ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 62 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: فن الطرب الغرناطي.... الخميس 14 أكتوبر 2010 - 22:59 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أي محلل فني أو مفكر أراد تعريف فن الطرب الغرناطي، إلا وينسبه إلى غرناطة، ومنبعه من مدرستين غرناطيتين،
الأولى:
يمتد نفوذها من القرن 13 الميلادي إلى بداية القرن 15 م،
أما الثانية:
وهي غرناطة القرن الأخير الذي يؤرخ للوجود العربي بالأندلس… وكانت غرناطة في أول الأمر حاضرة من الحواضر المعروفة والمتنافسة على الزعامة مع قرطبة وإشبيليه وبلنسية في إنتاج وترويج النوبة كما أقرتها قرون من الممارسة بعد زرياب وابن باجة… ومعرفة حقيقة الفن الغرناطي لما يُؤدى من طرف الجمعيات الفنية الوجدية تؤهل المتذوق للإطلاع على رصيد الحضارة الأندلسية والغرب الإسلامي عموما… لأن هذا الطرب يستهوينا بتنظيمه ومسارات لحنه وإيقاعاته…
إيقاعات الطرب الغرناطي تؤدى نوبة الطرب الغرناطي في حصة واحدة وفي ظرف زمني لا يتعدى الساعتين، خلالها يتم استعراض الصنائع بمقدماتها وفواصلها عبر طمس مراحل إيقاعية وهي: المصدر والبطايحي والدرج والانصراف والمخلص، وإذا كانت هذه الإيقاعات نفسها في مجموع مدارس هذا الفن في المغرب والجزائر )تلمسان، الجزائر العاصمة وقسنطينة( من جهة، ووجدة والرباط وتطوان من جهة ثانية، فإن ضروبها قد تختلف في تكوينها ومواقع نبراتها… حيث لا تستعمل قسنطينة الجزائرية إلا أربعة إيقاعات، وذلك باستثناء إيقاع الانصراف وتعويضه بالمقابل ببعض الإيقاعات التركية أو التونسية، أما ممارسته في وجدة والرباط فتعتمد خمسة إيقاعات
أولاها من إيقاعات النوبة، وهو إيقاع رباعي حركته بطيئة تؤطر غناء رصينا،
أما الإيقاع الثاني فهو »البطايحي« وهو رباعي الأزمنة يبدأ بنبرتين قويتين ويجنح إلى رفع السرعة شيئا ما
الإيقاع الثالث هو الدّرج، وهو منطقي سُداسي الأزمنة، ويحتل مركزا وسطا بين الإيقاعات البسيطة التي تسبقه وبين الإيقاعات المركبة والمتناوبة التي تليه أي »الانصراف والمخلص«
… أما الانصراف فهو الإيقاع الرابع، وهو من الصَّروب العرجاء التي لا يستقيم أداؤها لمن لا يحس بجو الطرب الغرناطي، ولا يمتلك في وجدانه إيقاعا داخليا خاصا
. وآخر الإيقاعات المستعملة في نوبة الطرب الغرناطي هو إيقاع المخلص أو )الخلاص( بمعنى الختام، وهو إيقاع ثلاثي القسمة ثنائي الزمن يشبه إيقاع »القُدّام« في طرب الآلة…
فنون الأداء وطرقه:
تتوحّد نوبات الطرب الغرناطي من حيث الطبع وذلك من بدايتها إلى نهايتها، وهو طبع مشبع بكل الزخارف والتحويرات النغمية التي تجعله غير مُمل مع طول زمن الحصة، كما أن النوبة الكاملة تستنجد بعدة فقرات مترابطة ومتمايزة السرعة وتتضمن عدة مواقع للعزف الآلي الفردي والموال، ثم »توشية« ذات إيقاع خارج عن إطار الإيقاعات الأساسية، وإيقاع المصدر، وجواب آلي في ايقاع النبرة.. ثم كرسي بطايحي )أي توشية داخلية تهيئ للإيقاع الثاني(، وإيقاع بطايحي: جواب آلي، وكرسي درج )إختياري(، وإيقاع الدّرج، واستخبار الفصل بين مرحلتين، وكرسي انصراف… تكاد كل أجواق الطرب الغرناطي تتفق على أسلوب التوحيد في العزف دون إتاحة هوامش للعازفين للانزياح عن الخط اللحني الموحّد بين كل أفراد الجوق ومجموعة الغناء، وهذا التنظيم يُكسب الطرب الغرناطي قيمة فعلية في مجال الرصيد الكلاسيكي، لكن الإغراق في التوحيد قد يفقد معه بعض النكهة التي تميز الطرب العربي عامّة.
الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بوجدة
تأسست الجمعية الموصلية للطرب الغرناطي بمدينة وجدة سنة 1985 على يد مجموعة من الشباب التواق والمتعطش للتراث الأصيل والغيور على ثقافة وأمجاد الحضارة… وتهدف إلى نشر هذا التراث الفني الأصيل بين الشباب والبحث في ميدان الطرب الغرناطي والإصرار على تكوين جيل جديد يخطو بهذا الطرب نحو آفاق جديدة… ويُعد الأستاذ أحمد طنطاوي نموذجا يقتدى به في هذا المجال بمعية رفاق دربه الأوفياء للأصالة وللطرب الغرناطي خصوصا… وقد شاركت هذه الجمعية الموصلية في العديد من التظاهرات والمهرجانات الوطنية والدولية…
وقد ظهرت في فضاء هذا الطرب الأصيل جمعيات أخرى كجمعية لاسيكادا بوجدة، والجمعيات الغرناطية العتيقة التي كانت تشارك وجدة مهرجاناتها كالجمعية الغرناطية الإسماعيلية، والجمعية الموسيقية »غرناطة« لمدينة تلمسان، وجمعية ندرومة الموحدية الغرناطية، وكلها فرق تحافظ على الموروث الموسيقي الغرناطي بمدينة وجدة التي تعد من بين أهم المدن المغاربية حفاظا على هذا التراث إلى جانب مدن: تلمسان وقسنطينة وندرومة والجزائر العاصمة وفاس وتطوان والرباط. | |
|