ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: أنواع الذاكرة عند الإنسان وكيف تعاد في ضوء يوم القيامة الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 - 6:44 | |
|
يصنف العلماء الذاكرة إلى ثلاثة أنواع:
الذاكرة القصيرة (اليومية أو اللحظية), والذاكرة العاطفية, والذاكرة الطويلة (عبر الشهور والسنين):
فأما الذاكرة القصيرة فهي تعمل بشكل عجيب, فقد قال العلماء بأن هناك دارات في داخل الدماغ تشبه دارات الكمبيوتر, وعددها محدود, عشرة آلاف مثلاً, هذه الدارات هي المسؤولة عن الذاكرة القصيرة أو اللحظية أو اليومية, ولكن مم تتكون هذه الدارات؟ وكيف تعمل الذاكرة القصيرة وكيف تخزن؟
وجد العلماء أن دخول التنبيه إلى الدماغ مثل دخول رقم تلفون يذكر أمامك, يخزن في دارة من هذه الدارت, إذ يدخل التنبيه إلى العصبون الأول (الخلية العصبية الأولى) في هذه الدارة, ومن ثم ينتقل التنبيه إلى العصبون الثاني, ومن الثاني إلى الثالث, ومن الثالث إلى الرابع, فالخامس فالسادس وهكذا إلى أن يصل إلى العصبون الأخير في الدورة, فيتصل العصبون الأخير بالعصبون الأول, وينتقل التنبيه من العصبون الأخير إلى العصبون الأول بشكل دائرة, ومن هنا جاءت تسمية الدارة, وهكذا تدور الدورة مرة ثانية, وثالثة, وتبقى المعلومة في دماغ الإنسان ما دام التنبيه يسير في هذه الدارة, وربما كان الإنسان يمتلك عشرة آلاف دارة أو أكثر أو أقل, حسب اختلاف البشر, وكل دارة من هذه الدارات العصبية, تختزن معلومة, فإذا كان هذا الإنسان من النوع المشغول جداً, والذي تأتيه المعلومات اليومية واللحظية بشكل كبير جداً, مثل الأطباء ورجال الأعمال والسياسيين, فإن الدارات كلها تكون مشغولة بمعلومات لحظية يومية, فإذا جاءت معلومة جديدة لهذا الإنسان, فإن الدماغ يقوم بشكل تلقائي بإيقاف التنبيه في إحدى الدارات, فتتوقف المعلومة القديمة وتغيب عن الذاكرة, ويملؤها بالمعلومة الجديدة, طبعاً يقوم الدماغ بإلغاء أقل المعلومات أهميةً واستخداماً للإنسان, وهذا ما يفسر لماذا يكون الأشخاص المشغولين بشكل كبير ذوي ذاكرة لحظية يومية ضعيفة, لأن كم المعلومات التي تأتيهم يومياً كثيرة جداً, فتفرغ الدارات أولاً بأول, ولا تبقى المعلومة لديهم إلا لفترة وجيزة جداً, لأن كثرة المعلومات تملأ الدارات بشكل سريع جداً.
وأما الذاكرة العاطفية, فهي الذاكرة المرتبطة بالانفعالات عادة, ويعتقد أن هذا النوع من الذاكرة عميق جداً ولا ينسى, لأنه مرتبط بعاطفة وانفعال قوي إما مفرح أو محزن أو ما شابه, وعادة ما يخزن هذا النوع من الذاكرة في القسم المتوسط من الدماغ, وخصوصاً منطقة الدماغ المتوسط, وجزء من الجهاز اللمبي الطرفي (خصوصاً التلفيف بجانب حصان البحر, والجسم الغدي). ومن الأمثلة على مثل هذا النوع من الذاكرة, من منا مثلاً ينسى أول يوم من المدرسة, وما فيه من فرح أو خوف أو ما شابه, ومن منا ينسى يوم زواجه, ومن منا ينسى أول يوم قاد فيه سيارته الخاصة الجديدة, وهكذا.
أما الذاكرة البعيدة فهناك عدة نظريات حولها, فالبعض يعتقد أن المعلومات التي تخزن في الذاكرة البعيدة تخزن في الأحماض النووية dna & rna, والدليل على هذه النظرية وجود زيادة في كمية الحمض النووي rna في داخل الخلايا العصبية مع تقدم العمر وزيادة اكتساب المعلومات, وهناك دليل آخر أنه إذا تم إعطاء مثبطات الحمض النووي rna فإنه يتم توقف الذاكرة البعيدة, ولا يستطيع الإنسان أن يتذكر الأحداث البعيدة أبداً مما يدل على دور الحمض النووي rna في بناء الذاكرة البعيدة, وهناك نظرية أخرى تقول بأن التشابكات بين الخلايا العصبية (العصبونات) هي المسؤولة عن الذاكرة البعيدة, نظراً لأن تقدم الإنسان في العمر, وزيادة اكتسابه للمعلومات, يؤدي إلى زيادة في التشابكات قبل الوصل العصبي من حيث حجمها ومن حيث عددها, ولا تعارض بين النظريتين فقد تكون الزيادة في الحمض النووي rna هي التي تبني هذه التشابكات قبل الوصل العصبي, فكما هو معروف أن الأحماض النووية تعتبر القوالب التي تبني البروتينات المختلفة في الجسم بما فيها التشابكات العصبية. وفي الحقيقة أن في هذا إعجاز عظيم, فتخيلوا إذا ما مات الإنسان, وفني وأصبح تراباً, فإن الله سبحانه وتعالى عندما يخلقه ثانية, فإنه يعيد بناء الذرات المختلفة التي تحلل إليها جسمه يعيدها ذرة ذرة, بحيث يعود بناء الأحماض النووية والتشابكات العصبية كما كان تماماً بترتيبها, بتنظيمها, بما تحتويه من معلومات, أدق المعلومات, وأكثرها تفصيلاً, والتي إن كانت قد ذهبت خلال الحياة ونسي بعضها أثناء حياة الإنسان, فسيعيدها الله مجتمعة كاملة كلها غير منقوصة, وتأملوا قول الله سبحانه وتعالى في ذلك في كثير من الآيات:
"قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا (51)" الإسراء.
وتأملوا قوله تعالى: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79)" يس, وقوله تعالى "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)" القيامة.
وفي الحقيقة يعتقد بأن هذه الأحداث المرتبطة بانفعالات والتي تخزن في الذاكرة العاطفية, وكذلك في الذاكرة الطويلة هي التي يتذكرها الإنسان يوم القيامة, عندما يبدأ بتذكر الأحداث الجسام التي مر بها في حياته في الحياة الدنيا, حيث يرى في ذاكرته الأحداث الفاصلة والهامة والتفاصيل التي أوصلته إلى هذه المنزلة سواء أكانت سيئة أو عظيمة "وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)" الفجر, وقوله تعالى: "يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى (35)" النازعات. | |
|