تقديم المادة
إنّ الموسيقى لغة عالمية تخاطب جميع الأجناس بلسان واحد وكونها مادة علمية تعتمد على الصوت ومكوناته وفن لما تتركه من أثر جمالي في شخصية المتعلم، كان من الملزم إدراجها ضمن المناهج التعليمية كمادة تربوية، وتسمى بالتربية الموسيقية، وتعتبر هذه المادة من أهم الوسائل التي لا يمكن الاستغناء عنها في النظام التربوي المدرسي، حيث تقوم بتربية الأجيال تربية متكاملة ومتزنة بغرس القيم الأخلاقية النبيلة وإكسابهم المهارات الفنية المختلفة المتمثلة أساسا في الكتابة، القراءة ، الأداء الخ...
إنّ علاقة التربية الموسيقية بالتربية وثيقة وعريقة منذ القدم فكلاهما يكمل الآخر، وبما أن التربية هي التي يقصد بها تغيير سلوك التلاميذ إلى أنماط يقبلها المجتمع فالتربية الموسيقية من الوسائل التربوية التي تحقق ذلك.
لذا حظيت بالأهمية التي تستحقها بين المواد الأخرى ضمن منهاج المنظومة التربوية منذ استرجاع السيادة الوطنية، حيث تعمل التربية الموسيقية على إكساب التلاميذ تعليما فنيا يوقظ فيهم الأحاسيس الجمالية ويمكنهم من المساهمة في الحياة الثقافية ويؤدي إلى إبراز المواهب المختلفة في هذا الميدان والعمل على تشجيع نموها.
فالتربية الموسيقية تهذب النفوس وتصقل المواهب وتنمي المدارك وتنتشل الأجيال من براثن الجهل الموسيقي الذي هو آفة الأمة، باعتبارها إحدى المقومات الثقافية للشخصية الوطنية.
الأهداف العامة
1- الإسهام في العملية التربوية بجميع نواحيها وإشاعة جو المرح والسرور في الوسط المدرسي.
2- تقوية شخصية التلميذ وثقته بنفسه وتعويده على النظام والسلوك السليم والاستجابة إلى التربية الجمالية.
3- تعويد التلاميذ على الدقة في الملاحظة والتجريب والتحليل والنقد العلمي الموضوعي من خلال دروس التذوق الموسيقي.
4- الإسهام في ترسيخ روح التوافق والانسجام وأسباب التوازن والنضج الانفعالي وذلك بالاعتماد على عنصري التربية الموسيقية الأساسين :
أ)– المشاركة الفعالة عن طريق تشجيع التلاميذ على التعبير الحر والابتكار من خلال الغناء والتوقيع الإيقاعي والعزف على الآلات البسيطة المتوفرة خاصة منها الفلوت الخشبي.
ب)- الاستماع الفعال عن طريق تنمية قدرات التلاميذ تدريجيا على تذوق الموسيقي ذات الطابع الثقافي والانتفاع بما تحمله من قيم جمالية وإنسانية كبرى مراعين في ذلك تحقيق التوازن والتكامل بين واجب التربية الموسيقية التطبيقية والنظرية من جهة والجوانب الحسية والتجريدية من جهة ثانية، مما يساعد التلاميذ على اكتساب
المعلومات بطريقة تشجعهم على تعميقها بأنفسهم وتحملهم على العمل والتفكير تلقائيا.
5- تدريب التلاميذ على العمل الجماعي والمشاركة الوجدانية عبر الأناشيد المتنوعة أثناء الوقت الرسمي، سعيا وراء ترسيخ القيم والمفاهيم الاجتماعية لدى التلاميذ وإعدادهم ليساهموا مستقبلا في تشييد المجموعة وتقدمها.
6- تحقيق الأهداف اللّغوية المختلفة خلال دروس الأناشيد والأغاني التربوية الجماعية مع استخدام الموسيقى في توضيح الإيقاع الشعري.
7- تربية الذوق الموسيقي لدى التلاميذ من خلال الاستماع إلى مختارات متنوعة من الموسيقى الشعبية الحضرية والريفية والوطنية والعربية والعالمية ذات الطابع الثقافي، والمصحوبة بلمحات موجزة في التاريخ الموسيقي وتطورها عبر العصور والخروج بمعلومات مبسّطة للمكونات الموسيقية الأساسية المتعلقة بما يلي :
* أهم الآلات وطابعها.
* أهم قوالب التأليف الموسيقي الآلي والغنائي.
* أهم الإيقاعات والمقامات الموسيقية.
* أهم المؤلفين الموسيقيين في الوطن الجزائري والعربي والعالم وذلك عبر العصور التاريخية المختلفة مع تسليط بعض الأضواء على جوانب من الحياة الموسيقية في العصر الأندلسي وأثرها في الموسيقى الأوروبية.
8- تنمية الشعور بالوحدة الوطنية والروح الوطنية لدى التلاميذ من خلال الأناشيد الوطنية الملائمة والأغاني الجماعية المختارة من التراث الموسيقي الجزائري والعربي.
9- اكتشاف المواهب الموسيقية الممتازة لدى التلاميذ وتشجيعها وتنمية مهاراتهم من خلال الفرق الموسيقية وفرق المجموعات الصوتية التي تضم النخبة الممتازة من تلاميذ المدرسة والتي يتم تدريبها في الأوقات المخصصة للنشاط المدرسي خارج التوقيت الرسمي.
10- ترسيخ ما تلقاه التلاميذ في الابتدائي من التعليم حول مبادئ الصولفاج الغنائي والإيقاعي وتربية الأذن وتربية الصوت مع التعميق في مبادئ النظريات الموسيقية قراءة وكتابة من خلال التطبيقات والأداء، وتعريفهم بمبادئ التاريخ والموسيقى العربية والعالمية من خلال إسماعهم نماذج مختارة من الموسيقى مستهدفين الإسهام في تكوين المستمع المثقف الواعي.
حصة التربية الموسيقية ومجالاتها
إنّ حصة التربية الموسيقية تشمل مجالات متنوعة ومختلفة تلعب دورا كبيرا في تكوين شخصية المتعلم من الناحية العلمية والثقافية والترفيهية. وتتمثل هذه الأنشطة في ما يلي :
1. التذوق الموسيقي والاستماع :
وهو التدريب التعليمي الذي يكسب المتعلم القدرة على الاستماع الجيد، وهذا بإدراك وفهم ما يسمعه من موسيقى والتمتع بها برغبة وإرادة.
ودور التذوق الموسيقي يكمن في إيقاظ الطاقات الإبداعية عند الطفل التي تمكنه من طلق العنان لخياله الخصب للتعبير عن ذاته وإرضاء حاجاته لهذا الفن ورفع مستواه الثقافي في الموسيقى.
2. القواعد الموسيقية والنظريات :
إنّ هذا المجال الموسيقى يشمل على ثلاثة محاور هي (الصولفاج الإيقاعي، والصولفاج الغنائي، والنظريات الموسيقية).
3. الأغنية التربوية والنشيد :
إنّ الأغنية التربوية هي ثمار حصة التربية الموسيقية ومصدر فرح وغبطة للمتعلم من جهة وأداة لغرس القيم الحميدة، ووسيلة لإثراء الرصيد اللّغوي وفرصة للتعبير عن الذات.
ملاحظة :
- إنّ الحجم الساعي المقرر للمادة هو ساعة أسبوعيا، ويوزع البرنامج خلال السنة الدراسية إلى وحدات وحصص وفقا للمرجعية العامة المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية.
- نظرا لطبيعة المادة من ناحية، وكون حصة التربية الموسيقية حصة شاملة (تشمل مجالات متنوعة تخدم مجالات مختلفة وقارة في نفس الوقت) من ناحية أخرى، يتحتم علينا صياغة كفاءة ختامية خاصة بكل مجال من المجالات المكونة لها وهي : التذوق الموسيقي، القواعد الموسيقية، الأغنية التربوية.