الفردوس المفقود " الأندلس " ......

بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن الأندلس " أسبانيا حالياً

إحدى إمارات العرب والمسلمين في أوروبا.. والتي سقطت بيد النصارى بعد سبعة قرون تحت راية الاسلام..
تقع هذة الامارة في شبة جزيرة إيبيريا.. ، وحتى نعرف أسبانيا.. يجب علينا أن نقرأ تاريخ الأندلس وحضارتها ..والتي لاتزال بعض آثارها باقية إلى يومنا هذا..

بداية..بدأ الفتح الاسلامي للاندلس على يد قادة عظام هم طارق بن زياد,,وموسى بن نصير,,وطريف بن مالك..
وكانت الأندلس في تلك الفترة تحكم من قبل اقوام القوط..وملكهم يدعى لذريق..وكانت احوال البلاد غير مستقرة مما سهل على المسلمين فتحها وحكمها..والجدير بالذكر ان الاسبان رحبوا بالمسلمين الفاتحين ..وساعدوهم في انهاء الحكم الظالم للملك لذريق..
وبأمر من الخليفة الاموي الوليد بن عبدالملك ..تم ارسال كتيبه من الجند بقيادة طريف بن مالك ..لاستكشاف الجزيرة..وقد نزل في مدينة على الشاطئ سميت بإسمه حتى الآن.. وهي مدينة طريف..ولم يجد مقاومة تذكر مما جعله يرسل للقائد طارق بن زياد ويحثه على القدوم بجيشه..وقد عبر طارق البحر مرورا بالمضيق.. والذي سمي بإسمه أيضا "مضيق جبل طارق".. والذي يفصل بين اوروبا وافريقيا..
وتم حكم البلاد بإسم الخلافة الامويه..على الرغم من استقلالها وتدبير شؤونها بعيدا عن سلطة الخليفة..
وبعد سقوط دولة بني أمية في المشرق على يد العباسيين..عاشت الاندلس فتن داخلية..كادت ان تمزق البلاد وتغري الاعداء..وظلت على هذا المنوال حتى قدوم الامير الاموي عبدالرحمن بن معاوية الداخل..وسمي بالداخل لانه كان اول اموي يدخل الجزيرة بعد سقوط دولة بني امية..
واستطاع عبدالرحمن بن معاوية بذكاءه.. وهمته من تجميع أركان الدولة.. وواد الفتن في مهدها..وتاسيس دولة قوية للاسلام في الغرب..
وتعتبر سيرة هذا الشاب الاموي من عجائب السير..إذ أنه نجا من المذابح التي قام بها العباسيون لبني أميه ..وخصوصا انه من بيت الخلافة فهو حفيد الخليفة هشام بن عبدالملك..واستطاع عبدالرحمن الهروب من العباسيين وعبور الفرات ومنه انطلق الي افريقيا حتى وصل الي اخواله في المغرب..والذين ساعدوه في عبور البحر الي الاندلـــس..وأحياء ملك آباءه وأجداده في المغرب بعد سقوطه في المشرق..وبويع له أميرا على الاندلس عام 138هـ بعد خمس سنوات فقط على هروبه المثير من أيدي العباسيين وسقوط دولة بني اميه في دمشق عام 132هـ..حيث طلب الملك والسلطان ووضعه أمامه وهو يعيش حياة الشريد الهارب من الموت..بعد رغد العيش..وظل خلال فترة حكمه 33 عاما يوطد للدولة ويقمع الفتن ويبني جيشا عظيما ودولة فتيه اصبحت عاصمتها حاضرة للدنيا كلها..ولقب لشجاعته بصقـــر قريــــش..

واستمرت السلالة الاموية في حكم الاندلس حتى بلغت أوج حكمها في زمن عبدالرحمن الثالث "الناصر لدين الله".. الذي دام حكمه خمسين عاما..(300-350هــ)..
ليمتد سلطانه الي شمال افريقا..وليقهر الاسبان وليجعل من قرطبة منارة العلم.. وقبلة الامصار وعروس اوروبا التي يشد اليها الرحال لطلب العلم.. والادب والفنون حتى صارت اللغة العربية هي لغة العلم حتى في اوروبا..
وبلغت قرطبة من العمران مالاتضاهيها فيها حاضرة اخرى في زمانها..قصور وبيوت جميلة على ضفاف الانهار..وحمامات عمومية بلغت اكثر من 3000 حمام..وشوارع مضاءة..ومكتبات لاحصر لها..ويحكى ان مكتبة الخليفة نفسه كانت تحوي على أكثر من 400 الف مؤلف ومخطوط..

لكن..لم يستمر كل هذا..فقد ضعفت الدولة وزادت الفتن..حتى انتهى حكم بني امية في الاندلس..وبدأت دول الطوائف في الظهور..فكل عامل مدينة استقل بها عن قرطبة وتفككت البلاد..واستغل الاسبان هذه الفرصة ليستولوا في كل مرة على مدينة وحصن..وكادت فعلا الاندلس ان تسقط في تلك الفترة لولا تدارك ملوكها للمد الاسباني واتحادهم لانهاء دولة الاسلام فيها..وكانت في تلك الفترة توجد دولة قوية هي المرابطون في المغرب اسسها البربر..فاجتمع حاكم اشبيليه المعتمد بن عباد مع ملوك الطوائف..وطلب من هؤلاء الملوك استدعاء قائد المرابطين يوسف بن تاشفين.. لينجد الاندلس لكن ملوك الطوائف خافوا على عروشهم.. ورفضوا دخول يوسف بن تاشفين للاندلس.. حتى لاينعم بخيراتها ويحكمها دونهم..فقال لهم ملك اشبيليه المعتمد بن عباد كلمتة الشهيرة:
"لرعي الابل في صحراء المغرب عند بن تاشفين خير لي من رعي الخنازير عند الفونسو ملك قشتالة"
وبالفعل دخل بن تاشفين وانتصر على الاسبان في معركة الزلاقة الشهيرة.. مما اعطى الاندلس عمرا جديدا..لكن القدر المحتوم لم يمهل..فبعد سنوات طوال..سقطت كل الاندلس بيد الاسبان ..الا مملكة غرناطة التي اخرت سقوط الاندلس لقرنين من الزمان..حتى سلمها آخر ملوك بني الاحمر.. وهو أبو عبدالله الصغير حقنا لدمائة ودماء اهله..تاركا أهل غرناطة يواجهون مصيرهم المحتوم..

"سقوط غرناطـــة"

امتـطى أبو عبدالله الصغير صهوة جواده.. موليا ظهرة لقصر الحمراء الشهير ..في يوم بارد من ايام كانون الثاني عام 1492 م وعلى وجهه سحابة حزن..ووقف على تل مرتفع ليرى وراءه حكمه وحكم المسلمين من بعده يسقط بيد النصارى..ويخيم صمت طويل في الركب الصغير الذي يضم اهله..لتقطع أمه هذا الصمت وتقول له مقولتها الشهيرة وهي ترى ولدها وقد أدمعت عيناه على هذا المنظر:

"إبك كالنســــاء على ملــك ,, لم تحفظــه حفظ الرجــال"

وغادر أبو عبدالله الصغير آخر سلاطين بني الأحمر مملكة غرناطة ..تاركاً أهلها لرحمة الأسبان والنصارى الذين لم تعرف الرحمة يوما الي قلوبهم سيبلا..
ولينتهي بذلك حكم العرب في الأندلس..إلى الأبـــــــــــد !!!

تاريخ التسجيل : 15/12/2009 العمر : 29

معلومات رائعة و مساعدة حقا في دروس التاريخ شكرا استاذ

عضو عادي تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 29

بسم الله الرحمن الرحيم
ومواضيعك أروع يا

تاريخ التسجيل : 26/10/2009 العمر : 29

موضوع جد مفيد