إن رأيت وطنا تقاس فيه الرجولة حسب قصر الشعر وطول الشارب وانعدام الإحساس وارتفاع الصوت وانخفاض الكرامة ...

وإن رأيت وطنا تقاس فيه الأنوثة حسب ماركات أدوات التجميل والقدرة على الرضوخ لطقوس مجتمعات وقحة تختزل النساء في صورة ...

وإن رأيت وطنا يقاس فيه التدين حسب عدد المساجد والكنائس والمعابد وما داخلها من أثاث نفيس وشيوخ السلطان وكهنة البلاط ...

وإن رأيت وطنا يقاس فيه النجاح حسب كثرة أصفار الأرصدة البنكية وأوهام الممتلكات المادية التي في واقع الأمر لا يمتلكها أحد ...

وإن رأيت وطنا تقاس فيه المعرفة حسب أسماء الشهائد الحكومية ودرجاتها ...

فاعلم أنك في غربة ما بعدها غربة ولو كنت في مسقط رأسك.