كلمة رائعة هل فهمنا معناها و مغزاها ؟
هل تذكرنا حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم بشر رجلا بالجنة لأنه متسامح
ما أروع وأسمى هذه الكلمة ... خصوصا عندما نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بشر رجلا بأنه من أهل الجنة وذلك لأنه متسامح ...
إذا أحببنا أناساً من قلبنا وكان حبنا صادقا ولهم بصمات في حياتنا , حبنا لهم يجعلنا نسامحهم , ولكن كثرة الأسى هل تجعلنا متسامحين ؟؟؟
وإذا سامحناهم ربما تبقى جراح في قلوبنا ...
إذا كانت توجد ابتسامة وكلمة طيبة وحسن ظن وحب صادق وحنان ورحمة , هل نلجأ إلى كلمة تسامح ؟!
هل لا بد من المسامحة !!
التسامح .. معنى عظيم ..
وخلق رفيع . .
صوّره لنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحلك المواقف واصعبها على النفس . .
حين آذاه قومه ..
ورموه ..
وطردوه .
وكسروا رباعيّـته ..
وقتلوا عمه أسد الله . .
وقتّلوا خيرة أصحابه ..
حتى إذا تمّكن منهم .. قال لهم " ما تظنون أنّي فاعل بكم "
قالوا : أخ كريم وابن أخٍ كريم . . !!
في هذه اللحظة .. نسى صلى الله عليه وسلم نزف الدم من خدّه ..
ولم يتذكّر .. ألم الحجارة التي أدمت قدماه - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - . .
ولم يبادر إليه . . منظر أحب الناس إليه عمه حمزة . .وهو مجندل في دمه !!ما هي إلاّ أن قالوا (أخٌ كريم وابن أخٍ كريم ) . .
حتى قالها خالدة للدهر . . بقيت خالدة ليوم الدين و لم نفهم للأسف معناها
قالها . . بكل سمو وطهارة : اذهبوا فأنتم الطلقاء . . !!
التسامح من أعظم الأخلاق وارفعها قيمة في الميزان . .
هي آية طهارة القلب . .
آية . . الهمّة العالية . .
والتفاؤل المشرق . .
ألم نقرأ قول الله العظيم
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } التغابن14
: " تعفوا " " تصفحوا " " تغفروا "
ثلاث مؤكّدات لمعنى التسامح . .
المسامح ليس هو الذي يسامح وفي قلبه ذرة من كراهية أو حزن ) !
المسامح ليس هو الذي يسامح وفي نفسه أثر سياط الألم . .
المسامح . . ليس هو الذي يسامح .. وهو يشعر في مسامحته بالندم على تسامحه
التسامح . . كنور القمر . . . وإن ظهرت في جوفه آثار من سواد !
إلاّ أنه ينير . .
وسيبقى منيراً على مرّ الدهور والأزمان .