أولاً - الطب البيطري التقليدي القد يم :
استخدم البدو وأصحاب الإبل , طرق وأساليب تقليدية محلية عديدة في معالجة أمراض الإبل , نذكر أهمها :
1- المعالجة بواسطة الكي بالنار , وفي الحقيقة أكثر من (80%) من أمراض الإبل , كانت تعالج بهذه الطريقة .
2- المعالجة بالأعشاب والنباتات الطبية , واستخدم أكثر من (30) نوعاً من تلك النباتات في معالجة أمراض الإبل . نذكر منها / السنماكي – الحنظل – الحبة السوداء – الشيح- القرض- القرع – الرمرام – الحرمل – السمسم – الحلبة – الكافور- العشار إلخ
3- المعالجة عن طريقة فصد الدم ( Bleeding)
4- المعالجة بالمواد المتوفرة لدى البدو مثل ( الزيت – القطران – الكبريت – البترول – ماء الملح المركَّز – إلخ . وتعطى بدرجة الحرارة العادية عن طريق الفم مباشرة , أو تصب على الجلد حامية أي حرارتها عالية ( بعد تسخينها على النار ).
5 – المعالجة بالمراهم التقليدية , التي يتم تحضيرها محلياً من قبل البدو أنفسهم , وأهم المواد التي تستخدم لتحضير المراهم هي / الحناء – الصبر – الشبة – الوبر- الدم – السمن – رماد العظام – رماد انواع من الأشجار – رماد البعر (البراز ) إلخ
6- استخدام مرق اللحم لمعالجة مرض التلبك الهضمي والإمساك
7- المعالجة بعض الأمراض العصبية بالسحر والشعوذة .
هذا ولا تقتصر المعالجة التقليدية على ما تم ذكره , بل في كثيرمن الأحيان يقوم أناس من البدو , وهم غالباً المتقدمون في العمر - وعددهم قليل جداً – بالتدخل في حالات عسر الولادة ويقومون بتقطيع الجنين الميت داخل الرحم بسكين عادية , وأحياناً في حالات انقلاب الرحم أو انقلاب المهبل , يقومون بإعادة الرحم إلى مكانه أو المهبل إلى مكانه , كما يقومون أيضاً ببعض العمليات الجراحية وخاصة عملية الخصي لذكور الإبل أو عملية شق الخراجات السطحية , أو عملية تجبير الكسور , ومعالجة الجروح الكبيرة .
وتجدر الإشارة إلى أن المعالجة التقليدية للإبل معظمها وربما كلها فردية وليست جماعية , ونسبة النجاح والشفاء فيها قليلة , ولكن لا يوجد أفضل منها في تلك الأماكن النائية
وهكذا كان في الماضي البعيد / حيث لم يكن هناك سوى الطب البيطري التقليدي القديم (الطب العربي) , وله فضل كبير مهما كانت نتائجه , حيث كانت الظروف البيئية والإ جتماعية صعبة للغاية , والإمكانيات الطبية تكاد تكون معدومة , ولولا هذا النوع من الطب , و مناعة الإبل القوية ضد العديد من الأمراض وخاصة الأمراض الوبائية الفيروسية والبكتيرية إلخ , لانقرضت هذه الثروة المباركة أو كادت
وعلى كل حال يعتبرالبحث في في موضوع الطب البيطري التقليدي المحلي مهمَّاً من الناحية التراثية أولاً , لآته تراث الآباء والأجداد , وهو تراث عربي أصيل , يجب أن نستفيد منه ونحميه ونحافظ عليه من الضياع برمته , بعد أن ضاع الكثير منه نتيجة موت أصحاب الإبل القدامى والمعالجون - لكبر سنهم - لأمراض الإبل بالطرق التقليدية , وهم الذين عاشوا حياتهم مع الإبل وعرفوا أمراضها وعالجوها بذكائهم وشجاعتهم وتجاربهم وخبراتهم وصبرهم .
وهذا الموضوع مهم أيضاً من الناحية العلمية ثانياً , حيث يستفيد من نتائج هذا البحث فيه , العديد من العاملين في مجال الإبل ومنهم بالدرجة الأولى / الأطباء والمراقبون والمساعدون البيطرييون , وكذلك المهندسون الزراعيون وجميع العاملين في مشاريع تنمية الإبل وزيادة أعدادها , ومشاريع تحسين المراعي وتطويرها , ومشاريع منع التصحر إلخ .
ثانياً – الطب البيطري الحديث :
وفي الوقت الحاضر / يمارس الطب البيطري الحديث معالجة أمراض الإبل , على أساس علمي صحيح , بكواد بيطرية مؤهلة وبامكانيات هائلة من أدوية ولقاحات ومستلزمات إلخ . لهذا كانت نسبة نجاح المعالجة بالطب البيطري الحديث عالية , خاصة وأن الإبل تستجيب للعلاج وتتماثل للشفاء بسرعة أكبر من الحيوانات الأخرى , بسبب قوة جهازها المناعي الفريد من نوعه .
وعندما لمس أصحاب الإبل هذا الفرق الواضح في نتائج المعالجة , وتأكدوا من فعالية العقاقير والأدوية الكيميائية الحديثة ومردودها السريع في شفاء الإبل من العديد من أمراضها خلال فترة معالجة قصيرة نسبياً ,وخاصة معالجة الأمراض التنفسية ( الإلتهاب الرئوي ) وأمراض الدم مثل الهيام (التريبانوسوما ) وأمراض الجلد ( الجرب والقرع والأكزما إلخ ) والأمراض البكتيرية التي تصيب الجهاز التناسلي والجهاز البولي إلخ ,إزداد نشاط أصحاب الإبل في طلب الخدمات البيطرية الحديثة وخاصة الإسعافية , مثل الولادة وانقلاب الرحم واستعصاء المشيمة والكسور إلخ , وكذلك في طلب مكافحة الأمراض الطفيلية الداخلية والخارجية بشكل دوري سنوياً .
الخلاصة :
في الماضي البعيد كان استدام الطب البيطري القديم بنسبة (100%) تقريباً , ونسبة الطب البيطري الحديث معدومة , وفي زماننا هذا أصبحت نسبة استخدام الطب التقليدي قليلة جداً وبحدود (25%) وتتم في المناطق النائية جداً , وأصبحت نسبة الطب البيطري الحديث في معالجة أمراض الإبل حوالي (70%) وهكذا مع مرور الزمن سوف تتناقص نسبة استخدام الطب التقليدي القديم وتزداد نسبة الطب البيطري الحديث , و بما أن الطب البيطري الحديث أصبح متوفراً في كل الدول العربية , ويزداد عدد الكوادر البيطرية المؤهلة سنوياً بفضل وجود كليات الطب البيطري في العديد من دول العالم العربي , وبما أن نتائج الخدمات البطرية إيجابية وأكثر فائدة للمواطن أولاً وللوطن ثانياً وعلى المستوى القومي ثالثاً .
أصبح لزاماً على المسؤولين وصنَّاع القرار في الدول العربية , إتخاذ القرارات الشجاعة والسريعة لتحقيق ما يلي :
5- فتح المزيد من المراكز البيطرية في المناطق القريبة من الحدود الصحراوية , ودعم تلك المراكز بوحدات بيطرية متنقلة , وتزويد تلك المراكز والوحدات المتنقلة بالسيارات و بالإمكانيات اللازمة وخاصة الكوادر الفنية والأدوية والأدوات إلخ , وكذلك التوسع فى الخدمات الإرشادية البيطرية .
6- تدريب أبناء البدو أنفسهم وخاصة رعاة الإبل , على الإسعافات الأولية للإبل . وذلك باقامة تورات تدريبية في المراكز البيطرية أو حتى في الصحراء
7- نشر الوعي الصحي البيطري بين البدو أصحاب الإبل عن طريق الإرشاد البيطري . وخاصة في دفن جثة الحيوان النافق تحت الأرض وعدم تركه على سطح الأرض .