MESSI عضو عادي
تاريخ التسجيل : 29/10/2009 العمر : 29
| موضوع: المخدرات والتدخين والمسكرات من الكتاب والسنة الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 - 12:59 | |
| حرّم الاسلام تناول كل ما يضر العقل .. او يحجبه .. او يُسكره .. اذ نعمة العقل هبة من الله تعالى .. يجب ان يكون مصدر هداية الانسان وسبيل امنه وسكينته .. وطريق نجاحه وخلاصه في امور الحياة .. ولقد اكدت السنه النبوية المطهرة .. منع اي شراب او طعام يؤثر سلبا على العقل .. او يحدث تغييبا .. او تخديرا .. او تغييرا ..
تحريم المسكرات والمخدرات
حرّم الله تعالى المسكرات .. والمخدرات .. ومن المعلوم ان التحريم في الشرع الحنيف .. يُعد في حكم الاستثناء ..
- حُرمت الخمر .. ابيحت جميع المشروبات غير المسكره ..
- وعندما حُرم الزّنا .. ابيح الزواج الشرعي ..
- وعندما حُرّم على المرأة ان تبدي لغير محارمها .. احل لها الزينه لزوجها .. وبين محارمها ..
والله تعالى .. برحمته بعباده حرّم ما يضر الانسان .. لانه هو اعلم بخلقه وارحم بهم من انفسهم ..
أولاً : المسكرات في القرآن والسُّنة
"الخمر" هي أم الخبائث .. وعندما جاء الاسلام .. كان شربها شائعا في قريش .. وكان المسلمون يشربونها في المدينه ويبتاعونها .. وظل الامر يتدرج في تحريمها .. الى ان انتهى بالتحريم التام ..
التدرج في تحريم الخمر
في اول عهد الناس بالاسلام .. كانت الخمر والمسكرات مباحه .. حتى كثر سؤال الناس عنها .. لوضوح مضارها .. فانزل الله تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " سورة البقرة : الايه 219"
وكان السائلون هم الصحابه رضوان الله عليهم : عمر بن الخطاب .. ومعاذ بن جبل .. وسعد بن ابي وقاص .. ونفر آخرون .. اذ قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام : افتنا في الخمر .. فنها مذهبة للعقل .. مسلبة للمال .. والميسر والقمار كيف يكون او حكمهما .. فبيَّن ان الخمر والميسر فيهما اثم كبير .. من ارتكاب المحظور والقول الفاحش .. ( ومنافع للناس) من طرب ولذة بالخمر .. واكتساب مال من الميسر .. بغير نصب او تعب .. ومن بيع الخمر وصناعتها كذلك .. (واثمهما) لما فيهما من مفاسد .. اكبر من نفعهما .. وقد رجَّحت الايه الاثم على المنافع .. وهو لا يعد تحريما قاطعا ..
وهكذا سار التدرج في تحريم الخمر .. كالتالي :
1. التنزيل بما يشير الى الاضرار والمنافع .. "سورة البقره : الايه 219"
2. التنزيل بما يُفيد الامتناع عن الخمر .. قبل الصلاة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أ َوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" (سورة النساء ، الاية : 43) ..
وسبب نزول هذه الاية الكريمه .. ان رجلا شرب الخمر فسكر .. فلما صلى قرأ "قل يا ايها الكافرون اعبد ما تعبدون ..." دون نفي فكانت هذه الايه .. هي المرحله الثانيه في تدرج التحريم .. بعد بعد ان تم التمهيد لقبول التحريم في نفوس الناس.. عندما عرفوا ان الاثم في الخمر اكبر من النفع ..
بل ان هذه الايه الكريمه جعلت وقت الشراب محدودا للغايه .. اذ ليس بين صلاة الفجر والظهر .. ثم الظهر والعصر .. ثم العصر والمغرب .. ثم المغرب والعشاء وقت طويل ..ومن ثم يتجنب المسلمون الشراب في هذه الاوقات .. وان كان الوقت بين العشاء والفجر طويل .. الا ان الشراب عندئذ قد لا يطول .. مثلما هو الحال من الفجر حتى العشاء ..
3. التنزيل بما يفيد الاجتناب التام .. والتحريم القاطع .. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ(٩١) " ( سورة المائدة ، الايتان : 90 و 91 )
ومن ثم ثبت النهي عن شرب الخمر .. وايتاء الميسر .. وقد عطف الله تعالى على الخمر .. الميسر .. والانصاب .. والازلام .. ثم ورد بعد ذلك الاجتناب التام .. لانها رجس : اي عمل خبيث مستقذر .. ولانها من عمل الشيطان .. ففيها صدٌّ للانسان عن ذكر الله .. والالهاء عن الصلاة ..
ولما علم عمر رضي الله عنه .. ان هذا وعيد شديد زائد على معنى " انتهوا " اذ ان الاجتناب يُفاد منه التحريم القاطع .. قال : "انتهينا " .
| |
|