ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: هل بإمكان الموسيقي تنمية سرعة قراءة التوتة من الهولة الأولى، وكيف؟ الثلاثاء 14 أكتوبر 2014 - 4:37 | |
| يعاني الكثير من الموسيقيين سواءاً المحترفين أو الهواة من عدم تمكنهم من قراءة النوتة الموسيقية بسرعة من الوهلة الأولى. هل بإمكان الموسيقي تنمية سرعة القراءة من الهولة الأولى، وكيف؟ قراءة النوتة من الوهلة الأولى وتدعى Sight Reading or Prima Vista الأولى بالإنجليزية والثانية بالإيطالية. تتفاوت سرعة القراءة بين عازف وآخر، أي أنها ليست متساوية لدى جميع الموسيقيين، فبعض العازفين تكون عندهم نشيطة وسريعة جدا وبشكل طبيعي وتلقائي وهذه تكون هبة من الخالق، وبعض العازفين لا يتمتعون بنفس السرعة من القراءة للوهلة الأولى، وتكون قراءتهم للنوتة أبطأ من غيرهم، لكن هذا بدرجات. هنا علي أن أنوه إلى أن سرعة القراءة عادة ليست لها علاقة بمستوى العازف، فهناك عازفين يمتلكون تقنيات عالية في آلاتهم لكن سرعة قراءتهم للنوتة لا تضاهي التقنيات التي يمتلكونها، والعكس صحيح فهناك عازفين لا يمتلكون تقنيات عالية لكنهم يتمتعون بموهبة سرعة القراءة، ويوجد عازفين يتمتعون بسرعة القراءة والتقنية العالية في آن واحد. سرعة القراء مطلوبة من العازفين ولكل الآلات لكن بدرجات متفاوتة، فمثلا عازفي الأوركسترا يجب أن يتمتعوا بسرعة قراءة عالية جدا، إذ في الأوركسترا لا يوجد وقت للتفكير في النوتة بل يجب أن يتم العزف بصورة تلقائية، حيث توضع النوتات لعمل ما أمام جميع العازفين (لنفرض أنها سيمفونية لمؤلف ما)، وفي المرة الأولى يبدأ المايسترو عادة بقيادة العمل من أوله إلى آخره وبدون توقف، طبعا ستحصل أخطاء صغيرة هنا وهناك من بعض العازفين لكن يجب أن يسير العمل من البداية إلى النهاية بدون توقف. بعد ذلك وأثناء البروفات يتوقف المايسترو في كل مكان هام ليعطي تعليماته حين اللزوم، لأن تعليمات المايسترو عادة ما تكون في إشارات يديه. ماذا بالنسبة للفرق الشرقية، هل يحتاج العازف لهذا النوع من المهارة؟ في الفرق الموسيقية الشرقية القديمة وأقصد قبل خمسين عاماً أو أكثر فعلى الأغلب لن يحتاج الموسيقي لهذه المهارة لأنهم كانوا يستخدمون الإذن حيث أن الكثير من العازفين وقتها لم يكونوا يتمكنوا من قراءة النوتة أصلاً، هذا بالإضافة إلى أنه في وقت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والسيدة كوكب الشرق أم كلثوم فقد كانوا يعتمدون على كثرة البروفات والتمرينات الجماعية، لذا فهي لم تكن بذات الأهمية. أما العازف اليوم في الفرق الشرقية فهو يحتاج لهذه المهارة، وخصوصا لو كان ما يسمى (عازف استوديو) أي العازفين الذين يذهبون ويقومون بعمل تسجيلات للأغاني، فالوقت محدود لتسجيل أغنية حيث يذهب مجموعة من الكمنجات كأن يكونوا ستة أو سبعة كمنجات وعليهم أن ينجزوا العمل بأسرع وقت ممكن، حيث أنهم لا يشاهدوا النوتة إلا في الاستوديو، وحجز الاستوديو يكلف بحسب عدد الساعات، ويدفعها صاحب العمل، لذا فالعازف الذي لا يتمتع بهذه المهارة ليس له مكان بين عازفي الاستوديو، وحتى في الفرق الشرقية الحديثة حيث سرعة القراءة أصبحت مطلوبة بسبب العدد الكبير من الأغاني التي يجب إنجازها بأقصر وقت وبأقل عدد من البروفات. نعود لسؤال: هل أن الجيتار يحتاج لامتلاك هذه المهارة؟ بالتأكيد كما قلت فإن كل موسيقي يحتاج لهذه المهارة لكن حاجة عازف الجيتار الكلاسيكي أقل بكثير من حاجة عازف الفلوت أو الكلارينيت أو الشيللو، حيث أن هذه الآلات تجلس في الأوركسترا ويتطلب منها أن تعزف سيمفونية كاملة مثلما يقولون (من الجلد للجلد)، أي من الأول للأخير وبدون توقف ومن الوهلة الأولى. لكن الجيتار وبطبيعته فهو ليس آلة أوركسترالية حيث أنه لا يتوجب على عازف الجيتار أن يجلس مع الأوركسترا ويقرأ العمل من الوهلة الأولى وبدون توقف، فهو ليس من صميم عمله ولا اختصاصه والآلة نفسها ليست مصصمة لذلك، لسبب أن هذه الآلة هي عادة آلة سولو وليس آلة عزف جماعي أي Tutti Playing أي أن الأعمال للجيتار إما أن تعزف في حفلة خاصة للجيتار السولو بدون مصاحبة (Recital)، أو أن يعزف الجيتار سولو مع الأوركسترا، كأن يكون كونشرتو أو أي عمل آخر، فهذه الأعمال يجب أن يجهزها بمفرده وبعيدا عن الأوركسترا (في حالة وجود أوركسترا)، أي أن عازف الجيتار حينما يعزف بمصاحبة الأوركسترا عليه أن يكون جاهزا بعمله قبل التمرين مع الأوركسترا. لذا فعازف الجيتار لا يتطلب منه مهارة عالية في القراءة الأولى، لكن مع ذلك فهي مهمة له لإنجاز ما يتطلب منه من عزف أعماله، حيث أنه سيقدم حفلة أو يقوم بعمل تسجيل فسرعة القراءة ستساعده لإنجاز العمل المطلوب منه بسرعة، ما يعني أن بطئ القراءة حتى للجيتار ستكون عبئا على العازف في تقدمه وتطوره. هناك مشكلة أخرى مهمة جدا بالنسبة للقراءة للوهلة الأولى في آلة الجيتار، تشترك جميع الآلات الوترية مع الجيتار في هذه المشكلة. المشكلة تكمن في ترتيب أو ترقيم الأصابع أثناء العزف، فجميع الآلات الوترية بما فيها الجيتار تحتاج لترتيب أصابع أو كتابة أصابع معينة تسهل للعازف أحيانا، وأحيانا أخرى يجب أن تكون هكذا أو يجب أن تعزف بهذه الطريقة (كأن يجب أن يعزف جزء معين على وتر آخر غير الوتر الاعتيادي الذي يعزف فيه لكي يعطي نوعا آخرا من التأثير). هناك أماكن كثيرة جدا في أي عمل موسيقي ممكن أن تكتب له أصابع أو ترقيمات بأشكال مختلفة، وذلك يعود لحجم يد العازف وطول أصابعه ونوع المهارة التي يتحلى بها، ففي مثل هذه الأماكن نجد أن كل عازف يستخدم أصابع تختلف عن العازف الآخر، أي أن ليس جميع العازفين يشتركون باستخدام نفس ترقيم الأصابع. ممكن أن تكون هناك أصابع مكتوبة على النوتة لكن هذه الأصابع تكون غير ملائمة لعازف لكنها ملائمة لعازف آخر، فعلى العازف الذي يقرأ من المرة الأولى أن يستخدم أي نوع من الأصابع والمهم هو أن يعزف النوتة، لكن بعد ذلك يبحث لنفسه عن الترقيم الأفضل (له). بالنسبة للجيتار الأمر يكون أعقد قليلا من باقي الآلات الوترية حيث أن ترتيب الأصابع تكون أصعب أحياناً، حيث وجود امكانية كثرة عزف صوتين أو ثلاثة أصوات أو أكثر في نفس الحين (Double Chord or Chord)، وهذه الأصوات تحتاج لترقيم، وحتى لو كان الترقيم مكتوبا ممكن أن لا يلائم العازف، لذا يجب أن يبحث لنفسه عن ترقيم أفضل، وهذا يؤدي بالتالي إلى صعوبة في القراءة من الوهلة الأولى في آلة الجيتار. كيف يتم تطوير هذه المهارة؟ يتم تطوير هذه المهارة ابتداءا من المعهد وتحديدا في دروس الصولفيج، حيث يتطلب من الطالب أن يقرأ النوتة الموسيقية بأشكال عديدة، أشكال إيقاعية (أي إيقاع فقط وبدون نوتات) وصولفيج إيقاعي (أي قراءة أحرف النوتة بدون غناء) والصولفيج الغنائي. هنا علي أن أنوه إلى أن مادة الصولفيج هي أوسع من ذلك بكثير حيث يتوهم البعض بأنها قراءة النوتة فقط، بل هي أوسع من ذلك بكثير حيث تشمل الإملاء والتعرف على المسافات والكوردات وانقلاباتها....إلخ. والبعض أيضا يسيء فهم هذه المادة على أنها لتدريب الصوت وهذا غير صحيح، لأن تدريب الصوت شيء آخر وله مدرس آخر متخصص بذلك وهو غالبا ما يكون مدرس آخر غير مدرس الصولفيج. إذا في دروس الصولفيج يقرأ الطالب يوميا دروس عديدة ما يساعده في امتلاك هذه المهارة وتطويرها. الشيء الآخر وهو العزف في الأوركسترا أو مع الفرق، هذه أيضا تساعد العازف كثيرا في تطوير هذه المهارة بشكل تلقائي، حيث أنه يقرأ في كل بروفة عدد من المقطوعات الموسيقية. التدريب الفردي: على كل من يعاني من مشكلة القراءة السريعة أن يخصص جزءا من وقت تمرينه اليومي لتذليل هذه المشكلة، فمثلا لو كان الموسيقي أو الدارس قد خصص لنفسه أن يتمرن ستة ساعات يوميا، فأنصحه بأن يقتطع جزءا من هذا الوقت وليكن 45 دقيقة أو نصف ساعة كل يوم لكي يقرأ نوتات جديدة لم يشاهدها من قبل، سيجد نفسه مع الوقت قد تحسنت عنده هذه الملكة وبدأت قراءته تصبح أسرع فأسرع، لكن على الدارس أن لا يتصور بأنه سيحصد ذلك خلال يومين أو ثلاثة، بل أن الأمر يحتاج للمثابرة وطول البال والوقت. وعلى الموسيقى الذي يحب أن يطور هذه المهارة حينما يتمرن على قراءة نوتات جديدة يستحسن أن تكون هذه النوتات أقل من مستواه، مثلا لو كان هو يعزف كونشيرتو معين من مستوى معين، فعليه أن يختار نوتات أبسط من ذلك الكونشيرتو أو المعزوفات التي يتمرن عليها في البرنامج المطلوبة منه في الإمتحان. أنا أؤكد بأن الدارس أو الطالب سيحصد النتيجة خلال وقت ليس بالطويل، لكن عليه أن لا يقبل بالنتيجة التي وصل لها وأن يواصل التمرين ليحصل على نتيجة أفضل. شيء آخر وهو لو أن العازف ترك أو توقف عن عزف أعمال جديدة فإن هذه المهارة ستقل وتضعف عنده، لكنه ستمكن من استرجاعها بسرعة. تماما مثل ركوب العجلة الهوائية أو السباحة. هناك بعض المعاهد أو المدرسين من يعنون بتذليل هذه المشكلة حيث يتم تخصيص واقتطاع جزء من وقت حصة الطالب ويضع المدرس أمام الطالب نوتة ويطلب منه قراءتها. بقي علي أن اقول بأنه في الأوركسترات حينما يكون هناك مقعد شاغر يتقدم للحصول على هذا المقعد عدد كبير من العازفين لهذه الآلة. مثلا مطلوب مقعد لعازف كمان واحد، في هذه الحالة يتقدم عدد كبير ممكن أن يصل لمائة عازف أو يزيدوا أحيانا (بحسب نوع الأوركسترا وسمعتها) كلهم يؤدون اختبار صعب للغاية ويعزفون برنامج معين تحدده الأوركسترا ويختارون من كل هؤلاء العازفين المتقدمين لأداء الاختبار عازفا واحدا، وإحدى المهارات المطلوبة من العازف المتقدم لشغل هذا المقعد هو أن يتمتع بكفاءة عالية في القراءة للوهلة الأولى. خالص تحياتي أحمد الجوادي | |
|