5 نصائح لمن حرموا من نعمة الإنجابالأبناء هم زينة الحياة الدنيا، والثمرة التي نغرسها لكي نعمر بها الكون، وهم رزق قد قسمه الله للبعض وأمسكه عن آخرين لحكمة عنده سبحانه وتعالى.
اختبار من الله:
عدم الإنجاب أو وجود أبناء لك ليس غضب من الله، ولكنه اختبار وضعك الله سبحانه وتعالى فيه، فاصبر واحتسب، حتى تمر من هذا الاختبار، ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.
وكما أن الأولاد نعمة وزينة إلا أن الله سبحانه وتعالى أيضًا قد وصفهم بالفتنة والتي هي اختبار فقال عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.
خذوا بالأسباب ولا تفقدوا الأمل في كرم الله:
بعض ممن حرموا نعمة الأبناء يقنطون من رحمة الله، ويفقدون الأمل في كرم الله سبحانه وتعالى، لذا عليهم أن يتدبروا آيات القرآن الكريم وقصة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي رزقه الله الولد سيدنا إسماعيل وهو في عمر 86 عامًا، وكذلك نبي الله سيدنا زكريا عليه السلام الذي كانت امرأته عاقرًا، ولكن كرم الله وقدرته تدخلت برزقه الله بسيدنا يحيى عليه السلام بعد أن بلغه وزوجته الشيب والكبر .
فلا تيأسوا من روح الله، وخذوا بالأسباب واطرقوا أبواب أهل الأسباب كالأطباء والمتخصصين في مثل هذه الأمور من أهل الطب لعل الله يجعل على أيديهم فرجًا، فالله سبحانه وتعالى يعطي العلم لمن يشاء لينفع الناس، وكم من حالات صعبة يسر الله شفائها مع تقدم الطب والعلوم وهو من باب التداوي والأخذ بالأسباب التي حثنا عليها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
أكثروا من الاستغفار والصلاة على النبي
الاستغفار، والصلاة على الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أسباب حلول البركات والفرج على العبد، يقول تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ).ويقول أُبي بن كعب للحبيب المحبوب شافي العلل ومفرج الكروب: يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قلت: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف? قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذن تكُفى همك، ويغفر ذنبك".وفي رواية: "إذا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك". استمروا وأخلصوا في الدعاء:
للدعاء أسرار كبيرة .. فهو مناجاة العبد لربه وقد كان وسيلة الأنبياء من قبل.. فها هو سيدنا زكريا يدعو ربه ويلح عليه في الدعاء بأن يرزقه الأولاد، يقول تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.
وبعد أن أخذ بالأسباب واجتهد في الدعاء جاءت الاستجابة الربانية، يقول تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}.
وتعجب سيدنا زكريا: {قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}.
افجتهدوا استمروا في الدعاء. فقد أظهر سيدنا زكريا في دعائه أسمى ألوان الأدب مع خالقه في الدعاء، حيث توسل إليه سبحانه بضعف بدنه، وبتقدم سنه، وبما عوده إياه من إجابة دعائه في الماضي.
اكفلوا يتيمًا:
من الأمور الجميلة والعبادات العظيمة كفالة اليتيم، والتي قد تعوض البعض ممن حرموا من نعمة الإنجاب، كما أن ثوابها كبير عند الله سبحانه وتعالى وسببًا من أسباب مرافقة النبي في الجنة، فقد قال النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وأشار باصبعيه السبابة والوسطي.