عندما نتحدث عن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة فنحن بصفة أولى نتحدث عن نظرة أخواتها النساء لها....
فأكثر الناس تجنباً للاحتكاك أو الاتصال بها هن النساء سواء كن من كبيرات السن أو حتى الفتيات اللائي يفترض فيهن أن يكن أكثر تعقلاً وأكثر واقعية وإدراكاً لحقيقة هذه المرأة.
إننا وللأسف نحكم على المرأة المطلقة بأنها سيئة دون أن نكلف أنفسنا عناء معرفة أسباب الطلاق الفعلية،
فليس ضرورياً أن يكون السبب من المرأة دائماً، ففي معظم الحالات "وهذه مثبتة بالوثائق في وطننا العربي الحبيب" يكون السبب في الطلاق عيباً في الرجل ولا تستطيع المرأة الاستمرار معه في ظل وجود هذا العيب فيحدث الطلاق كإجراء طبيعي في هذه الحالة.
أين يكمن الحل؟؟؟؟
الحل في أن نغير مفاهيمنا وانطباعاتنا لأننا في مجتمعنا العربي "و أقول العربي وأركز عليها" نعتمد على المظاهر في الحكم على الناس وأيضاً على الموقف الأول وبناءاً عليه نصدر أحكامنا على الناس ونعاملهم من منطلق هذه الأحكام، وفي بعض الأحيان نعمم الحكم على فئة أو مجتمع بأكملة بسبب فرد واحد أو ربما بسبب سلوك فرد واحد أو أكثر.
كذلك نحن نحكم على الآخرين من خلال مفاهيم ومعقتدات متوارثة ونحن نطبقها لأننا فقط ورثناها دون أن نفكر فيها وفي مدى صحتها أو نجعلها تواجه الواقع لتثبت إن كانت فعلاً صحيحة أم لا.
وما ينبغي علينا قبل أن نصدر الحكم على امرأة مطلقة هو أن نعرفها أولاً ونعرف من هي من بين النساء و لا نكتفي بما يقال عنها أو ما حدث لها،
سؤال بسيط أسأله هنا وأتمنى أن أحصل على إجابة:
ما الفرق بين المطلقة والأرملة؟؟؟؟
لماذا ننظر إلى الأولى بأنها غير سوية ولا تستحق الحياة كبقية النساء ونعتبر الأخرى ضحية يجب الوقوف إلى جانبها ومساعدتها على مصاعب الحياة التي آلت إليها.
طبعاً أنا هنا لا أقلل من شأن الأرملة مطلقاً إنما أستفسر فقط لأن كلا الاثنتين تعرضت لمأساة غالباً لا ناقة لها فيها ولا جمل.
مشكلة أخرى بالنسبة للمطلقة نفسها فبعض المطلقات يرفضن الزواج إذا كان المتقدم لهن رجلاً متزوجاً، فالتعدد في نظرهن وحشية وبهيمية من الرجل، (طبعاً ليس المقصود من ذلك أن المطلقة يجب أن تتزوج من أي رجل يتقدم لها ولكن إذا لم تجد به ما يمنع غير كونه متزوجاً فهذا – في نظري ورأيي المتواضع – ليس عيباً أبداً).
وككلمة أخيرة أود أن أقول لأخواتي المطلقات في هذه المجتمع العربي والخليجي بالأخص لا تيأسن وتحلين بالصبر والمثابرة وشدة البأس ولتتأكدن من أن هناك شباب يرغبون فعلاً في الزواج من المطلقة لأنها في نظرهم امرأة ناضجة ذات خبرة في الحياة وبالطبع لن تكون متسرعة في الحكم على الزوج من مجرد مشكلة بسيطة بل ستكون له عوناً على الحياة ومتاعبها أكثر من الفتاة الصغيرة السن التي لا تجربة لها بعد وذلك بحكم الخبرة التي خرجت بها من تجربتها.
ونداء أوجهه لنساء المجتمع العربي المسلم كافة فأقول:
"كل واحدة منكن معرضة لأن يحدث لها مثل ما حدث لأي أخت من المطلقات فرفقاً بهن أخواتي،،،، فهن من بنات جلدتكن حُرمن مما تتمتعن به فلا تقسين عليهن وتصدرن الأحكام جزافا دون بينة، وحتى وإن أخطأت مرة فهذا ليس مقياساً أو دليلاً على أنها ستخطأ كل مرة، فمن لا يخطأ لا يعرف الصحيح من غيره".
وكلمة أصرخ بها في أذن كل رجل :
"ليكن بحثنا عن الزوجة بحثاً عن المرأة الصالحة لا الفتاة الجميلة التي تنحدر من بيت عريق مشهور وغني ........... الخ من المواصفات المعروفة".