الصدق أصبح شعار فقط

الصدق أصبح شعار فقط...
كثيراً ما نسمع هذه الكلمة تتردد على أفواهٍ شتى فمرة نسمعها على شفاه حبيب لحبيبته فهو يبادرها القول بأني صادق معك وحبي لكِ صادق وقد كنت واضحاً وصادقاً معكِ وحبنا مبني على أساس الصدق وماأجمل أن يكون ملئ حبنا الصدق وهلم جراً من هذه العبارات التي تكون مليء بكلمة الصدق وصادق,,,وكذلك نرى ونسمع يومياً العشرات من الدعايات الأعلانية والأعلامية على قنواتنا التي لا تعد ولا تحصر وكل هذه الدعايات مبدوءة بكلمة الصدق وتتخذ من الصدق شعار لتسويق أغراضها وهلم جراً من كلمات الصدق,,,أما إذا
شأنا التحدث عن كلمة الصدق عند السياسيين فحدث ولا حرج فهم يتخذون هذه الكلمة جسراً يعبرون من خلاله لشاطئ الغنائم ومنهم يجعل من هذه الكلمة عكازاً يتكأ عليه بعد إن هرم وشاخ في معترك السياسة ,,,فما أكثر ما نسمع هذه الكلمة ولكن ومع الأسف غالباً ما يكون الغرض منها تسويق لأغراض معينة وذريعة لتحقيق غايات منشودة, جردوها من معناها الحقيقي وجعلوها وسيلة وسلعة سرعان ما ينتهي مفعولها بزوال المراد وآسفاه على حال البشر وما وصل اليه زيفهم وإدعائهم متى سيصحو العالم من غفلته ويستيقظ من سباته الطويل,,وكأني بالصدق يقول :- يا بشر إرحموني ولا تتخذوا مني غطاءً لتمرير مؤامراتكم الدنيئة كفى ألم يحن الوقت لترجعوا إليّ معناي الحقيقي لقد جرتموني من لبّي وجعلتموني قشراً فارغاً أعاني الأمرين وشفاهكم تتقاذفني بهتاً وزوراً أأنتم خليفة الله في أرضه بئس الخليفة أنتم,إني لأشكوكم الى الله وسوف تكون لنا وقفة بين يديه يوم تكل الألسن وتقف الوجوه ناظرة الى ربها وسأقول يا ربي يا متعال هؤلاء عبادك أستغلوني أبشع أستغلال وجعلوني لقمة طرية في أفواههم يكذبون ويخدعون ويتآمرون بأسم الصدق فأنت حسبي وأنت حكمي خذ لي بحقي منهم.