الشهيد البطل عبد الحميد دوحيل
ميلاده و نشأته
ولد عبد الحميد دوحيل في 31 جويلية 1941 بسطيف نشأ و ترعرع في عائلة بسيطة حالها حال كل العائلات الجزائرية أنداك. مع بداية الأربعينات استقرت الأسرة المتكونة من عشرة أولاد 4 بنات و 6 ذكور بصفة نهائية بعين والمان .
والد الشهيد البطل المرحوم دوحيل الشريف المولود 1908 كان أول سائق سيارة أجرة بمنطقة سطيف الأمر الذي مكنه من الأحتكاك بأبرز زعماء الحركة الوطنية مثل الزعيم فرحات عباس أول رئيس الحكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة والشيخ العلامة البشير الإبراهيمي عضو مؤسس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وخليفة رئيسها الشيخ عبد الحميد بن باديس كثيرا ما كان الشهيد يرافق والده في سيارة الأجرة حتى أنه تمرس على قيادة السيارة في سن مبكر.
والدة عبد الحميد ليفي أندري المدعوة الحاجة الشريفة المولودة بتاريخ 22 جانفي 1918(أطال الله في عمرها) كانت مُدَرّسة و مديرة مدرسة البنات بعين ولمان من 1962 إلى غاية 1980 السنة التي تقاعدت فيها.كانت للأم « الحاجة الشريفة » دور كبير في إستعداد الشهيد للنضال و التضحية من أجل القضية الجزائرية ،فقد غرست فيه كل القيم النبيلة كحب الوطن ،الأخوة و التسامح ،العدل و نبذ الظلم فسخط الشهيد البطل و نقمته على النظام الإستعماري الجزائر لم يكن وليد الصدفة بل كان ثمرة تربية و تنشاة الحاجة الشريفة.
نشاطه السياسي وانخراطه في الثورة
بدأ نشاطه السياسي السّري في ثانوية محمد قيرواني البارتيني سابقا وكان له دورا أساسيا و فعّال في تنمية الحس الوطني حيث كان ينظم مع زملائه الثوار محمد قيرواني، ميلود حدري (ابن عمته) الإضرابات بالثانوية وكان يكتب ويوزع المنشورات التي تدعوا للثورة ضد الاستعمار وكشف مآربه الخبيثة
لقد كان الشهيد البطل عبد الحميد دوحيل من الأوائل الذين لبوا نداء جبهة التحرير الوطني وجناحها المسلح جيش التحرير الوطني عام 1959 عندما غادر الطلبة مقاعد الدراسة للالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني وجناحها المسلح فعمرالبطل لم يتجاوز18 سنة لما غادر مقاعد الثانوية مع رفقاء السلاح :
محمد قيرواني(شهيد) ميلود حدري(شهيد)،المرحوم خليفة زبيري مجاهد،عبد الرزاق لعيدي(شهيد)، محمد خمس على قيد الحياة (نائب سابق بالمجلس الشعبي الوطني)،عبد السلام بوشارب على قيد الحياة مجاهد(جنيرال متقاعد) ،حسن بوزرعة على قيد الحياة (قائد نحية عسكرية)،محمد الشريف خرشي على قيد الحياة (قاضي متقاعد)، المرحوم محمد مداني مجاهد، المرحوم دراجي مداني مجاهد،مداني عيسى مجاهد على قيد الحياة(أستاذ في التاريخ متقاعد)، المرحوم رابح مداني( مجاهد) ،المرحوم العيد المداني،(مجاهد) المرحوم مداني احمد(مجاهد) شريف جنادي محمد الهادي على قيد الحياة(كاتب)،شريف جنادي عبد الحميد (مجاهد)، طاوس بن حليلو مجاهدة (معطوبة الحرب)،المرحوم قنيفي عبد الله (عقيد سابقا في الطيران و مجاهد)، قنيفي صلاح الدين(سيناتورسابقا)على قيد الحياة والمجاهد، موسى بن علي مجاهد (أولاد سي احمد)،عبد الوهاب بن عبيد على قيد الحياة محامي و الشهيد الحاج معماش وكثرين منهم.
ذكاؤه الحاد وشجاعته اللذين يعترف له بهما العدو قبل الصديق مكناه من تبوء مسؤوليات مهمة في جيش التحرير الوطني. فكان مسؤول لمنطقة سطيف برتبة ضابط في جيش التحرير الوطني ومحافظ سياسي.
من المهام الموكلة له جمع الأموال «الاشتراكات»، جمع المعلومات عن العدو وتحركاته ، تسهيل و تأمين مرور تحركات الفدائيين بإعداد الوثائق اللازمة لذلك، حل النزاعات بين المواطنين ، محاربة الآفات والانحرافات الاجتماعية وتقديم الإعانات لأرامل الشهداء وعائلات الأسرى والمنفيين ،تعزيز صفوف جيش التحرير بفدائيين جدد ، كان شعاره الدائم « يمكننا أن نسامح لكن لن ننسى أبدًا ».
وفاته
أصبح نشاط الشهيد البطل عبد الحميد دوحيل السياسي العسكري المكثف في منطقة سطيف ( جبل بوطالب،جبل اولا د تبان،جبل اولاد حناش،منطقة ريغا، لفريقات،اولاد قاسم،معذر،جبل يوسف،مشتة الصفية، قلال،مزلوق،راس الواد،اولاد محلة ،قصرالابطال،قيقبة،عين ازال،صالح باي،باتنة،جبل شلعلع، مروانة،العلمة،جبل براو و بئر حدادة ) هاجس العدو، فرصد كل الإمكانيات المادية و البشرية للقبض
والتخلص من بطلنا الشهيد .وليلة 28،27 مارس 1961 بسطيف ، تمكنت المخابرات الخاصة للعدو من التعرف على مكانه والوصول إليه حيث كان في المنزل المسمّى «حارة خميس» 08 شارع حفيظ محمد «انقلترا» سابقا حي لانقار سطيف مقابل المسجد حاليا.
حوصر المنزل من كل جهة وطُلب من الشهيد البطل تسليم نفسه ، فكان رده لغة الرشاش واستمر تبادل طلقات البارود طوال اللّيل حتى اضطر العدو الى استخدام أسلحة فتاكة واستمرالشهيد البطل عبد الحميد دوحيل في المقاومة بينما كانت المجاهدة طاوس بن حليلو تحرق الوثائق والأوراق النقدية،حتى استشهد وسلاحه بيده صباح يوم 28 مارس 1961.
كما أصيبت المجاهدة الطاوس بن حليلو التي كانت برفقته إصابة بالرجل جعلت منها معطوبة حرب وعند اقتحام قوات العدو المنزل للتأكد من موت الشهيد البطل. طلب الضابط الفرنسي دلماس قائد العملية بتقديم السلاح إعترافا للبطل لمقاومته الباسلة .
شيعت جنازة الشهيد عبد الحميد دوحيل من بيت عمّه صالح دوحيل «حي الشيمينو» الى مقبرة سيدي السعيد حيث رفعت جنازة الشيد تحت زغاريد النساء و رفرفت العلم الجزائري بالوانيه الزاهية في موكب مهيب وعند وصول جثمان الفقيد الى المقبرة، ألقت المناضلة بنت فلوس كلمة تأبين جد مؤثرة تناولت فيها أهمية الوفاء للشهداء الأبرار الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل جزائر حرّة مستقلة. وتلتها صيحات « الله اكبر، تحيا الجزائر ».
من بين ما عثر على الشهيد صورة شمسية لأخته (ليلى) مبتسمة كتب على ظهريها « ليتنا نرى هذه الإبتسامة على وجوه أبناء و بنات كل الجزائر «
تضحية عبد الحميد دوحيل و باقي الشهداء لم تذهب سدى فالجزائر أصبحت حرة مستقلة وتخليدا لاسماء الشهداء الأبرار التي كتبت من دم أطلق على شارع بحي « لنقار » بسطيف و متوسطة بمدينة عين ولمان إسم الشهيد عبد الحميد دوحيل .
[ltr] عبد الحميد دوحيل اسم معروف جدا في عين ولمان ليس فقط لأنّه اسم لمتوسطة عريقة أنجبت الإطارات و لازالت في قمة العطاء ...و لكنّه اسم لشهيد بطل باع الدنيا و ما فيها و التحق بصفوف إخوانه في الجهاد على الرّغم من صغر سنه و آثر الموت على أن تحيا الجزائر حرّة أبيّة ولد عبد الحميد دهيل- و هو اللقب الحقيقي للعائلة- سنة 1941 بعين ولمان و ترعرع فيها و درس بها ثم انتقل إلى سطيف ليكمل دراسته بثانوية ألبرتيني Eugene Albertini أستاذ مادة التاريخ بإحدى الجامعات الفرنسية و التي كانت مدرسة ابتدائية للمستعمر الفرنسي منذ 1875 إلى غاية سنة 1924 حيث تمت ترقيتها إلى متوسطة و بتاريخ 02 سبتمبر 1950 تمّ تحويلها الى ثانوية وطنية Lycée National وبقيت على هذا المنوال الى غاية سنة 1962، حيث أطلق عليها اسم الشهيد محمد قيرواني الذي استشهد بتاريخ 16 أكتوبر سنة 1961و قد كان أحد طلابها،على غرار عدد معتبر من أبطال و عظماء الجزائر أمثال كاتب ياسين ,محمد الصديق بن يحي, البشير بومعزة و عبد المجيد علاهم رحمهم الله و بلعيد عبد السلام و احمد طالب الإبراهيمي و غيرهم كان والد عبد الحميد -الشريف- ،سائق سيارة أجرة عين ولمان سطيف و أمه السيّدة -أوندري ليفي- فرنسية كانت تدين باليهودية قبل أن تسلم و ترتدي الحجاب -الحايك- آنذاك و كانت معلمة بأقدم مدرسة في عين ولمان و هي l'école de filles المسماة حاليا مدرسة الشهيدات الأخوات بوقرن لأنها كانت خاصة بالبنات فقط قبل نظام التعليم الأساسي و بقيت فيها حتى أواخر السبعينيات حيث تقاعدت عن العمل لعبد الحميد 3 إخوة و أخت واحدة يعيش معظمهم في فرنسا أما والدتهم فهي حية ترزق إلى يومنا هذا و هي تسكن بمدينة سطيف و بالضبط في حي كومباطة le combattant بعد ان توفي زوجها منذ سنين و قد أدت فريضة الحج و لازالت تنعم بالصحة و العافية استشهد عبد الحميد دوحيل في حي الشيمينو بسطيف بعد عملية محاصرة من العدو الفرنسي سنة 1961 و لم يكن حينها قد تجاوز سن العشرين ... رحمه الله و جعله من الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا. عاشت الجزائر حرة رغم الدّاء و الأعداء عاش الشعب الجزائري شهما أبيّا المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار[/ltr]
|
|
أخوكم وابنكم / عبد الكريم / ح