بسم الله الرحمن الرحيم
اليك سيدتي الفاضلة :
كلما تعبت من مشاق اعمال البيت وسأمت العيش مع زوجك وضاقت بك هذه الحياة فهذه نصيحتي التي اقدمها لك على هيأة حوار تعمدته كما انني ..
أعلم أن نصيحتي قد لا تلقى قبولا كبيرا في نفسك ، لكني أرى العمل
بها هو الأجدى والأربح .
قلت : لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبرك واحتسابك لقلت : أهذا
كله لي ؟
لورأيت مقعدك في الجنة جزاء ما تتحملينه
ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين ..
ولكننا سننقص من أجرك .. وننزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة .. لربما قلت
: لا .. أصبر على زوجي فأبقوا على منزلتي هذه في الجنة .
هنا سمعت صوت بكاءها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام فقلت لها :
أيهما تفضلين ؟ أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتك في الجنة ستكون أدنى
..أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة ؟
صمتت ولم تجب ومازالت تبكي ....
قلت لها : لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجك كما تريدين ، وأن تبقى
منزلتك في الجنة ؛ أي أن تظفري بالأمرين معا .
واصلت حديثي : هذا ما تتمناه كل زوجة . نعم . ولكن الله أقسم على أن
يبلونا في هذه الحياة الدنيا ، وفي الوقت نفسه بشرنا إذا صبرنا على هذا
البلاء . قال عز وجل ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا
لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم
المهتدون )
عدت إلى سؤالها من جديد : ماذا اخترت يا أختاه ؟
قالت : لقد اخترت مواصلة الصبر . ولكني أرجوك أن ترشدني إلى ما يعينني
على ذلك .
قلت لها : بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك . أما ما
يعينك على ذلك فهو التالي :
كلما سمعت من زوجك ما آلمك واحزنك ، وكلما وجدت إعراضا وصدودا ، وكلما
ضاقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته .. اذهبي إلى
حبيبك
نعم حبيبك واشكي زوجك إليه !
قاطعتني مستنكرة : وانا مالي حبيب ؟
قلت لها بلى لا تتعجلي !
أليس الله حبيبك ؟ ألا تحبين الله تعالى ؟
قالت : بلى أحبه .
قلت إذن الجئي إليه سبحانه ، وناجيه جل شأنه بمثل هذه الكلمات :
اللهم إني أحبك . وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك ، وأنا أعلم أن صبري على
زوجي يرضيك عني . اللهم فالهمني حسن الصبر عليه ، وامنحني طاقة أكبر
على احتماله ، وأعني على مقابلة اساءته بالإحسان
اللهم ولا تحرمني الأجر على هذا الصبر ، واجزل لي ثوابك عليه ، وابن لي
عندك بيتا في الجنة .
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
أن الســـلامة فيها تــرك مـــافيهـا
لادار للمــرء بعد المــوت يسكنـــها
إلا التـي كــان قبـل المـوت يبنيهــا