MESSI عضو عادي
تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 29
| موضوع: بحث عن الفياضانات في قارة أسيــا الجمعة 18 ديسمبر 2009 - 17:38 | |
| الفياضانات في قارة أسيــا تمثل الأمطار الساقطة أو الثلوج الذائبة أو كلاهما أهم مصادر المياه على سطح الأرض. وتفقد كميات من هذه المياه بفعل التسرب Infiltration خلال طبقات الأرض المنفذة للمياه، أو التبخر Evaporation، أو الامتصاص Absorption عن طريق الحياة النباتية، أو بفعلها جميعاً. أما الكمية المتبقية من المياه فإنها تغذي المجاري النهرية، وعندما لا يحدث هذه الفقد، بوساطة العوامل الطبيعية المختلفة، وتراكم الكتل المائية في المجاري النهرية، بصورة لا تتحملها القنوات أو المجاري المائية، فإنها تفيض على الجانبين، مهددة كل المظاهر العمرانية والحضارية بالدمار. وتحدث الفيضانات دون تحذير أو إنذار، وبصورة متكررة، في العديد من الأنهار، عندما تزداد كمية التساقط على منابعها العليا. ولا تتوقف الفيضانات على الأنهار فقط، فقد أطلق بعض الباحثين على الأمواج العاتية، بسبب الرياح الشديدة أو بسبب الزلازل، الفيضانات الساحلية Coastal Floods. 1- تأثيرات الفيضانات لا تتوقف تأثيرات الفيضانات على تدمير المظاهر العمرانية والحضارية، بل تمتد إلى أكثر من ذلك، فتهدد الحياة البشرية والنباتية، كما أنها تؤدي إلى تعرية التربة الزراعية من إرسابات الأنهار الخصبة، وإضعاف الطاقة الكهرومائية المولدة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك علاقة طردية بين سرعة التيارات المائية وكميتها من جهة، وأضرار الفيضانات من جهة أخرى، بمعنى أنه كلما زادت سرعة التيارات المائية وكميتها، زادت معها الأضرار، التي تسببها الفيضانات. 2- السيطرة على الفيضانات حاول الإنسان منذ القدم السيطرة على الفيضانات بعدة طرق أساسية، مثل استزراع الغابات Reforstation، وعمل القناطر والسدود لضبط مياه الأنهار، والمفيضات Floodways، وهي قنوات صناعية، تحفر بجوار الأنهار لاستقبال المياه الزائدة عنها. فقد أقام الصينيون القدماء العديد من السدود لمنع فيضانات نهر الهوانجهو، ويعد فيضان سنة 1887 من أسوأ الفيضانات، التي حدثت في الصين، إذ اخترق الهوانجهو كل السدود، التي تعترض مجراه، ودمر المناطق السكنية، وقتل أكثر من مليون نسمة. ونظراً لكثرة فيضاناته أُطلق عليه نهر الكوارث. وهناك العديد من المشاريع الهندسية المُقامة على العديد من الأنهار، لضبط مياهها والتحكم فيها، وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم في هذه المشاريع، حيث يتوافر فيها أعداد كبيرة من السدود المُشيدة على عدد من أنهارها، ويأتي في مقدمتها سدود وادي تنسي Tennessee، التي تبلغ واحد وثلاثين سداً. التوزيع الجغرافي للأنهار على مستوى القارات تختلف الأنهار في أطول مجاريها، فيتصدرها نهر النيل في أفريقيا، إذ يبلغ طول مجراه حوالي 6650 كيلومتراً، كما يوضح الجدول الرقم (17)، يليه نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية (6437 كيلومتراً)، ويأتي بعد ذلك أنهار المسيسبي/ المسيسبي ميسوري في أمريكا الشمالية (6020 كيلومتراً)، ثم ينسي (5540 كيلومتراً)، ثم اليانجتسي (5494 كيلومتراً)، ثم أوب (5410 كيلومتر) في آسيا، وهي الأنهار الرئيسية الكبرى في العالم، حيث يتجاوز طول المجرى لكل منها خمسة آلاف كيلومتر، ولإبراز الصورة العامة للأنهار في العالم، سيتم معالجتها على مستوى القارات على النحو التالي:
1- أنهار قارة آسيا أن قارة آسيا تضم بين أراضيها سبعة أنهار من أطول أنهار العالم البالغ عددها خمسة عشر نهراً. ومن ، يمكن تقسيم أنهار قارة آسيا إلى أربع مجموعات هي: أ- أنهار شمال القارة وتضم هذه المجموعة الأنهار، التي تجري في سيبريا بشمالي القارة، وأهم أنهارها أوب، وينسي، ولينا، وآمور، وكلها تتجه من الجنوب إلى الشمال، لتصب في المحيط المتجمد الشمالي، وتتسم أنهار هذه المجموعة، باستثناء نهر آمور، ببطء جريانها نظراً للانحدار البسيط لسطح الأرض صوب الشمال، وتتجمد مياه هذه الأنهار معظم شهور السنة، وتذوب الثلوج في فصل الصيف القصير، لذا يكثر وجود المستنقعات خلال هذا الفصل على جوانب هذه الأنهار. وفيما يلي دراسة لأهم أنهار هذه المجموعة: - نهر ينسي يعد واحداً من أطول أربعة أنهار في العالم، حيث يبلغ طول مجراه حوالي 5540 كيلومتراً، لذا يتصدر أنهار آسيا من حيث طول المجرى، في حين يحتل المرتبة السابعة بين أنهار العالم من حيث مساحة حوضه، التي تقدر بنحو 2.5 مليون كيلومتر مربع تمثل 1.7% من إجمالي مساحة اليابس. وينبع النهر من مرتفعات منغوليا، ويصب في بحر كارا Kara بالمحيط المتجمد الشمالي. وتفيض مياه النهر مرتين سنوياً، الأولى خلال فصل الربيع، نتيجة ذوبان الجليد بتأثير ارتفاع درجة الحرارة، والثانية خلال فصلي الصيف والخريف نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة، وتتجمد مياه النهر خلال شهور الشتاء. - نهر آمور يتذيل نهر آمور قائمة أطول أنهار العالم، أي أنه يأتي في الترتيب الخامس عشر بين أطول أنهار العالم، إذ يبلغ طوله نحو 2824 كيلومتراً، ويحتل الترتيب الحادي عشر من حيث مساحة حوضه، التي تصل إلى 1.86 مليون كيلومتر مربع، بما يعادل 1.3 من مساحة اليابس. وينبع النهر من مرتفعات منغوليا الداخلية، ويصب في مضيق تاتار Tatar، الذي يفصل سيبريا عن جزيرة سخالين في المحيط الهادي. ويُعرف النهر في الصين باسم Hei Lung وتعني التنين الأسود، ويُعرف في منغوليا باسم Kharamuren وتعني النهر الأسود. وتفيض مياه النهر خلال فصل الربيع نتيجة لذوبان الجليد، وخلال فصلي الصيف والخريف، عندما تسقط الأمطار الغزيرة، الناتجة عن هبوب الرياح الموسمية الآتية من المحيط الهادي.
ب- أنهار شرق القارة وتجري أنهار هذه المجموعة فوق أراضي الصين، وهي من الشمال إلى الجنوب: - نهر الهوانجهو ويعني النهر الأصفر، وينبع من السفوح الشمالية لمرتفعات بايانكارا Bayan Kara بمقاطعة تشنغهاي الصينية، ويقطع مسافة تصل إلى نحو 4845 كيلومتراً، قبل أن يصب في خليج شيهلي في المحيط الهادي. وتبلغ مساحة حوضه حوالي 745 ألف كيلومتر مربع. ويعد هذا الحوض مهد الحضارة الصينية القديمة، وفي الوقت نفسه، كان يمثل الكثير من الكوارث، التي عانى منها شمال الصين، حتى نجح الصينيون في ترويضه وإخضاعه لسيطرتهم، مما أسهم في تزايد أهميته الملاحية. - نهر اليانجتسي ويعني نهر ابن المحيط، ويحتل الترتيب الخامس بين أنهار العالم، والترتيب الثاني بين أنهار قارة آسيا، من حيث طول المجرى، الذي يبلغ نحو 5494 كيلومتراً، هي طول المسافة بين منبعه من مرتفعات كوكو شيلي غرب مقاطعة تشنغهاي، ومصبه في بحر شرق الصين في المحيط الهندي، بالقرب من مدينة شنغهاي. ويمثل حوض هذا النهر أعظم أنهار الصين، وأكبرها مساحة، حيث تبلغ مساحة حوضه حوالي 196.0 مليون كيلومتر مربع. - نهر سيكيانج ويعني نهر اللؤلؤ، وينبع من مرتفعات وومنج، شرق مقاطعة يونان، ويتجه صوب الشرق لمسافة 1957 كيلومتراً، ليصب في بحر جنوب الصين في المحيط الهادي، وهو يتألف من ثلاثة أنهار هي شيجيانج، وبايجيانج، ودونججيانج، التي تلتقي قرب خط الساحل في دلتا نهر السيكيانج، ويعني ذلك، أنه على الرغم من قصر مجرى النهر إلاّ أن امتداد روافده في مساحة واسعة، أسهمت في اتساع حوضه، الذي يبلغ نحو 420 ألف كيلومترٍ مربعٍ، مما زاد من أهمية النهر وجعله طريقاً رئيسيّاً للتجارة. ج- أنهار جنوب القارة تشمل هذه المجموعة أنهار شبه جزيرتي الهند الصينية والهند، وتضم أنهار ميكونج (4000 كيلومترٍ)، وسالوين (2800 كيلومترٍ)، وإيراوادي (2090 كيلومتر) في الهند الصينية، والسند (3168 كيلومتر)، والبراهمابوترا (2880 كيلومتر)، والجانج (2506 كيلومتر) في شبه القارة الهندية. - نهر ميكونج يُعد أطول أنهار هذه المجموعة، وسادس أنهار آسيا، حيث يبلغ طول مجراه حوالي أربعة آلاف كيلومتر، يقطعها من منابعه في مقاطعة تسنجهاي الصينية إلى مصبه في بحر جنوب الصين، من جنوب من مدينة هوشي منه، وتبلغ مساحة حوضه حوالي 795 ألف كيلومتر مربع، يقع ما يقرب من ربع هذه المساحة داخل أراضي الصين، وتتوزع النسبة الباقية على أراضي لاوس، وتايلاند، وكمبوديا، وفيتنام. ويتصف ما يقرب من نصف طول المجرى (46%)، وخاصة الأعلى منه، القريب من المنابع، بالضيق وسرعة جريان المياه، بسبب اختراقه نطاقات جبلية وهضبية وعرة، في حين يتسم النصف الأدنى باعتدال التيار وغزارة المياه.
- نهر الجانج يبلغ طول مجراه حوالي 2506 كيلومتر، وهو طول المسافة من منابعه في السفوح الجنوبية لمرتفعات الهيملايا إلى مصبه في خليج البنغال. ويخترق النهر في نطاقه الأوسط سهل جانجتيك Gangetic الخصب، الكثيف السكان، ذو الأهمية التاريخية، حيث كان مهداً للعديد من الحضارات القديمة، مثل مملكة أسوكا Asoka، التي تأسست خلال القرن الثالث قبل الميلاد، وإمبراطورية المغول، التي شيدت في القرن السادس عشر الميلادي، فضلاً عن أن أهمية النهر الدينية عند الهندوس، الذين يشكلون أكبر طائفة دينية في الهند، لذا يتخذ النهر وضعاً مميزاً على مستوى الهند وعلى مستوى القارة الآسيوية. ويضم النهر عدة روافد رئيسية، أهمها بهاجيراتي Bhagirathi، والاكناندا Alaknanda، ومانداكيني Mandakini، ودهولي جانجا Dhauli Ganga، وبيندار Pindar، وكلها تنبع من جبال الهيملايا، ويعد بهاجيراتي والاكناندا أهم روافد نهر الجانج، حيث يكوِّنان عند التقائهما المجرى الرئيسي لنهر الجانج. ويتوقف منسوب المياه في مجرى نهر الجانج على مياه الأمطار، التي تجلبها الرياح الموسمية صيفاً، وعلى الثلوج الذائبة على السفوح الجنوبية لمرتفعات الهيملايا في فصل الربيع. السهل الفيضي من الظاهرات الأساسية، التي تنشأ عن الإرساب النهري. فالنهر يحمل في بعض السنوات كميات كبيرة من الماء لا يتحملها مجراه، فيفيض على الجانبين، وتنتشر مياه الفيضان، حاملة ما بها من رواسب على قاع الوادي، مكونة طبقة رقيقة من المياه، وبالتالي، تقل سرعتها إلى حد بعيد، فتفقد قدرتها على الحمل، وتبدأ في إرساب حمولتها. وعاماً بعد آخر، يتكون السهل الفيضي بهذه الطريقة. إضافة إلى أن النهر عندما يفيض على الجانبين، يتخطى ضفافه وجسورة، وينحت منها، فيزداد الإرساب على السهل الفيضي. وتتنوع الرواسب على حسب أحجامها في السهل الفيضي، فالرواسب الخشنة هي التي ترسب أولاً بجوار ضفاف النهر لعجزه عن حملها، أما التكوينات الدقيقة الحبيبات الناعمة، فتظل عالقة بالمياه لمسافة أبعد عن مجرى النهر حتى ترسب في المناطق القاصية عن قناته. الدلتاوات عندما يصل النهر إلى المسطحات المائية، التي يصب فيها، تنساح مياهه على مساحة كبيرة، وتضعف مقدرته على الحمل، فيأخذ في إرساب حمولته في هذه المسطحات المائية الشاطئية الضحلة، ويتراكم الإرساب مع مرور السنين، فتظهر دلتا للأنهار من تحت سطح الماء، وهي ذات تربة خصبة، وقد تكون الدلتا كبيرة المساحة، إذا كان نهران كبيران يصبان في البحر خلالها. ويشترط لتكوين الدلتا أن تكون مياه المصب ضحلة، والتيارات البحرية فيها والأمواج ضعيفة، ولا يتعرض خط الساحل لحركات مد وجزر عنيفة، حتى لا تتشتت الرواسب، وبالتالي لا تتكون الدلتا. وتتميز الدلتاوات بوجود بحيرات ساحلية عند أطرافها من جهة البحر، لأنها لم تمتلئ بعد بالرواسب. ويتفرع النهر في الدلتا إلى عدة فروع، قد ينطمر بعضها بالرواسب، ويبقى بعضها الآخر. ولا تتكون لبعض الأنهار دلتاوات عند مصباتها لأسباب من أهمها: قلة الرواسب في مياهها، وكون مياه المصب البحري عميقة، وتعرضها لأمواج عنيفة، وتعرضها لحركات مد وجزر كبيرة، ووجود تيارات بحرية قوية. كل هذه الظروف تعمل على تشتيت الرواسب، وبالتالي لا تتكون الدلتا في نهر الكونغو، أو لغرق مصباتها لسبب أو لآخر، مثل نهر التايمز في إنجلترا، ونهر هدسن في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية. المراوح الفيضية المروحة الفيضية تشبه الدلتا في شكلها المثلثي، وتتكون المراوح الفيضية عند أقدام الجبال، نتيجة سقوط المياه من المرتفعات إلى المناطق الأقل منسوباً، ويقل الانحدار في الأرض المنخفضة، وتنساح المياه على مساحات واسعة، فتقل سرعتها، وبالتالي تبدأ في إرساب حمولتها على شكل مروحة غرينية مثلثة الشكل، رأسها عند قدم الجبل، وقاعدتها بعيدة عنه، وتتنوع الرواسب فيها حسب البعد من تغير نقطة الانحدار، فعند قدم الجبل ترسب المواد الخشنة أولاً، أما المواد الدقيقة الناعمة، فترسب بعيداً. وعندما تكون هناك سلسلة جبلية ممتدة، وتسقط الأمطار عليها، تتكون عند أقدامها عدة مراوح فيضية، وعندما تنمو هذه المراوح الفيضية، وتتصل ببعضها، تكوّن سهلاً فيضياً يُعرف باسم البهادة أو البيجادا مثل سهل الباطنة في عمّان.
أرجوا أن تستفيدوا احبائي
| |
|