي في هدايتها إلى الإسلام، ثم ما يترتب على ذلك من دخولهم الجنة، ونجاتهم من النار. عن أبي هريرة : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قال : خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ( ). وقال ابن حجر رحمه الله: (خير الناس للناس) أي : أنفعهم لهم، وإنما كان ذلك لكونهم كانوا سببا في إسلامهم ( ). ونقل ابن حجر رحمه الله عن ابن الجوزي رحمه الله قوله : معناه أنهم أسرور وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً، فدخلوا الجنة ( ).
الحراسة في سبيل الله: ومما يتعدى نفعه الحراسة في سبيل الله : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال : «ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف لعلة أن لا يرجع إلى أهله» ( ). عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله يقول : «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله»( ). «عينان لا تمسهما النار» أي لا تمس صاحبهما، فعبر بالجزء عن الجملة ( ). قصة عباد بن بشر في حراسة المسلمين: عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال : خرجنا مع رسول الله إلى نجد، فغشينا داراً من دور المشركين، قال : فأصبنا امرأة رجل منهم، قال: ثم انصرف رسول الله راجعاً، وجاء صاحبها وكان غائباً فذكر له مصابها فحلف لا يرجع حتى يُهريق في أصحاب رسول الله دماً، قال : فلما كان رسول الله ببعض الطريق نزل في شعب من الشعاب وقال : «من رجلان يكلانا في ليلتنا هذه من عدونا» قال : فقال رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار نحن نكلؤك يا رسول الله، قال : فخرجا إلى فم الشعب دون العسكر، ثم قال الأنصاري للمهاجري : أتكفيني أول الليل وأكفيك آخره أم تكفيني آخره وأكفيك أوله ؟ قال : فقال المهاجري بل أكفني أوله وأكفيك آخره فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي، قال : فافتتح سورة من القرآن فبينا هو يقرأ فيها إذ جاء زوج المرأة، فلما رأى الرجل قائماً عرف أنه ربيئة القوم - أي حارسهم ( )- فينتزع له بسهم فيضعه فيه، قال : فينزعه فيضعه وهو قائم يقرا في السورة التي هو فيها ولم يتحرك كراهية أن يقطعها، قال : ثم عاد له زوج المرأة بسهم آخر فوضعه فيه فانتزعه فوضعه وهو قائم يصلي ولم يتحرك كراهية أن يقطعها، قال ثم عاد له زوج المرأة الثالثة بسهم فوضعه فيه فانتزعه فوضعه ثم ركع فسجد ثم قال لصاحبه : أقعد فقد أوتيت، قال : فجلس المهاجري فلما رآهما صاحب المرأة هرب وعرف أنه قد نذر به قال : وإذا الأنصاري يموج دماً من رميات صاحب المرأة، قال فقال له أخوه المهاجري يغفر الله لك ألا كنت آذنتني أول ما رماك ؟ قال، فقال : كنت في سورة من القرآن قد افتتحتها أصلي بها فكرهت أن أقطعها وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني به رسول الله بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعه ( ).
الدعوة إلى الله: إن الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال نفعاً للآخرين، فليس هناك نفع متعد كالدعوة إلى توحيد الله، وحمل هم الدين وتبليغه، ولذلك منح الله هذه الوظيفة لأفضل الخلق من بني آدم، وهم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وكذلك من سار على دربهم. قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]. قال ابن كثير رحمه الله : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا : أي دعا عباد الله إليه. وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ : أي هو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتون، وينهون عن المنكر ويأتونه، بل يأتمر بالخير، ويترك الشر، ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى، وهذه عامة في كل من دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد ( ). فأهل الدعوة إلى الله لم يرضوا لأنفسهم أن يروا الغرقى فلا يقذوهم، ولا فقدوا إنسانيتهم فتركوا الحيارى يحيدون عن الطريق بلا إرشاد، ولم يدفنوا العلم ولا أوقفوه على أنفسهم، بل ألقوا دثر الراحة ونفضوا غبار الكسل عن أنفسهم، وانطلقوا في خضهم الحياة حاملين النور للآخرين، فعلموا الجاهل، ونبهوا الغافل، وهدوا الضال بإذن الله وتوفيقه. فأفضل النفع للآخرين إخراجهم من ظلمات الكفر والبدع والمعاصي إلى نور التوحيد والسنة والطاعة. قال الله تعالى: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الإنعام:122].
| |
|