[center]منير مراد:
[img][img][img=https://2img.net/r/ihimizer/img412/1008/monir1.jpg][/img][/img]
من عالم مسحور … اتى الارض جني جميل … طفل بجناحين لايكفان عن الرفرفة فيتحرك الهواء حول الجناحين ناشرا عبقا جميلا يملأ الدنيا ريحا طيبة .
مثله كمثل عصفور لايملك قدمين ليحط بهما على ارض الحياة … فيظل محلقا مرفرفا دائم الطيران حتى تنتهي الحياة … هكذا كان منير مراد .
منير ..ملحن مختلف .. نوع آخر من المبدعين … لون آخر … طعم آخر ….. ولا مثيل .
عجينة لشخص مختلف مميز ثري بالجمال .
انسان قل نظراؤه .. دائم الحركة والنشاط … رشيق وكأنه يرقص طائرا على الأرض ولا يلمسها …
وكأنه أحد تلك المحركات الدائمة الحركة التي شغلت علماء الحركة وظلوا يبحثون عنها حتى ادركوا ان من المستحيل وجود محرك دائم الحركة ذاتي الطاقة ولكنهم نسوا ان اشخاصا يولدون في هذه الدنيا … قد يكونوا محركات دائمة الحركة حتى بعد ان يموتوا .
منير مراد كان أحد تلك المحركات … لم يهدا في حياته … ولا حتى بعد مماته … فما لحنه لازال وبعد ان صعدت روحه الرائعة الى السماء لازال منير يحرك المشاعر والاجساد .. وينشر الجمال …
منير كان شاملا متعدد المواهب ذكاء حاد وموهبة لاتنضب …
شخصية محببة وخلق جميل وتواصل مع جميع البشر وتواضع وخفر
رجل متوهج … كل ذرة فيه تنضح بالحركة ….
باختصار … كان منير ضحك ولعب وجد وحب وعيش مستمر .. وانفتاح على الحياة …
لم يحس يوما بالسوداوية … بل شعر بالحزن … ولكن الحزن لم يوقفه ,,….
ولد موريس زكي مراد وهو الاسم الحقيقي لمنير مراد في 13 – 1 – 1922 بمدينة القاهرة لعائلة فنية من اعرق العائلات الفنية التي اسست للفن في الربع الأول من القرن العشرين فأبوه الملحن المبدع زكي مراد وأخته ليلى مراد التي كانت أحد ألمع نجوم الغناء في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين …. وملكة الأغنية السينمائية والاذاعية بدون منازع أنذاك …. فنشأ في جو موسيقي فني هذا الجو الفني ( الموسيقي السينمائي ) كان ارضا خصبة لنمو موهبة موريس فعشق الفن وشربه بل وتنفسه تنفسا ….
في هذا المنزل الذي لم يكن يخلو يوما من عمالقة اللحن جلس الطفل منير يراقب أولئك الكباربانتباه وانبهار وهم يلقنون أخته ليلى الالحان الجميلة ويغنون ويتسامرون ويطربون ويطربون… فجلس وشاهد الكبير زكريا أحمد وهو يلقن ليلى الأدوار الصعبة والتطريب وراقب عبدالوهاب وهو يغني ويعلم ليلى اغاني الافلام والسنباطي وغيرهم …. فتعلم وكان منزله هو مدرسته الأولى في عالم الفن …..
الطفل الذكي كان يتلقن الموسيقا والفن منهم ويراقبهم بانتباه فكأنه تلقى الموسيقا على أكبر الأساتذة.
درس منير مراد في المدرسة الفرنسية … كحال معظم اليهود المصريين من ابناء العائلات اليهودية الميسورة وتدرج فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية … ومن ثم انتسب الى الكلية الفرنسية .. ولكن عالم السينما والأضواء التي انخرطت فيه شقيقته ليلى وزوجها الفنان الكبيرأنور وجدي سحره وجعله يترك الكلية عام 1939 ليعمل في المجال السينمائي كعامل كلاكيت بسيط و أشركه أنور وجدي في عدة أدوار منها تقليد الفنانين فلفت الانظار اليه بحيوته وقبوله الأمر الذي دفعه للتدرج في الأعمال فعمل كمساعد للمخرج توجو مزراحي و الكبير كمالسليم وأنور وجدي واحمد بدرخان ونيازي مصطفى وعز الدين ذو الفقار …. حتى لعب دور البطولة نهارك سعيد الذي نجح نجاحا ملحوظا جعله محط الأنظار ….هذه التجربة الكبيرة الغنية مع مخرجين كبار من مدارس فنية مختلفة ساعدته في بناء خبرته التي ازدادت نتيجة احتكاكه بالفنانين من ممثلين وموسيقين ومطربين وطبعا أصحاب المهن السينمائية الأخرى.
تخلى منير عن التمثيل و قرر منير العمل كملحن وبدأ يدرس ماذا يريد ان يفعل و كان لحبه واطلاعه الاعمال السينمائية العالمية وخاصة موسيقى هوليود دور كبير في تكوين شخصيته المختلفة المميزة وانا اعتقد شخصيا انه قرر ان يكون متميزا ومختلفا وخاصة انه كان يرىأمامه نموذجا مرعبا للتميز والاختلاف وهو الموسيقار محمد فوزي … فقرر ان يكون مختلفا وصاحب مدرسة مختلفة هي بالاصل جزء من شخصيته المتمردة الواثبة المتحركة ابدا .
ولعل صداقته بالموسيقار الكبير أحمد صدقي وايمان هذا الأخير بقدرات وموهبة منير التلحينية وتكلمه عنه وحض المطربين والمطربات على التعامل مع منير وأخذ الالحان منه … كانت أحد أسباب تهافت المطربين عليه بالاضافة الى نجاحاته وانتشار مرددي أغانيه السهلةالبسيطة الجميلة …. هي التي أرست أقدامه ورسخته كملحن متميز .
عمل على البلوز والجاز وكانت تلك الموسيقى الاهم في امريكا ولكنه لاقى صعوبة في اقناع المطربين ومنتجي السينما بها … الى ان وجد الدجاجة التي ستكون السبب المباشر لتسويقه كملحن مميز له وزنه في عالم الأنغام . وجد شادية الفتاة الصغيرة كثيرة الحركة والقبول وخفة الدم … فكان ان ركز منير عليها وخاصة ان مكتشفها محمد فوزي كان مقتنعا بها وبالطبع فان نظرة الاستاذ فوزي كان لها قيمتها الكبيرة على الاقل عنده وهو الذي يعرف تمام المعرفة من هو فوزي وماذا تمثل نظرته الفنية .
لحن لشادية أغنية واحد اتنين هذه الأغنية فاجئت الناس واالمشتغلين بالفن فقد انتشرت كالنار في الهشيم حتى اصبح الجميع يرددها … وحتى الملحنين بدأو في تقليدها ومحاولة تلحين ما يشابهها … فتوافد منتجي الافلام عليه طالبين منه تلحين أغاني أفلامهم ….
وهكذا استمرت تجربته الغنية مع شادية فساهم في شهرتها ولحن لها معظم أغانيها الشهيرة التي اضحت فيما بعد من كلاسيكيات الغناء العربي في تلك الفترة . وقد بلغت أغانيه لشادية أكثر من 70 اغنية ودويتو أكثرها مع عبد الحليم حافظ وكارم محمود واسماعيل ياسين وشكوكو .
وهذه بعض الأغاني التي لحنها لشادية : ان راح منك يا عين – الو الو – سوق على مهلك – شبك حبيبي – ما اقدرش احب إتنين- يا سارق من عيني النوم- يا دبلة الخطوبة – لمـَّا راح الصبر منـُّه
لفت هذا الملحن أنظار الصاروخ الصاعد آنذاك الفنان عبد الحليم حافظ فطلب منه ألحانا وكان ان لحن لعبد الحليم اجمل اغانيه … ومنها أشهر أغنية للناجحين لحنت حتى الآن وهي أغنية وحياة قلبي وافراحه …. و أول مره تحب يا قلبي التي لاقت نجاحا منقطع النظير ونظرةبسيطة للأغاني التالية تعطيك فكرة عما قدم هذا الرائع وماذا أضاف لتجربة عبد الحليم ورصيده : أغنية بكره وبعده – أغنية بحلم بيك – حاجة غريبة – دقوا الشماسي – ضحك ولعب – مشغول وحياتك وغيرها …
ولعل رشاقة وخفة دم وحركة منير مراد حتى في التلحين ساعدته ليكتسح مجال الأغنية السينمائية الرومانسية
استمعوا جيدا الى دويتو تعالي لقلك التي اداها عبد الحليم وشادية في احد افلامهما معا لتعرفوا مدى عبقرية وجمال ورشاقة ألحان منير مراد .
او استمعوا جيدا الى دويتو حاجة غريبة لنفس المطربين السابقين لتعرفوا كيف كيف مزج منير بين الرشاقة والرومانسية والرهافة والجملة الطربية الخفيفة .
غرق منير في بحر موسيقا الفيلم فكان لابد من ان يتجه نحو الاستعراض فوضع اشهر الاستعراضات مثل استعراض الطلبة ووضع اشهر موسيقات الرقص تلك الايام فتعامل مع راقصات من الدرجة الأولى مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف …. وبذلك كرس نفسه كرائد من رواد هذا المجال .
تعامل منير مع كثير من المطربات والمطربين ولعل أهمهم بالاضافة الى شادية وعبد الحليم كانت أخته ليلى والمطرب الرائع محمد قنديل الذي كانت مفاجأة لي أن اعرف بالصدفة أنه لحن له عدة أغان منها زنوبة واغنية زعلوا الاحباب .
ومن الطرائف الجميلة في حياة منير أن المطرب الكبيرمحمد عبد المطلب وبعد ان لفت انتباهه جمال وشهرة الحان منير طلب من هذا الاخير تلحين أغان له قائلا : ألا تريد ان تدخل التاريخ يا منيرفرد عليه منير تحت أمرك يا بو نور ( وهو الاسم الذي كان الفنانين يحبون ان ينادوا به محمد عبد المطلب ) .
فقال له عبد المطلب لكي تدخل التاريخ عليك بالتلحين لعبد المطلب فضحك منير قائلا انا سألحن لك لحنا غير تقليدي ويضيف لعبد المطلب شيئا جديدا … فأعطاه عبد المطلب كلمات أغنية شعبية اسمها الليل مطلعها :
الليل موال العشاق … وجناح الشوق والأشواق
فلحنها منير على ايقاع الجيرك وبعد أن أسمعه اللحن رفض عبد المطلب غناءها قائلا : منير مراد عايزني أغني خواجاتي .وكان ان اعطاها منير لمطربة جديدة أنذاك شريفة فاضل بطلب من المطرب محمد قنديل الذي كان يتبنى هذه المطربة فنجحت الأغنية نجاحا كبيرا حرم عبد المطلب منه .
كان منير عاشقا للفن وللجو الفني فقد كان يردد دائما “أنا بني آدم معجون بالفن، أحب أرقص وأمثل وأغني وأعمل مزيكا، أما النجاح ده من عند ربنا”
اختفى منير عن المجال الفني لفترة طويلة مثله مثل اخته ليلى ولعل يهوديته ومشاعر الغضب الذي شعر به الشعب المصري من اليهود بشكل عام وخاصة بعد نكسة 1967 كان السبب الرئيسي في انزواء هذا الكبير .
أشهر منير مراد إسلامه وتزوج من الفنانة المعتزلة حاليا سهير البابلي.
توفي منير صغيرا كحال معظم المبدعين في 17 – 10 – 1981 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين . حيث عاش حياة لاتكاد تخلو من الحركة والمغامرة .
محمود الشريف:
[img][img=https://2img.net/r/ihimizer/img109/4911/mahmoud1.jpg][/img]
هو سر الإسكندرية ….. سر المدينة التي لا تتوقف عن تفريخ المبدعين ….
دائما ما كنت أقارن الإسكندرية بحلب فهذه المدينة قادرة بشكل عجيب على إنتاج عباقرة الموسيقى والغناء أمثال سلامة حجازي وكامل الخلعي وسيد درويش .. ولكنهم للأسف لا يشتهرون إلا عندما يشدون الرحال إلى مدينة الشهرة مدينة القاهرة. وهذا ما يحدث مع حلب ففيها يخلق الفن ولكنه لا يجد طريقه للشهرة إلا عندما يشد الرحال إلى دمشق أو بيروت او غيرها من العواصم الثقافية الكبرى .
ولعل السبب المباشر برأيي لقدرة هذه المدينة هو ذلك التمازج الرهيب بين الثقافات الفنية الموجود فيها
ففي الإسكندرية كما تعلمون هناك الحانات الصغيرة ( اليونانية ) التي تضج بالموسيقى اليونانية …. وكان هناك أيضا كمُ اليهود والشوام والبحارة من كل الجنسيات الذين يأتون برقصهم وغنائهم وثقافتهم الفنية.
هذا التمازج جعل الإسكندرية مرتعاً خصبا لموسيقى جميلة تستلهم من البحر ومن وراء البحر
وفي مدينة الإسكندرية المدينة التي ولد فيها أكبر الكبار العملاق سيد درويش ولد عملاق آخر هو محمود الشريف حسين إبراهيم… الذي هو برأيي أحد أكبر أساتذة التلحين ممن أثروا الحركة الموسيقية والفنية في أواسط القرن العشرين.
ولد محمود الشريف في حي باكوس في 2 سبتمبر 1912 ( في مصادر أخرى ولد في 20 ابريل من نفس السنة ) . لأب كان يعمل شيخا في مسجد العجمي و تاجرا بسيطا للزهور .
طفل ظهر نبوغه الموسيقي فبدأ يحفظ أغاني سيد درويش ويرددها على أقرانه ، متأثرا بأخيه الأكبر الذي كان موسيقيا بأوركسترا القوات البحرية المصرية .
التحق هذا الطفل بالكتاب في سن الخامسة وبعدها ألحق بالمدرسة الابتدائية….
في سن الثانية عشرة درس العود على يد العازف محمد فخري . ومن ثم على يد الأستاذ أحمد فؤاد …
وفي سن الخامسة عشرة بدأت تظهر لديه موهبة التلحين فبدأ ممارسة هواية التلحين والغناء في السهرات الخاصة ثم بعد ذلك في الإذاعات الأهلية وعلى مسارح الإسكندرية.
وفي هذه السن حضر حفلا لمحمد عبد الوهاب ( حيث أعجب به أيما إعجاب ) وهنا فكر أن يصبح شهيرا مثل هذا الشاب ….
بلغ محمود الشريف السادسة عشر وبدأ صيته يذيع …. و كبر طموحه وأحس في داخله أن الإسكندرية لن تتسع لشخص مثله … فبدأ يفكر في الرحيل عنها … ولكن ظروفه المنزلية وصغر سنه منعته فاضطر أن يعمل مع الفرق المتجولة في الأرياف مثل فرقة الجزايرلى وفرقة فوزي منيب وفرقة احمد المسيري كمطرب ، وكان صوته جهيرا وقويا لدرجة أن بعض الناس أطلقوا عليه لقب محمود الراديو .
ومن ثم التحق بفرقة بديعة مصابني في القاهرة عام 1928 ممثلا ثم ملحنا ومطربا وظل يعمل معها لمدة 4 سنوات … عاد بعدها للإسكندرية وقد اكتملت تجربته الفنية من خلال احتكاكه بأقرانه من كبار المطربين والملحنين ممن كانوا يعملون مع بديعة من أمثال فريد الأطرش، إبراهيم حمودة، محمد عبد المطلب ( الذي نال نصيب الأسد من ألحان محمود الرائعة ) . فبدأ يلحن في الإسكندرية ويزور القاهرة كلما تسنى له .
عام 1933 لحن لعبد المطلب أغنية “بتسأليني بحبك ليه” وكانت السبب في شهرته وشهرة عبد المطلب ..
في العام 1938 قرر نهائيا أن يغادر إلى القاهرة ليستقر فيها…
القاهرة حلم كل مبدع حيث تتواجد شركات الإنتاج الكبرى وحيث يوجد أكبر تجمع للمبدعين في الشرق
وحيث تتوافر البيئة الخصبة للنجاح والشهرة فعرض على زميل صباه محمد عفيفي ( الذي كان يسجل ألحانه في القاهرة ) واتفق معه على المغادرة ولكن ظروف رفيقه محمد عفيفي كعائل وحيد لأم مسنة وحيدة ، منعته من السفر فأجهض المشروع …
وفي عام 1939 بدأت الحرب وضربت الإسكندرية من الجو …. فسرع هذا من قرار محمود الشريف بالسفر ولم ينتظر هذه المرة زميله الذي اعتذر مرة ثانية عن مرافقته لنفس الظروف .
و حط الملحن الكبير الرحال في القاهرة التي احتضنت موهبته فورا وحملته إلى الشهرة فور وصوله… وساعده في ذلك بعض ألحانه التي كانت قد اشتهرت من قبل وأهمها لحن بتسأليني بحبك ليه . الأغنية التي أعجب بها الموسيقار محمد عبد الوهاب أيما إعجاب فقد كانت أسلوبا جديداً في التلحين… فكانت هذه الأغنية السبب في نشوء صداقة متينة مع محمد عبد الوهاب. وهذه الأغنية بالذات هي أهم أسباب شهرته وارتفاع أسهمه في بورصة الموسيقيين والملحنين الكبار .
غرق محمود الشريف في موجة الأفلام الغنائية التي بدأت تسيطر على الفن… فلحن كثير من الأفلام ففي تلك الفترة نذكر منها:
مصنع الزوجات – عنترة بن شداد – غروب – طيش الشباب – بائعة الخبز – أنا بنت ناس – موعد مع الحياة – الملاك الظالم.
كان أول من تبنى فكرة البرامج والصور الغنائية في الإذاعة ففي عام 1943 قدم كروان الإذاعة محمد فتحي في البرنامج الغنائي ‘بالوما’ وغني فيه الشريف مع سعاد مكاوي ليستمر نجاحه في برامج مثل عذراء الربيع ومرآة الساحر ولولي الندي والراعي الأسمر و ريا وسكينة و قسم وأرزاق ‘السلطانية’ والذي غني فيه رائعته ‘الدنيا أرزاق قسمها ‘الخلاق سبحانه الرزاق’ كلمات عبد الفتاح مصطفي ولنجاح الشريف تهافت عليه منتجو ومخرجو السينما حتى أصبح أهم وأشهر ملحن لأفلام الأربعينات والخمسينات .
كان محمود أحد أسباب الكثيرين من المطربين ونقلهم إلى النجومية… من أمثال :
محمد عبد المطلب – شادية – سعاد مكاوي – نادية
كمل لحن لكبار مطربي ومطربات عصره من أمثال :
ليلى مراد – نجاة علي – فايزة أحمد – محمد قنديل – عباس البليدي – نجاة الصغيرة – عبد الحليم حافظ – وردة – محرم فؤاد – هدى سلطان – شهرزاد – محمد رشدي – محمد العزبي – شريفة فاضل وغيرهم .
كما لحن معظم المونولوجات التي أداها شكوكو وثريا حلمي وإسماعيل يس .
عام 1946 حدث أهم احدث في حياة محمود الشريف حين أعلن زواجه بأم كلثوم .
وأزعج هذا النبأ الكثيرين ممن داروا في فلك أم كلثوم ، فلم يستمر إلا أياما معدودة وانتهى بانفصالهما بقرار ملكي وكانت علاقته بها قد بدأت عندما تم اختيارها نقيبة للموسيقيين وكان فى ذلك الوقت سكرتير عام النقابة ، وكانت النقابة في ذلك الحين تجمعا شهد أسماء كبيرة مثل محمد عبد الوهاب
اهتم محمود الشريف بالألحان الوطنية اهتماما كبيرا … فلحن الكثير منها ومن الأناشيد التي اختصت بها الكليات العسكرية …
حتى أتى عام 1956 حيث لحن أحد اهم أناشيده الوطنية على الإطلاق وهو نشيد الله اكبر الذي كان له اثر كبير في نفوس المصريين والعرب وخاصة ان النشيد أطلق أبان العدوان الثلاثي على مصر فساهم هذا النشيد في تعبئة الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج .
وقد حاز هذا النشيد على عدة جوائز في كثير من المهرجانات الفنية وكان شعارا للمقاتلين أثناء عبورهم لقناة السويس عام 1973 .
يقدر عدد ألحان محمود الشريف ب 800 لحن تقريبا .
كان محمود الشريف ملحنا ثريا شرقيا مجددا … فهو ذو جملة شرقية محكمة أصيلة وانسيابية ذات ليونة عجيبة بنفس الوقت … اكتسبها من حبه وحفظه للتراث وخاصة تراث سيد درويش .
لذلك كان التراث يفوح من ألحانه لدرجة أن بعض ألحانه كان يسبب خلطا عن المتذوقين ..
وأنا أعتقد أن محمود الشريف من أعظم عشر ملحنين في القرن العشرين وهذه قائمة بأهم ألحانه حسب رأيي .
نشـــيد الله أكبر
رمضان جانا – ودع هواك – بتسأليني بحبك ليه – ساكن في حي السيدة محمد عبد المطلب
القلب ولا العين سعاد محمد
زي البحر غرامك – تلات سلامات محمد قنديل
اســـــــأل علىّ ليلى مراد
يا حسن يا خولى الجنينة – حبينا بعضنا شادية
صدفة حلو وكذاب يا سيدي أمرك عبد الحليم حافظ
يا عزول فايزة احمد
على بختنا وردة
يا عطارين دلوني أحلام
عروس الروض ع الحلوة والمرة البيض الامارة عبد الغني السيد
حاز محمود الشريف على الكثير من الجوائز والأوسمة أهمها :
- وسام الاستحقاق السوري.
- وسام الكوكب الأردني ، عام 1957.
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، عام 1958.
- جائزة الجدارة في الفنون من الطبقة الأولى ، عام 1978.
- جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1989.
توفي يوم الأحد 29 يوليو 1990 عن 78 عاما ، تاركا رصيدا فنيا هائلا ودفن رحمه الله في الإسكندرية حسب وصيته!!
رحمه الله كان قامة فنية كبيرة… ستظل عالية إلى أبد الدنيا .
رياض الصنباطي:
[img][img=https://2img.net/r/ihimizer/img263/628/riadalsounbati11.gif][/img]
في بيئة فنية موسيقية وفي جو من الطرب العربي الأصيل لمع نجم تألق بسرعة البرق في سماء الفن واحتل مكانة بارزة في أجواء الموسيقى العربية الأصيلة وبرز في العزف على العود وهيمن على أعلى المستويات في ميدان التلحين هو الأستاذ رياض السنباطي صاحب الصوت الرخيم والعود الصادح واللحن المميز .
وليست هذه المزايا الفنية بغريبة على رياض لقد تغلغل الفن في بيته ومسكنه إذ كان أبوه مطربا لامعا وعوادا قديرا
فولدت في رياض الموهبة الأولى وفي معهد الموسيقى العربية صقل هذه الموهبة واكتسبت بريقا لامعا فكانت موهبته بين الفطرة والاكتساب .
ولد الموسيقار رياض السنباطي في مدينة المنصورة ونشأ برعاية والد موسيقي فنان حيث أخذ الولد عن أبيه بعض المبادئ الموسيقية ولما اشتد ساعد الولد أرسله أبوه إلى المدرسة لتلقي المبادئ الأولية من التعليم ولكنه لم يكمل المرحلة بل انضم تحت لواء أبيه فعلمه العزف على العود وأصول الغناء فشارك والده العمل كمطرب على تخته في مسارح المنصورة فأطرب جماهيرها بجمال صوته وفتن سامعيه ببراعة أدائه .
نشأ نشأة فنية أصيلة وبدأت تظهر عبقريته فراح يقلد المرحوم محمد القصبجي في ألحانه وغنائه وكان رياض معجبا بألحان القصبجي مفتونا بها لقد رددها وتغنى بها كثيرا وحفظها حفظا متقنا وبعد أن تزود بالمعرفة الموسيقية بدأ يتصل بالمطربين والمطربات في القاهرة ويلحن لهم الألحان الرائعة وأصبحت ألحانه على كل لسان وشفة وأصبحت ألحانه تعادل ألحان محمد القصبجي وتألق نجمه وبرزت شهرته فاستدعته مطربة الشرق أم كلثوم ليزودها بألحانه وفنه فلحن لها أروع القصائد و أبدع الطقاطيق .
كان لنهجه التلحيني طابع خاص مميز وأصبح مطلوبا لدرجة أنه أجبر المطربة العملاقة أم كلثوم و لفترة طويلة من الزمن على الاقتصار على غناء ألحانه .
لحن الكثير من الملحنين لأم كلثوم ولكن ألحان رياض ما زال لها طابعها وميزتها أن القصائد الطويلة أمثال “نهج البردة” كان رياض أول من بدأ بتلحينها لأم كلثوم وبالطبع جاء صوت أم كلثوم لهذه الألحان كالتكملة للعقد وكالبريق للآلئ و أصبح أخيرا الملحن الممتاز لصوت مطربة الشرق .
سار في بداية أمره على نهج مدرسة محمد القصبجي ولكنه و في منتصف الطريق طور أسلوبه الخاص المحكم الجمل المعتمد على الجملة الشرقية الرصينة ذات القفلة الكاملة . ولكن هذا الأسلوب على ما يبدو بدا يعاني من قليل من النمطية أواخر أيامه حيث بدأ يكرر جمله الموسيقية القديمة لألحانه الحديثة .
لعب هذا العملاق دوره الفني الكامل في الموسيقى انه موهبة السماء لهؤلاء السعداء لان هذه الموهبة هي التي تفيض عليهم بنعمة الشهرة والمال ولا يمكننا أن نتركها كما يقول البعض للحظ فالحظ يمكن أن يكون إذ كان الإنسان خاليا من الموهبة أما مع الموهبة الأصيلة فيمكننا أن نعيد القول بأنها موهبة السماء لهؤلاء السعداء .
يعد الموسيقار رياض من أفضل وأنظف عازفي العود والمغنين في العالم العربي . . . وجملته الموسيقية مميزة ولها خصوصية . . مما أهله ليكون مبرزا في التقاسيم وحتى في الجل اللحنية ضمن أغانيه .
مثل فيلما واحد مع المطربة الممثلة هدى سلطان . . . وأبدع في ألحان الفيلم بأغانيه وأغاني هدى سلطان .
لحن للكثيرين من أساطين الطرب . . وأهمهم أم كلثوم – صالح عبد الحي – ليلى مراد – أسمهان – سعاد محمد – هدى سلطان – وردة – وغيرهم الكثير الكثير .
زكرياء احمد:
[img][img=https://2img.net/r/ihimizer/img340/4045/zakaryaahmad1.gif][/img]
ولد زكريا عام 1883 لأب عالم هو الشيخ أحمد حسن الملاحظ في الجامع الأزهر آنذاك و كان من حفظة القرآن الكريم . ألحقه أبوه بأحد الكتاتيب ثم طالبا في الأزهر فتزود الولد بالمعرفة و اكتسب لقب الشيخ أي العارف بأسرار الدين الإسلامي ، قضى الشيخ زكريا ست سنوات في الأزهر من السادسة إلى الثانية عشرة من عمره وتعلم القراءة والكتابة و أخذ نصيبه من العلم كما أكمل حفظ القرآن الكريم وكانت دروس الفقه و النحو والصرف تدرس آنذاك في أروقة الأزهر.
وقد جرت عادة الأزهر وقتئذ أن يحتفل الطلاب والمشايخ بإنجاز قراءة كل كتاب من كتب التدريس وكان الاحتفال يجري على الطريقة التالية يجلس التلاميذ في حلقة مستديرة ثم ينتخب من بينهم تلميذ مشهود له بإتقان تلاوة القرآن فيتلو ما تيسر وتختتم بذلك الحفلة وكان الشيخ زكريا هو المبرز دائما في هذه الحفلات فكم من مرات عديدة قرأ العشر وترنم في تلاوته بصوته الجميل وانتزع إعجاب مشايخه وتلاميذهم وكان الشيخ زكريا فخورا باستماع الناس إلى جمال صوته وحسن أداءه .
وفي الحقيقة إن الشيخ زكريا أحمد لم يخلق إلا ليكون مطربا وملحنا وفنانا ذا شهرة كبيرة في العالم العربي ولذا فان محاولات والده في الدراسة كانت عقيمة وغير مجدية . إذ أن الشيخ زكريا حينما كان يسمع درس الجغرافيا أو التاريخ أو الفقه لا يعلق بذهنه شيء ولكنه حينما يسمع أغنية أو موالا لمرة واحدة كان يحفظها ويرددها في الحال فكيف العمل إذا ووالد زكريا مصمم على أن يتابع ابنه الدراسة العلمية وزكريا بعيد عن ذلك الاتجاه .
كانت الكتب الموسيقية التي كان يشتريها الشيخ زكريا يضع لها أغلفة دينية أو لغوية وقد وضع غلاف الفقيه ابن مالك على كتاب مفرح الجنس اللطيف وعندما سأله والده ذات ليلة عما يدرسه قال له الفقيه ابن مالك ولما تبين الوالد كذبه قسا عليه بشدة مما دفع بالولد للهرب من البيت وكرهه الحياة فخرج من المنزل لا يلوي على شيء وهام على وجهه في الشوارع وبعد أيام قام الأهل والأصدقاء بدور الوسيط بين الولد ووالده وعاد الشيخ زكريا إلى منزل والده فقام الوالد بنصيحته وتوجيهه وقلبه يتقطع أسى وحسرة على ولده الذي ينحرف عن طريق العلم والأمان فقال يا بني الفن لا يوكل عيشا وهاهو عبده الحمولي سلطان الطرب مات ولم يترك لولده ما يتعلم به وهاهو محمد عثمان سيد من غنى وسيد من لحن وسيد من أحيا حفلات الطرب لم يجد أهله في بيته ساعة موته تكاليف الجنازة التي ستنقله إلى دنيا الخلود وهاهو محمد سالم العجوز الذي عاش أكثر من مائة عام والدنيا تصفق له والذهب يجري بين يديه لم يتمكن في بعض الأحيان من دفع ثمن الدواء الذي لا يتجاوز بضعة قروش فاقلع يا بني عن فكرة الفن وعد إلى دراستك راشدا لتؤمن مستقبلك على أحسن وجه وأسلم حال ولكن أين مكان النصيحة من فكر زكريا والفن قد طغى على نفسه وروحه وسائر حواسه .
ولم تكن حياة هذا الفنان في تلك الفترة من حياته هادئة ولا مستقرة ولا ناعمة فقد ماتت والدته وتزوج والده وكانت الزوجة الجديدة بالرغم من تظاهرها بالعطف على زكريا تكيد له المكائد وتسود صفحته عند والده وأخيرا استسلم الوالد للأمر الواقع وسار الشيخ زكريا في طريق الفن علنا فكان يزور المسارح والأجواق ليسمع ويتعلم كل ما يسمعه وقد هيأ له القدر اجتماعا بالموسيقار الشيخ درويش الحريري الذي أحب تلميذه زكريا وأفاض عليه مما وهبه الله من فنون وعلوم ومعرفة من هذا الفن الجميل وأول دروسه كانت ألحان المولد النبوي وما تحتويه من تقلبات الأنغام وتنقلات الأوزان فبرع في تلقيها وأدائها واشتهر بها وقدم الشيخ درويش لزكريا خدمة لا تقدر بثمن وذلك عندما ألحقه ببطانة الشيخ علي محمود الذي كان إلى جانب معرفته الموسيقية وفن قراءة القرآن من هواة الأذان والتسابيح والاستغاثات التي تتلى قبل الفجر في المسجد الحسيني وكانت تؤدى على نهج خاص ونغمات معينة فنغمة يوم السبت كانت العشاق ويوم الأحد الحجاز أما يوم الاثنين فنغمته السيكاه إذا كان أول اثنين من الشهر وبياتي إذا كان ثاني اثنين وحجاز إذا كان ثالثه وشورى على جهار كار إذا كان رابع أو خامس أيام الاثنين ويوم الثلاثاء سيكاه والأربعاء جهار كاه والخميس رست والجمعة بياتي وتلقى عن الشيخ إبراهيم المغربي أصول تركيب الألحان وعلم النغمات وضروب الإيقاع كما تلقى عن الشيخ محمود عبد الرحيم المسلوب الموشحات العربية وحفظ أيضا أدوار عبده الحمولي ومحمد عثمان وإبراهيم القباني ثم تعلم أصول التدوين الموسيقي النوطة وبدأ رؤساء التخوت الغنائية تتهافت على اكتساب هذا العنصر الجديد في عالم الغناء والطرب من تلك الفرق نذكر فرقة الشيخ أحمد الحمزاوي والملحن الشيخ سيد مرسي والشيخ إسماعيل سكر رئيس قراء قصة المولد في القاهرة والشيخ علي محمود وهكذا أصبح الشيخ زكريا في بداية الطريق الذي جاهد من أجله وغدا موضع إعجاب سائر الأوساط الفنية الموسيقية في القاهرة
بعد جهاد طويل مرير تمكن الشيخ زكريا أحمد من الوصول إلى هدفه ومبتغاه وحصل على المعرفة الفنية الموسيقية بأكمل معانيها ولكن لكل بداية صعوبات ومشقات لابد لتذليلها من جرأة وإقدام وتضحيات وقد أحس الشيخ زكريا بأن قوة جديدة أوشكت أن تدفعه إلى الأمام وتأكد أن قدمه في ميدان الفن قد بدأـ ترسخ و تثبت وتتحمل الأعاصير وبدأ يمهد لانطلاقة جديدة تتلاءم وما استفاده في هذه المرحلة من دراسة وتجربة وأخطاء ولكنه مهما استفاد من هذه الخبرة فهو في الحقيقة في بداية الطريق من حيث سنه وخبرته
أصابته ضائقة مالية كادت تزحزح كيانه فقام أصدقاؤه يبحثون له عن مخرج من تلك الأزمة الخانقة وعرض عليه أحدهم بتقديم بعض الألحان الطقاطيق لشركة اسطوانات بيضافون فاعتذر الشيخ زكريا لرهبته من المعركة للمرة الأولى فأصر عليه هؤلاء الأصدقاء أمثال الشيخ علي محمود والشيخ درويش الحريري وتعهدوا له بإصلاح ما يخطئ به في ألحانه وذهبوا في اليوم التالي إلى الشركة المذكورة وتعقدوا معها على إملاء بعض الاسطوانات وبعد أن تم العقد بينهم خرج كل منهم وفي جيبه خمسة عشر جنيها وكان هذا المبلغ بالنسبة للملحن المبتدئ لا يستهان به وفي تلك الليلة جلس زكريا يحاول محاولته الأولى وفي اليوم التالي عرضت الألحان على الشيخ علي محمد والشيخ درويش الحريري فأصلحها وتمت بالفعل الخطوة الأولى من المرحلة الكبيرة التي خلق لها هذا الملحن الموهوب
لقد لحن الشيخ زكريا خمسا وستين أوبرا وأوبريت وكان أجمل وأقوى إنتاج هو ما لحنه بين عامي 1924 و 1930 فلحن لفرقة علي الكسار دولة الحظ في نهاية عام 1924 ولحن في عام 1925 روايات الغول و ناظر الزراعة و عثمان ح يخش دنيا و الطنبورة و الخالة الأميركانية و ابن الرجا وفي عام 1926 لحن روايات 28يوم و أنوار و آخر المودة و نادي السمر و أبو زعيزع و الوارث و حكيم الزمان وكان كل هذا لفرقة علي الكسار كما لحن لفرقة زكي عكاشة رواية علي بابا و الأستاذ ولحن لفرقة علي الكسار أيضا 1927 ملكة الجمال و قفشتك و ابن فرعون و زهرة الربيع و الساحر ابو فصادة و حلم ولا علم و السكرتير و غاية المنا و بدر البدور و خمسة مليون ولحن لمسرح الريحاني عام 1928 ياسمينة ثم البلابل ولحن لفرقة الكسار الكنوز وفي عامي 1929 1930 لحن لفرقة الكسار أيضا العروسة و العيلة و مين فيهم و ما فيش منها و ابن الاومباشي و طاحونة الهوا و ملكة الغابة ولفرقة صالح عبد الحي لحن قاضي الغرام و عيد البشاير و الهادي و قد تضمنت هذه الروايات ما يزيد على خمسمائة لحن بلغت أكثرها قمة النجاح والشهرة
أما ألحان الشيخ زكريا للأدوار المصرية والقصائد والطقاطيق فقد بلغ في هذه الألوان قمة الإجادة والإبداع وكانت خطواته الأولى في ميدان الأدوار دور الراست يا قلبي كان مالك و هو ده يخلص من الله الزنجران و ايمتى الهوى يجي سوا الهزام ويذكر أحد أصدقاء الشيخ زكريا واسمه ماهر فرج عن قصة دور هو ده يخلص من الله أن زكريا قضى ثلاثة أشهر وهو يعد هذا اللحن وكان يقضي ساعات طويلة من الفجر إلى مغرب اليوم التالي سارحا في أجواء هذا اللحن وحدث أن انتابه المرض أكثر من مرة في هذه الأشهر الثلاثة ولكنه كان يتجلد ويستمر في التلحين وعندما انتهى منه وأصبح راضيا عنه ذهب به إلى أم كلثوم وانتقل اللحن من قمة التلحين إلى قمة الأصوات الساحرة صوت أم كلثوم وفي الحقيقة أن هذا الدور كان حدثا فنيا رائعا تحدثت عنه الصحف المصرية والعربية أياما طويلة لأنه كان تطويرا للأغنية العربية في مطلع القرن العشرين
ودور زكريا في الألحان الخفيفة الطقاطيق كان رائعا أذكر من هذه الألحان الأغنية من نغم الشورى قالوا لي ايمتى قلبك يطيب و العزول فايق ورايق ثم من أغانيه الحديثة الورد جميل على أن هذه الأغنية غنتها أم كلثوم بصوتها الفاتن ثم غناها زكريا وشتان بين الصوتين على أن بعض من الجمهور المستمع أثنى على أداء الشيخ زكريا على الرغم من بساطة صوته لأنه حينما غناها كان يتحسس بألفاظها ومعانيها وكلماتها كلمة كلمة لقد استطاع زكريا أن يهز مشاعر سامعيه بأدائه تلك الأغنية بذلك الإبداع الذي استأثر به هذا الفنان الموهوب الأمر الذي يترجم مشاعر زكريا وانفعالاته في مجال إبداعه ويروي زكريا أحرج مواقفه حين اجتماعه مع بعض الزملاء المنشدين للاحتفال بتجديد بعض معالم المسجد الأقصى فطلبوا من أحد زملائه أن يقرأ عشرا من القرآن الكريم استهلالا للحفل وكان ذلك المقرئ ضعيفا في أدائه كما لم تكن الآيات التي قرأها مناسبة للمقام فذهبت إلى حيث يجلس وهمست في أذنه أن يترك المكان فورا ويذهب إلى خارج المسجد بحجة من الحجج وفعلا ذهب وبدأت أقرأ مكانه الآيات المناسبة كقوله تعالى إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وقرأت سورة الكهف كاملة وأذنت لصلاة الجمعة وكنت فعلا في حالة تجل ولم أحس أن في المسجد أناسا بل كنت أشعر بأنني كنت أخاطب الله ورسوله وكان لهذا العمل الذي قمت به أعظم نجاح أحرزته في حياتي
توفي هذا الفنان الكبير في القاهرة في منتصف عام 1960 ودفن فيها وكان في حياته رسولا أمينا لفنه وعلمه ومعرفته وقلما يجود الزمان بأمثال هؤلاء العباقرة على الأمة العربية أن حياتهم بالنسبة لجمهورهم كذكرى وعبرة للذين يسلكون مسلكهم في طريقهم الصعب الطويل وجهادهم الفني الصحيح .
سيد درويش:
[img][img=https://2img.net/r/ihimizer/img515/231/sayeddarwish1.gif][/img]
ولد سيد درويش في مدينة الإسكندرية في حي كوم الدلة في 17 آذار مارس عام 1892 و كان أبوه المعلم درويش البحر يمتلك دكانا صغيرة لصناعة النجارة البلدية في حيه و عندما تهيأ الطفل سيد لبداية حياته المدرسية أراد له والده أن يسلك مسلك العلم والفضل و خط له طريقا يجعله في مستقبله شيخا و موجها دينيا أو إماما أو مدرسا وابتدأ الطفل يداوم على الكتاب.
و بعد تعلمه القراءة و الكتابة و حفظه بعض أجزاء القرآن الكريم ترك سيد الكتاب و انتسب إلى المعهد الديني في الإسكندرية تنفيذا لرغبة والده
و داوم في هذا المعهد سنته الأولى و يوم دخوله المعهد اشترى له أبوه جبة و قفطانا و عمامة تليق بطلبة العلم الشريف و حينما ارتدى الطفل سيد هذه الملابس أمام والديه أطلقت الوالدة زغرودة من أعماق قلبها فرحا وابتهاجا و اغرورقت عينا الوالد بدموع الغبطة و الفرح و الأمل و البشرى .
و في العام الثاني من حياة الشيخ سيد الدراسية في المعهد الديني توفى والده المعلم درويش البحر النجار الفقير و لم يخلف له إلا بعض الديون و التزام إعالة أمه و أخته اضطر سيد إلى قطع مرحلة دراسته و خلع المسكين عمامته و جبته وراح يبحث عن عمل يعيش من وارده و أول عمل قام به هو بيع الأثاث القديم مع قريب له ثم عمل مساعدا لبائع دقيق ثم مناولا المونة لأحد مبيضي النحاس كان الشيخ سيد خلال عمله يترنم بجمال صوته بألحان قديمة معروفة و كان زملاؤه العمال أثناء سماعهم هذه الألحان يقبلون على عملهم بحماسة و رغبة لا مثيل لهما فسر به معلمه وأمره أن يكف عن العمل و يكتفي بالغناء فقط ففرح الشيخ سيد و جلس يغني طول نهاره للعمال و يشجعهم على عملهم و كان الغناء السائد آنذاك أغاني عبده الحمولي و محمد عثمان وكانت هذه الانطلاقة الأولى سببا في شعور الشيخ سيد درويش بموهبته الفنية ويقال أيضا انه في العام الثاني من دراسته في المعهد الديني في الإسكندرية وجد على الرصيف عند بائع الكتب القديمة كتابا يبحث في مبادئ الموسيقى ثمنه نصف قرش فأيقظ هذا الكتاب في نفسه مواطن الموهبة الموسيقية وهناك عامل ثالث نبه فيه الشعور بالموهبة هو إعجابه بصوت حسن الأزهري الذي كان يدعى لإحياء الحفلات الغنائية عند الأغنياء في السرادق وكان سيد درويش لا تفوته حفلة من حفلات الشيخ حسن حتى تأثر به وصار يقلده تقليدا بارعا في طريقة غنائه وأدائه إن هذه العوامل الثلاثة بمجموعها تعتبر اللبنة الأولى في بناء حياة الشيخ سيد الفنية ومنطلقه الأول نحو المجد الموسيقي الفني الذي توصل إليه فيما بعد لم يرض الشيخ سيد أن يقتصر غناؤه على عمال المبيض دون سواهم بل رغب أن يسمع فنه في سائر مجتمعه الذي يعيش فيه فترك مهنة المبيض وعاد إلى عمامته وقفطانه وامتهن الغناء بصورة نهائية وصار يقلد في غنائه الشيخ حسن الأزهري معلمه الأول وكان يؤدي ألحان عبده الحمولي ومحمد عثمان بطريقة جديدة غير معهودة ولا مألوفة على أسماع مواطنيه فلمع اسمه وذاعت شهرته بسرعة فائقة ولكن هذه الشهرة كانت ضمن نطاق ضيق محدود لم تشبع نفسه الطموحة من جهة ومن جهة أخرى إن وارد الحفلات المتقطعة لم يكفه في سد حاجات معيشته وحياته أراد الشيخ سيد لنفسه واردا ثابتا يعتمد عليه فكان له ذلك ولكن على حساب كرامته وصحته ووضعه.
الشيخ سيد درويش في حياته الفنية وأغانيه :
في الفترة التي عمل فيها الشيخ سيد درويش على المسارح الرخيصة عرف أمرين لم يكن بهما سابق معرفة النساء وصياغة الألحان فالتعارف الأول طبيعي وأما التعارف الثاني فكان بحكم الموهبة المتأصلة في نفسه وروحه وكلاهما فطري بالنسبة لهذا الفنان الكبير كما أن ألمه الكمين في نفسه كان السبب في أن يخرج إلى الوجود بلغته الفلسفية النغمية فيسحر بجمالها الألباب ويرقص النفوس إنه ما كان يلحن أغنية حتى يرددها أفراد الشعب والعوالم اللواتي يقمن الأفراح والمسارح الغنائية وموسيقات الجيش والموسيقات الأهلية السر في انتشار الشيخ سيد بين أفراد الشعب هوان لكل لحن قصة ومناسبة ولكل مناسبة أثرها العميق في نفس الشيخ سيد درويش المرهفة الحساسة فأول أغنية لحنها كانت زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة وكانت مناسبة تأليفها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة ابقى زورنا يا شيخ سيد ولو كل سنة مرة ولحن آخر كان وحيه امرأة غليظة الجسم اسمها جليلة أحبها حبا عظيما وغدت إلهامه في النظم والتلحين والغناء هجرته هذه الإمرأة وأخذت تتردد على صائغ في الإسكندرية وعمل لها الصائغ خلخالا فغضب الشيخ سيد وفكر بالانتقام من حبيبته وعزوله وكان أول انتقام من نوعه على الطريقة الموسيقية الغنائية
ولحن الشيخ سيد أجمل أغانيه في مناسبة غرامية حرجة وكانت الأغنية من مقام حجاز كار وقصة هذه الأغنية انه بينما كان يعمل مغنيا على مسارح الإسكندرية يعلق قلبه بحب غانيتين الأولى اسمها فردوس والثانية اسمها رضوان فكان إذا تخاصم مع الأولى ذهب إلى الثانية والعكس بالعكس وصدف مرة أن هجرته الاثنتان معا وبقي مدة من الزمن يتلوى من ألم الهجران وفي إحدى لياليه بينما كان رأسه مليئا بما تعود عليه في بيئته ومحيطه من ألوان الخمور والمخدرات خطرت على باله فردوس وهاج شوقه فقصد بيتها طالبا الصفح والسماح بالدخول عليها ولكنها أبت استقباله لعلاقته مع عشيقته الثانية رضوان فأقسم الشيخ سيد أيمانا مغلظة بأنها صاحبة المقام الأول في قلبه وجوارحه ولكن فردوس أرادت البرهان بأن يغنيها أغنية لم يسبق أن قالها أحد قبله في غانية فأنشدها في الحال
يا ناس أنا مت في حبي وجم الملايكة يحاسبوني حدش كده قال
وانتهت الأغنية بالبيت الأخير الذي كان له شفيعا في دخول بيت فردوس فقال
قالوا لي اهو جنة رضوان واخترت أنا جنة فردوس
شعر الشيخ سيد بتدهوره الاجتماعي اثر غرامه المتواصل من غانية إلى غانية فقرر أن يترك الإسكندرية وان يقيم في القاهرة وبخاصة حتى يبعد عن جليلة وفعلا ترك الإسكندرية عام 1917 وقرر الإقامة في القاهرة وفيها تعرف على المطربين والمطربات والفرق التمثيلية وهنا تغيرت أحواله ودخل في دور الحياة الجدية وشعر بهذا التحسن الذي وصل إليه وأنشد آنذاك دوره المعروف
يوم تركت الحب كان لي
في مجال الأنس جانب
ورجع لي المجد تاني
بعد ماكان عني غايب
وأول حفلة أقامها الشيخ سيد في القاهرة كانت في مقهى الكونكورديا وحضر هذه الحفلة أكثر فناني القاهرة منهم الممثلون والمطربون وكان على رأسهم الياس نشاطي وإبراهيم سهالون الكمانجي وجميل عويس حتى وصل عدد الفنانين المستمعين أكثر من عدد الجمهور المستمع وفي هذه الحفلة قدم سيد دوره الخالد الذي أعده خصيصا لهذه الحفلة الحبيب للهجر مايل من مقام السازكار وفيه خرج عن الطريقة القديمة المألوفة في تلحين الأدوار من ناحية الآهات التي ترددها الجوقة وكانت غريبة على السمع المألوف ولذا انسحب أكثر الحاضرين لأنهم اعتقدوا أن هذه الموسيقى كافرة وأجنبية وان خطر الفن الجديد أخذ يهدد الفن العربي الأصيل وبالطبع إن فئة الفنانين المستمعين لم ينسحبوا لأنهم أدركوا عظمة الفن الجديد الذي أعده الشيخ سيد لمستقبل الغناء العربي اشترك الشيخ سيد مع الفرق التمثيلية ممثلا ومغنيا فعمل مع فرقة سليم عطا الله وسافر معها إلى سوريا ولبنان وفلسطين وكان لهذه الرحلة أثر كبير في اكتسابه أصول الموسيقى العربية إذ تتلمذ في حلب على الشيخ عثمان الموصلي العراقي ويقول الشيخ محمود مرسي إن الشيخ سيد عاد بعد هذه الرحلة أستاذا كبيرا في ميدان الموسيقى العربية
وسافر مرة ثانية مع فرقة جورج أبيض إلى البلاد السورية فأعاد الصلات الفنية بينه وبين موسيقييها واكتسب من أساتذتها ما افتقر إليه من ألوان المعرفة ولما عاد إلى القاهرة في هذه المرة رسم لنفسه خطة جديدة في ميدانه الغنائي والمسرحي فلحن معظم أدواره وموشحاته الخالدة التي عرفت الناس بمدرسته الإبداعية الجديدة ظهر للشيخ سيد أول دور بعد هذه الرحلة وكان مقام العجم يا فؤادي ليه بتعشق وكان مقتبسا من موشح حلبي قديم مقام العجم أيضا أخذه الشيخ سيد عن الشيخ عثمان الموصلي ولكنه لم يستطع في بادئ الأمر أن ينسبه إلى نفسه وإنما نسبه إلى إبراهيم القباني وأما اشتهر الشيخ سيد في تلحين الأدوار بين الناس عاد ونسبه إلى نفسه وينسب إلى الشيخ سيد عشرة أدوار واثنا عشر موشحا وأوبريت وطقاطيق وأهازيج وأناشيد حاسبة وغيرها أما الأدوار فهي
يا فؤادي ليه بتعشق من مقام العجم
يللي قوامك يعجبني من مقام التكريز
في شرع مين من مقام الزنجران
الحبيب للهجر مايل سازكار
ضيعت مستقبل حياتي من الشورى أنا عشقت من مقام الحجاز كار
أنا هويت من مقام الكرد
عشقت حسنك من مقام البستة نكار
يوم تركت الحب من مقام الهزام
عواطفك من مقام نوأثر
أما ألحانه من الموشحات فكانت :
يا ترى بعد البعاد من مقام الراست
يا صاحب السحر الحلال من مقام الحجاز كار
يا حمام الأيك من مقام النواأثر
يا عذيب المرشف من مقام الراست
يا شادي الألحان من مقام النهاوند
العذارى المائسات من مقام الراست
يا غصين البان حرت في أمري من مقام الحجاز
حبي دعاني للوصال من مقام الشورى
طف يادري من مقام الحجاز كار كردي
وهذه الموشحات ولأدوار اشتهرت شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل فنان ومتفنن وأصبح قياس المعرفة الموسيقية هو حفظ الحان الشيخ سيد وأدواره وموشحاته وأهازيجه ويقال أن الشيخ سيد أوجد نغمة الزنجران هذا إذا لم تكن هذه التسمية مأخوذة من النغمة العربية القديمة التي وردت في كتاب الأدوار لصفي الدين عبد المؤمن الأرموي والمعروفة باسم زنكلاه هذه النغمة من النغمات المركبة وتتألف من ثلاث نغمات هي العجم والجهار كار والحجاز كار بشكل مترابط واعتقد أن هذا الترابط الذي يشبه الزنجير أعطى لهذه النغمة هذه التسمية .
الشيخ سيد درويش مع الأوبرا والأغاني الوطنية
اقتبس من أقوال الزعيم مصطفى كمال بعض عباراته وجعل منها مطلعا لنشيد وطني
بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي
ولحن أيضا نشيدا وطنيا من نظم مصطفى صادق الرافعي ومطلعه
بني مصر مكانكم تهيأ فهيا مهدوا للملك هيا خذوا شمس النهار حليا
كما لحن في مناسبة أخرى أناشيد وطنية قال فيها
أنا المصري كريم العنصرين
بنيت المجد بين الاهرامين
جدودي أنشأوا العلم العجيب
ومجرى النيل في الوادي الخصيب
لهم في الدنيا آلف السنين
ويفنى الكون وهم موجودين
وأنشد في جماعة من المتظاهرين ضد الاحتلال الإنكليزي هذا النشيد محمسا إياهم قال
دقت طبول الحرب يا خيالة
وآدي الساعة دي ساعة الرجالة
انظروا لأهلكم نظرة وداع
نظرة ما فيش بعدها إلا الدفاع
وعالج الشيخ سيد في أغانيه الموضوع الاجتماعي في غلاء المعيشة والسوق السوداء قال
استعجبوا يا أفندية
ليتر الكاز بروبية
وهكذا نجد أن الشيخ سيد استطاع أن يدرك ويلمس سائر الأمراض الاجتماعية وأن يسهم في الميدان الوطني إسهاما كبيرا فكانت أغانيه الوطنية يغنيها الشعب بكل حواسه وقلبه ومشاعره
ولم يكن أثر الشيخ سيد في ميدان التمثيل والأوبرا العربية بأقل من أثره في ميدان الموسيقى والموشح والدور والطقطوقة والمونولوج الشعبي والأناشيد الوطنية وغيره من ألوان الغناء العربي في شتى مواضيعه فقد أضاف إلى هذه المآثر مأثرة جديدة وهي تلحين الأوبرا وأول لحن كان أوبرا شهرزاد ظهرت هذه الأوبرا للمرة الأولى أواخر عام 1920 وأوائل العام 1921 وكان انقلابها بدء انقلاب جديد في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية كما لحن أوبرا العشرة الطيبة ألف هذه الأوبرا محمد تيمور ونظم أغانيها بديع خيري وألف نجيب الريحاني فرقة تمثيلية خاصة برآسة عزيز عيد لإخراجها وكلف الشيخ سيد بتلحين محاورتها وأغانيها ولحن أوبرا البروكة وهذه التسمية هي اصطلاح فني يقصد به الشعر المستعار الذي يضعه الممثلون على رؤوسهم والرواية معربة عن أوبرا لاما سكوت لأروان ولحن أوبرا كليوباترة وانطونيو اقتبس هذه الأوبرا للمسرح العربي الأستاذان سليم نخلة ويونس القاضي وقدماها للسيدة منيرة المهدية التي قدمتها بدورها لسيد درويش لوضع موسيقاها ولكنه لم يلحن منها إلا الفصل الأول وقد حاول إتمام تلحينها في فصليها الثاني والثالث الأستاذ محمد عبد الوهاب
والخلاصة إن ألحان الشيخ سيد للأوبرات بلغ عددها العشرون منها التي لحنها لفرقة نجيب الريحاني وهي واو و آش و رن و قولوا له وفشر ولحن لفرقة علي الكسار راحت عليك ولسه و أم أربعة وأربعين و البربري في الجيش و الهلال وجزءا من أوبريت الإنتخابات ولحن لفرقة منيرة المهدية كلها يومين و الفصل الأول من أوبرا كليوباترا ولحن لأولاد عكاشة الدورة اليتيمة و هدى و عبد الرحمن الناصر وإذا اعتبرنا أن كل أوبرا عشرة ألحان فتكون مجموع ألحان الشيخ سيد في أوبراته العشرين مائتا لحن هذا بالإضافة إلى الأدوار والموشحات والأناشيد الوطنية وال