ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 62 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: فساد الذوق .. الثلاثاء 19 يناير 2010 - 21:14 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم كثيرا ما نسمع الشكوى من تدهور جوانب من السمات الثقافية و المناشط الإنسانية في المجتمع. فماأكثر الشكاوى من نقص أو إنحدار الذوق العام فيما نقرأ و نسمع و نطرب و نقول. ,,و حتى كادت أن تصل الحكاية لحد التوهان. و تزيد المسألة و يزيد اليأس و تتكاثر الأوهام ، فنتغنى بالماضي أيام كنا نطرب و نستمتع .و ننبسط . و نحن نعرف أن الماضي لا يعود بمجرد بالتغني و تكرار شكوى الصبابة. و رحم الله حمزة شحاته عندما قال:
و الذكريات حساب لا يراجعه * إلا فتى عزز الأوهام بالخرف فإنها في ظلام العيش مسرجة * ضئيلة الضوء لا تغنيك في السدف
حتى يقول..
و الآن لابد من حل ندبره * و لو قعدت به في أضيق الغرف
القضية أننا لا زلنا ولا نزال نبحث عن قوالب و وصفات محددة لعلاج هذه الشكاوى. و ننسى في خضم بحثنا المحموم عن الدواء العجيب. أن ننظر في أنفسنا و في ذوقنا و ذائقتنا التي ننتقي بها الأشياء. فما نستسيغه و نطرب له من مواضيع و أشعار و موسيقى ، لا يمكن ان تفرض علينا ( و أن فرضت علينا جوانب أخرى) ولا أن نجبر عليها. ما يحددها هو إستحساننا و إرتياحنا لها. و ما يبعدنا هو نفورنا منها.
إذا القضية هي فينا و منا ... فسد الذوق ..ففسد الإختيار .
فالكتاب بعدنا عنه لأننا لم نعد نستسيغ القراءة كإستساغتنا التي كانت في الماضي. فلا تجدي زيادة عدد المكتبات ولا إغراق الأسواق بالكتب.
و فسدت ذائقتنا الموسيقية ..فأزدهر أمثال شعبولا .. و فنون اللحم الأبيض المتوسط.
و فسد مفهومنا للنزهة و الإستجمام .. فقل عندنا الإستمتاع بالطبيعة البكر كما خلقها ربنا ، التي كنا نقضي في ربوعها اياما بلا كلل ولا ملل. و أستمتعنا ( أو تخيلنا ذلك) بسويعات في الزحمة و التلوث و الضوضاء.
و تلوث ذوقنا للشعر ..فلم يعد ( كثير منا) يستمتع بحلاوة الشعر و مو سيقاه ....بل لقد عجزنا حتى عن قراءة قصيدة من الشعر و فهم مضمونها.. فبدل ألإستمتاع بأوزانها و قوافيها.. صرنا نقرأها كأنها طلاسم ...من كلمات مصفوفة.
خلاصة القول،
أن فساد العرض سببه فساد الطلب..فهلا أصلحنا ..طلباتنا ..حتى يصلح ما يعرض في أسواقنا...و نكف عن الشكوى و التبرم؟.
دمتم بخير | |
|