يوم عاشوراء, هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وقد ورد في فضل صيام هذا اليوم أنه يكفر ذنوب السنة الماضية, عن أبي قتادة رضي اله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال تكفر السنة الماضية رواه مسلم.
وأخرجه ابن ماجه بلفظ: صام يوم عاشوراء إني أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي بعده.
واتفق العلماء علي أن صوم يوم عاشوراء سنة وليس واجبا, وأما في أول عهد الاسلام عندما شرع صيامه قبل صيام شهر رمضان, فقيل: كان واجبا, وقيل: بل كان مستحبا. وقد صام رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا اليوم وأمر بصيامه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من أوسع علي عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته رواه البيهقي وغيره من طرق وعن جماعة من الصحابة.
وقد صام رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر الناس بصيامه شكرا لله سبحانه وتعالي.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلي الله عليه وسلم المدينة فرأي اليهود تصوم عاشوراء, فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح, نجي الله فيه موسي وبني إسرائيل من عدوهم, فصامه موسي, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أنا أحق بموسي منكم فصامه وأمر بصيامه. رواه البخاري ومسلم.
وليس صيامه مفروضا بل هو مستحب عن معاوية بن ابي سفيان قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إن هذا يوم عاشوراء, ولم يكتب عليكم صيامه, وأنا صائم, فمن شاء صام, ومن شاء فليفطر رواه البخاري ومسلم.
وما قيل لرسول الله صلي الله عليه وسلم إنه يوم تعظمه اليهود قال: إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع, فلم يأت العام المقبل حتي توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم. رواه مسلم وأبو داود.
وفي رواية: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لن بقيت إلي قابل لأصومن التاسع ـ أي مع اليوم العاشر رواه أحمد ومسلم.
الصيام يوم عاشوراء عند العلماء ثلاث مراتب الأولي: هي أن يصوم المسلم مع يوم عاشوراء يوما قبله وهو التاسع ويوم عاشوراء واليوم الذي بعده وهو الحادي عشر.
الثانية: أن يصوم اليوم التاسع واليوم العاشر.
الثالثة: أن يصوم يوم عاشوراء وحده.
وفيما أخرجه الإمام مسلم ـ بسنده ـ عن أبي قتادة رضي الله عنه:... صيام يوم عاشوراء أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله ومعني.. أحتسب: أرجو الله سبحانه وتعالي وأعد ذلك من فضله, أي أن صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة السابقة.
وهناك اتفاق بين العلماء علي أن صيام عاشوراء سنة, وأما في أول الإسلام وقبل أن يشرع صيام رمضان ففي ذلك آراء: فالإمام أبو حنيفة يري أن صوم يوم عاشوراء في باديء الأمر كان واجبا, وأما أصحاب الشافعي فمنهم من رأي أنه سنة من يوم أن شرع وليس واجبا, ولكنه متأكد الاستحباب فلما فرض رمضان صار مستحبا دون الأول, ومنهم من رأي أنه كان واجبا وبهذا يتضح فضل صيام يوم عاشوراء, وأن الله سبحانه وتعالي يغفر بصومه ذنوب سنة ماضية.
فعلي كل انسان مسلم أن يحرص علي صوم هذا اليوم إذا كان مستطيعا, شكرا لله سبحانه وتعالي وابتغاء تكفير ذنوبه, واقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي أمرنا الله أن نقتدي به لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.
واذا اتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بانني كامل