( بلا عنوان ..! )
هي ـ ( لكن لماذا ؟ ).
أنا ـ ( إنها ظاهرة عالمية جاءت من الغرب , وهي بمثابة طوفان اجتاح البلاد الإسلامية بما في ذلك البلاد العربية ).
هي ـ ( لماذا .. لم أفهم.. لماذا ؟ ).
أنا ـ ( قلت لك السبب وكفى ).
هي ـ ( لماذا .. وكيف يرضى بذلك من ينتسب إلى الإسلام؟ )
أنا ـ ( هذا طبعاً من باب التقدم ).
هي ـ ( أي تقدم ..؟ ).
أنا ـ ( التقدم .. الرقي .. التحضر .. ).
هي ـ ( إذا كان ترك الدين يعني تقدماً .. فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي ) .
أنا ـ ( آااااه يا ليتني لم أحفظها .. كم .. كم .. كم مرة ترددينها في اليوم؟ ).
هي ـ ( لكن لماذا ؟ ).
أنا ـ ( اللهم صبراً .. اللهم صبراً .. ).
هي ـ ( مسلم .. مسلم .. يصلي ويصوم , ويوافق بذلك التصرف من ابنته .!؟ ).
أنا ـ ( عزيزتي .. هؤلاء لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه .! ).
هي ـ ( وكيف يقبل الأخ بذلك التصرف من أخته , والزوج من زوجته ؟ ) .
أنا ـ ( قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل
إذا اهتديتم .. ] [ المائدة ـ 105 ] .. وأنت تعرفين كم أبغض ذلك ؟
هي ـ ( على الشاشات .. على الشاشات .. يصفق لها .. على مرأى ومسمع يقبلها, يمسكها.. يضمها .. نفس تصرف الزوجين .! ).
أنا ـ ( عليهم من الله ما يستحقون ).
هي ـ ( هل توافق بتصرف كهذا من أمك ؟ ).
أنا ـ (لا .. ).
هي ـ ( هل توافق بتصرف من أختك كهذا ؟ ).
أنا ـ ( لا .. لا .. ) .
هي ـ ( هل توافق بذلك من زوجتك ؟ ).
أنا ـ ( لا .. لا .. لااااااااااااااااااا .. ).
هي ـ ( إذاً لماذا ؟ ).
أنا ـ ( صه .. صه .. ).
هي ـ ( لماذا .. لماذا .. لماذا ؟ ).
أنا ـ ( صاااااااااااااااااااااااااه ..! ).
هي ـ ( لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. لا .. لا .. لا ).
الحقيقة بالرغم من أني أرفض رفضاً باتاً تاماً وقطعياً أن يرتفع صوت أيّ
أُنثى على صوتي ـ باستثناء صوت أمي طبعاـ إلا أنني أقبل منها ذلك.. وأنا
أشفق على حيرتها , فإن التقوى صفة جبلية أودعها فيها المولى سبحانه
وتعالى.. ومشكلتها تكمن في سؤالها: ( لماذا تظهر المرأة متبرجة ؟ )..
وبالرغم من أني فرضت عليها حظراً برياً وبحرياً وجوياً, وهددتها بجميع
أنواع الأسلحة التي أعرفها والتي لا أعرفها , إلا أنها أبت الاستسلام.
هي ـ ( ها .. ها .. لماذا ؟ ).
أنا ـ ( أصلا ً .. ) .
هي ـ ( أصلاً ماذا .. لماذا ؟ ).
أنا ـ ( أصلاً .. أصلاً .. آااااااااااااااااه .. لقد استنزفتني حيرتي وأرهقني فضولي .. ).
هي ـ ( أصلاً .. أصلاً .. وهل أصلاً من الأصل , وهل الأصل التبرج ؟ ).
أنا ـ ( لا .. الأصل هو الحجاب.. ).
هي ـ ( إذاً لماذا ؟ ).
أنا ـ ( الأصل .. لماذا .. لماذا .. الأصل .. الأصل .. الأصل .. ماذا ..؟
يا إلهي .. إنها .. إنها فكرة جيدة .. رائعة .. رائعة .. اسمعي .. نعم ..
نعم .. المرأة .. المرأة مثل الشجرة .. تمر بأربع مراحل .. المرحلة الأولى
هي مرحلة الجذور , والجذور تحت التربة .. وكذلك على مستوى المرأة فإن
المرحلة الأولى هي الحجاب , أي تحت السطح , وليس الظهور.!
المرحلة الثانية في الشجرة هي الساق .. وظهور الساق مغطى باللحاء .. وكذلك
على مستوى المرأة فإنها ظهرت إلى السطح , ولكن مع احتفاظها بالحجاب.
المرحلة الثالثة في الشجرة هي الفروع والأوراق , وعلى مستوى المرأة هي
مشاركتها الرجل في جميع المجالات , وبالنسبة للأوراق يعني مطالبتها
بالمساواة.
المرحلة الرابعة في الشجرة هي الزهر والورد , وما أدراكما ما الورد ..
الرائحة العطرة , والمنظر البديع .. كما أن الورد مجلبة للمتعة والراحة
النفسية .. وكذلك على مستوى المرأة .. ( .. ) .. وهي الآن في المرحلة
الرابعة .. وهذا هو سبب تبرجها .. واعلمي عزيزتي .. أن المرحلة القادمة هي
العودة إلى الأصل .. الأصل الذي تريدينه .. ثم بعد ذلك ندخل الخندق ..
الخندق الذي خرجنا منه أول مرة..!!!!!
والآن هل عرفت سبب ظهور المرأة متبرجة .. هل عرفت .. هل عرفت؟
يا إلهي .. لقد نامت .. نامت قبل أن تعرف السبب.!
مسكينة أنت يا نفسي ( اللوامة ) .. كم أنت بيضاء .. طاهرة .. تقية .. نقية .. فما تعرفينه من هذه الدنيا هو الطهر والبياض .
اللهم احفظها بحفظك..
نامي .. نامي..
وأنا عليّ كذلك أن أتوجه إلى السرير وأخلد إلى النوم .. على الأقل لأجل استعادة طاقتي إلى الغد إن كتب الله لي عمراً جديدا .
آاااااه .. كم أشعر بالإعياء والأرق.
يا إلهي يبدو أنني قد تسمرت على هذه الأريكة الخشبية .. لا أدري كم عمرها
.. أذكر أن جدتي ذكرت لي ذات مرة وهي تحكي نوادر أبي عندما كان صغيراً ..
أنه كان يقفز من فوقها , وفي إحدى المرات التوت قدمه وبقي شهراً على
الفراش.
حسبي الله ونعم الوكيل .. نامت المسكينة وقامت السكينة .. جاءت نفسي ( الأمارة ).. !
الحقيقة أن نفسي الأمارة من دعاة تحرير المرأة ومن المطالبين بالمساواة ..
بل ومن منظري سيادة الأنثى .. ولها أفكار يشيب لها الجنين في رحم أمه.!
والآن عليّ أن أُسايرها هي الأخرى..!
مرحبا .. مرحبا .. مرحبا .. مرحباً بحبيبتي .. ما هذا الجمال , وما هذا
الدلال ؟ ما هذه الرائحة العطرة , وما هذا الثوب الجميل .. الحقيقة بالرغم
من قصره إلا أنه لائق عليك تماما.
جاءت وبيدها الريموت كونترول الخاص بالساتلايت .. ووضعته أمامي على المنضدة , وذهبت لفتح التلفزيون.
الحقيقة أنني أعتبر هذا الريموت من عجائب الدنيا .. فهو يختزل كل ما يخطر على البال.
وهو مبرمج .. في البداية القنوات الملتزمة , ثم الإخبارية .. تليها قنوات
الرياضة ثم المسلسلات والأفلام .. ثم الغنائية , بعدها القنوات السياحية
والدعائية .. ثم .. ثم .. و ( ..) .!
فتحت التلفزيون واتجهت نحوي .. قلت لها : (اخفضي صوته حتى لا تصحو من النوم . ).
قالت : ( دعك من هذه الرجعية المتزمتة ).
جلست بجواري وعلى وجهها علامات الازدراء, وهي تنظر نحو التلفزيون .. وقالت : ( العالم كله في اتجاه وهي في اتجاه . ) .
قلت : ( نعم .. نعم . ).
قالت : ( هي وأمثالها من المتزمتين ).
قلت : نعم .. نعم.
أخذتُ الريموت ووجهته نحو التلفزيون , حينها التفتت نحوي ـ مبتسمة ـ وقالت: (ابدأ من الأخيرة .! ).
تمت