وردة الجزائرية :
هي مطربة عربية جزائرية، ولدت في فرنسا عام 1928 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية عريقة تدعى يموت، لها طفلان هما رياض و وداد.
نشئتها
ولدت وردة الجزائرية او اميرة الطرب العربي, واسمها الحقيقي وردة محمد فتوكي في فرنسا عام 1928 لأب جزائري وأم لبنانية واشتهرت في بلدها الجزائر بالأغاني الحماسية والعاطفية مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم أروع الأغاني للفنانين الكبار مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.
بدايتها في مصر
قدمت لمصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر".
ثم اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد حتى تزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية من أفضل ما أمتع به الطرب العربي الأصيل، الرحلة التي استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979 والتي حصلت بعدها بعام على الجنسية المصرية، وقد خضغت مؤخرا لجراحة لزرع كبد جديد في المستشفى الأمريكي بباريس .
كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان الراحل سيد مكاوي.
وقصة هذه الاغنية قصة أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت تنوي تقديمها في عام 1975 لكن الموت فاجأها لتعيش سنوات طويلة في أدراج سيد مكاوي حتى جاء دور وردة في غنائها وقدمتها كأفضل ما غنت حتى الآن.
كما أن اهتمام عبد الوهاب بصوتها منحها طاقة فنية هائلة فتواجدت وسط الزخم الهائل من العمالقة في الساحة الفنية آنذاك وإلى جانب أم كلثوم وحليم وفريد الأطرش.
وظلت وردة الجزائرية قريبة جدا من الملحن محمد عبد الوهاب حتى وفاته وقد بقيت في سيارتها الخاصة تبكي وتنتحب أمام بيته لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة.
وكما جرى على غيرها من الفنانين جرى علي المطربة وردة، حيث انجرفت فنيا في تيار الأغنية البسيطة بعد رحيل محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وكانت آخر أعمالهم الفنية بودعك، وكأنها على إحساس بما تخبىء لها وقدمت بعد ذلك مع الملحن الشاب في ذلك الوقت صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك) الذي أضاف لصلاح الشرنوبي مساحة جماهيرية عريضة وقدم وردة في اللون الطربي الخفيف الذي يجاري الوقت والعصر مع الاحتفاظ بآخر مذاق لطعم الفن.
شاركت وردة الجزائرية في العديد من الأفلام منها ألمظ وعبدو الحامولي مع عادل مأمون ومع رشدي اباظة أميرة العرب وحكايتي مع الزمان وكذلك مع حسن يوسف في فيلم صوت الحب وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر وكانت قلقة وخائفة وتعيد المشاهد أكثر من مرة حتى ضاق ذرعا بها حسن يوسف، حيث صرخ فيها (والنبي يا وردة لما تبقي عايزة تعملي فيلم تاني ماتبعتليش).
تقول وردة عن الزمن الجميل:
أيام جميلة جدا وحكايات تمر أمامي وكأنها بالأمس لكن للأسف أحاول أن أبحث عن بليغ وعبدالوهاب ورشدي اباظة وأصدقائي، ولكنني لا أجدهم، أحزن وأتأثر كثيرا وأعود لأغني حتى أفرغ ما في قلبي من أحزان على فراقهم.
وتقول أيضا عن العودة إلى الأعمال الطربية:
لن أعود إلى مثل تقديم تلك الأغاني إلا إذا وجدت تحفة فنية من نوع خاص ساعتها سوف أعود.
قدمت وردة العديد من الأغاني التي أصبحت كتاريخ لمشوارها الفني ومنها:
أوقاتي بتحلو وأحبابنا يا عيني ومقادير لطلال مداح ومادريتوش وبودعك وماتعودناش وأوراق الورد واسمعوني، وعادت مؤخرا بمسلسل آن الأوان الذي لم يحقق النجاح المطلوب بالرغم من الملايين التي صرفت على هذا العمل وقدمت فيه مجموعة من الأغاني الجديدة وجسدت فيها حياتها الشخصية بنصف الحقيقة على الأقل لكنها لم تعد مجددا إلينا بعمل فني جميل يذكرنا بتلك الأيام الخوالي،
ونحن نقول لها بدورنا بعد هذا الغياب الطويل:
أوعى البعد يا روحي يطول
ولا القسوة تكون على طول
والي يقولك ولا يقولي
سيبك منه
مهما يقول
المصادر