صحيح ما تخيلتموه وما خطر على بالكم من انني
أسمع للفنان الكبير
وديع الصافي
وأن ابني اسمه أيضا
وديع
كل هذا صحيح
لكن دعونا نغوص قليلا كي نعرف معنى الوداعة
فالإنسان الوديع هو إنسان هادئ طيب، مسالم، وبشوش..
هو إنسان هادئ، لا يغضب ولا يثور، ولا ينفعل بسرعة. لا يحتد في كلامه، بل الصوت المنخفض الخفيف ميزته.. هو بعيد عن النرفزة أعصابه هادئة..
هدوء الوديع، هدوء من الداخل ومن الخارج. يملك السلام على قلبه في الداخل، فلا يقلق ولا يضطرب. ومن الخارج هو مسالم للجميع. لا يهاجم أحدًا، ولا يجرح شعور أحد. هو بعيد عن العنف. حتى إذا هوجم، لا ينتقم لنفسه.
إنه لا يتدخل في شئون الناس، ولا يقيم لنفسه رقيبا على أعمالهم، وبالتالي لا يدين أحدًا. وإن تدخل في إصلاح غيره، يكون ذلك في هدوء،
يصلح بينهم بالإقناع والهدوء
والإنسان الوديع يتحمل الآخرين، بطول النفس وسعة الروح.
الإنسان الوديع بعيد عن التذمر سواء في علاقته مع الله أو الناس. بل بالعكس يكون على الدوام بشوشا مبتسمًا.
والوديع غالبا ما يكون خجولًا.
يتميز بشيء من الحياء لا يفحص ملامح الناس، ولا يغوص في أعماقهم، ليعرف ما في داخلهم.
لا يحلل الناس ومشاعرهم. إنما نظراته بسيطة. هو إنسان حيى. لا يفارقه حياؤه.
الوديع شخص سهل التعامل.
بسيط، ليس عنده دهاء ولا مكر ولا خبث. واضح في تعامله ، ولا يعقد الأمور. يتعامل في وضوح، دون لف أو دوران، ولا يدبر خططا. يمكنك أن تستريح إليه، لأنه واضح، صريح، ومريح..
إنه رقيق، لطيف، حلو الطبع.
لذلك تجده محبوبًا من الكل. لأنه إنسان طيب. حتى لو ظلمه البعض، تجد الكثيرين يدافعون عنه ويقولون لمن ظلمه (ألم تجد سوى هذا الإنسان الطيب، لكي تظلمه؟!) حتى الذي ظلمه، يأتي إليه بعد حين ويعتذر له.. والكل يدافع عنه، لأنه لا يؤذى أحد
والإنسان الوديع، إنسان (مهاود).
يميل إلى إراحة الناس، وعدم العناد معهم. لا يكثر من الجدل والنقاش. والملاججة والتحقيق. إنما الخير الذي يستطيع أن يعمله، يعمله بهدوء وسرعة وبدون تأجيل مناقشة. إنه لا يتشبث برأيه في كل شيء، كما يفعل البعض. إنما يمرر الأمور مادامت لا تكسر وصية. ولذلك فإنه لا يتحزب، إنما يحب الكل..
ذلكم هو
ابني وديع