بسم الله الرحمن الرحيم
أربع عادات حميدة تطيل عمركم
من منا لم يصادف في مجتمعه يوماً أشخاصاً ينبضون فرحاً وانشراحاً تمنّ عليهم الطبيعة بحياة أطول نتيجة التفاؤل، الذي يبدو أنه يطيل العمر بمعدل سبع سنوات على الأقل بمعزل عن السن والجنس والوضع الاجتماعي الاقتصادي والصحة الجسدية. والسر في ذلك يكمن في قدرتهم على التقليل من آثار التوتر النفسي المدمرة. لا شك في أن المتفائلين يصابون بالتوتر ولكنهم يتجاوزون الحالة بسرعة ويستعيدون عافيتهم الجسدية والعقلية بلمح البصر. إليكم 4 عادات حميدة يمكنكم اعتمادها لتنعموا بعمر مديد.
1- حافظوا على علاقاتكم
لعل الثرثرة مع الجيران على فنجان قهوة أو شاي تحمل مفعولاً سحرياً، فتبادل أطراف الحديث مع الآخرين يساعد في بناء شبكة اجتماعية تبقي ذهنكم ثاقباً وتساعدكم في عيش حياة أطول وتخفّف خطر الإصابة بنوبات قلبية. كذلك، مجرد التكلم مع صديق عبر الهاتف ينعكس فوراً انخفاضاً في ضغط الدم وهرمون الضغط النفسي {الكورتيزول}. فالأبحاث تشير إلى أن بناء علاقات جيدة على المدى الطويل يحمل منافع جسدية توازي النشاط الجسدي أو الامتناع عن التدخين. خذوا مبادرة الاتصال بالأصدقاء وحددوا موعد لقاء على الغداء أو العشاء، إذ إن الاحتكاك المباشر يحمل منافع أكبر.
2- عبّروا عن امتنانكم
ارفعوا معنوياتكم بتدوين الأحداث المفرحة على ورقة، إذ تبين أن الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل يشعرون بتفاؤل أكبر في الأسبوع التالي ويستأثر بهم إحساس الرضى. كذلك يشعرون بقوة جسدية أكبر لا سيما أن الامتنان يبدد السخط والمرارة. ولكن لا تبالغوا في ذلك بل اكتفوا بتدوين هذه الملاحظات مرة أسبوعياً كي لا تصبح المهمة بمثابة مشقة مرهقة.
3- تحلّوا باللطف
هل تقومون بأعمال خيرية خلال النهار؟ القيام بخمسة أعمال من هذا النوع يعزز شعوركم بالرفاهية والسعادة فلا تهملوا هذه المهمة. يمكنكم الاكتفاء في هذا المجال ببعض الأعمال البسيطة وغير المخطط لها كالتنازل عن مقعدكم في الباص لصالح شخص مسنّ وستجدون لا محال أن الأجر يتجاوز الجهد المبذول، إذ ستلاحظون الامتنان والتقدير على وجوه الآخرين. استمرّوا في هذا المجال إنما احرصوا على أن تأتي أعمالكم عفوية وخالية من أي إكراه كي لا تفقد مفاعيلها العلاجية.
4- أعيدوا النظر في حياتكم
يمكنكم إعادة تدوين التاريخ والشعور بتحسّن ملموس نتيجة ذلك. كرّسوا بعض الوقت لتسجيل حادثة مهمة حصلت معكم في الماضي، فتظهير التجارب التي تمرون بها يضع النقاط على الحروف ويحسن نظرتكم المستقبلية إليها. ومجرد إعادة النظر بهذا الحدث يسمح لكم بتسجيل إنجازاتكم ورفع معنوياتكم. نظموا مراحل حياتكم بحسب تسلسلها الزمني: السنوات الجامعية، بداية الزواج، الحياة المهنية، الأمومة، وحددوا مواطن فشل كل مرحلة ونجاحها والدروس الصالحة للمستقبل. من المفيد في هذا المجال مراجعة التجارب الحسنة والسيئة على السواء فلعل الأيام التي مرت عليها ستمنحكم نعمة التجاوز والغفران، وحتى لو كانت الذاكرة مليئة بالأحداث المؤلمة من المفيد مواجهتها لتخطّيها واستقاء العبر فتقبُّل التجارب القديمة يكسبكم مناعة ضد المصاعب والمحن المستقبلية.
أفضل أنواع التشاؤم
إن كنتم من الأشخاص السريعي الغضب الذين يرون في جارهم الدائم الانشراح شخصية غير موزونة، فهل ستحرمون من الصحة والعافية؟ كلا، شرط أن يكون تشاؤمكم إيجابياً أي أن تكونوا من عشاق التذمّر والانتقاد والتعبير للآخرين عما يخالج قلبكم تمهيداً لأخذ المبادرة في التصرف. فالمتشائمون الإيجابيون يحاربون الحياة، ما ينعكس إيجاباً عليهم ويمنحهم بعض المزايا الخاصة بالمتفائلين على حدّ قول بعض الاختصاصيين. أما المتشائمون السلبيون فيستسلمون لأنفسهم وللحياة وتكون هذه المواقف السلبية مكلفة بالنسبة إليهم، إذ يخسرون بعض سنين عمرهم.