رســـالة فــــي الجـــانب المــــظلم ... ( العــــزلة / الصـــمت فـــي الطــــالب) !

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالة إلى معلمي / ومعلمتي : هناك اناس يعانون وحدهم .. أحياناً في صمت .. وأحياناً في صخب .. أشياء نكاد نفتقدا في حياتنا الإنسانية اليومية عندما نهمل غيرنا... وفي هذه المشاركة نحاول النهوض.. ونجرِّبُ المسير.. بأعمال سوف نجني منها الكثير من الخير أنتم يا أصحاب هذه المهنة يا من تبعثون الدفء إلى كل القلوب ....

الموضوع / الطالب المنطوي :

ما هو الطالب المنطوي : هو الطالب الذي يميل إلى العزلة والانسحاب من النشاط المدرسي .... وهو أكثر حاجة إلى الاهتمام من الطالب العدواني مثلا ، لأنه قلما يلفت إليه نظر المعلم ، ذلك أن المعلم يتأثر غالبا بالطالب المشاكس لأنه قد يتسبب في إحراجه أو مضايقته في عمله داخل الفصل الدراسي

أما الطالب المنطوي فلا يلتفت إليه أغلب المعلمين الذين أشاروا في عدة أبحاث أنهم يفضلون الطلاب الذين يحققون لهم النجاح والإنجاز في العمل ......

لذا فالطالب المنطوي لا يؤثر سلوكه على موقف المعلم لأنه يتسم غالبا بالخجل والهدوء في مواقف الدرس

أخي المعلم / أختي المعلمة إن مشكلة الطالب المنطوي لا تقل أهمية عن المشكلات الأخرى للطلاب ، فامتناع المعلم عن سؤال الطالب وإشراكه في نشاط الفصل يؤدي إلى زيادة المشكلة تعقيدا بدلا من المعاونة على حلها ، حيث يثبت لديه سلوك الانطواء ، ويدعم الجانب السلبي عنده ..

* ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى الانطواء :

الأسباب متعددة وتختلف باختلاف المؤثرات وخاصة البيئية بذكر منها كالآتي : ..

- افتقاد الأمن الأسري يعد سببا رئيسيا للعزلة والانطواء
- فشقاق الوالدين
-والافتقار إلى ضبط النفس
- وعصبية الأب أو الأم
- والعنف والصرامة في معاملة الآباء للأبناء .تؤدي إلى حرمان الطفل من إشباع الكثير من حاجاته النفسية

وكما تعلمون إن الطفل غير قادر على المناقشة وإبداء الرأي ويفقد الثقة في نفسه ولا يقدر على مواجهة صعوبات الحياة .... ومواجهة الواقع
وكل شعور بعدم الأمن لدى الطفل يؤدي به إلى استخدام وسائل دفاعية للتخلص من هذه المشاعر ليقي نفسه أخطار البيئة وتهديداتها له فهو إمّا أن يحتمي بالانطواء كوسيلة وقائية تحميه من هذه المشاعر ..

أخي المعلم / أختي المعلمة ينبغي النظر بعين الاعتبار في هؤلاء الطلاب و إلى الأسباب التي أدت إلى سلوك الانطواء والانزواء

كما يجب معالجة نواحي النقص أو العجز في شخصياتهم إذ أنهم تعودوا إخفاء مشاعرهم لكي يحموا أنفسهم من الكبار الذين لا يشاركونهم وجدانيا

فالمظهر الرقيق اللطيف الذي يبدو على الشخص المنطوي غالبا ما يخفي وراءه ثورة غضب ...... مثل هؤلاء الطلاب قد ارتدوا قناعا زائفا واصطنعوه بأنفسهم فإذا لقوا اهتماما واضحا من الآخرين فإنهم يشعرون بأن هذا القناع الزائف على وشك الانهيار والزوال وهم الحريصون على إخفائه ...... لذا فهم يحاولون الانزواء أكثر ......

والمعلم أو المعلمة الذي يعمل مع هؤلاء عليه أن يؤكد أعمالهم وإنتاجهم وتفوقهم ، بدلا من الاهتمام بصفاتهم الشخصية فالتقدير المنصب على أعمالهم يؤكد على احترام المعلم لشخصياتهم وذواتهم وتحفظهم ، وبدلا من أن يوجه المعلم السؤال لهم عن سبب صمتهم أو ابتعادهم عن الآخرين يتم سؤالهم عن ميولهم ورغباتهم وإنتاجيتهم العلمية والأدبية الأمر الذي يؤدي بهم إلى الاستجابة للتقدير الذي يبديه المعلم .

ولابد من المعلمين الذين يقومون بالتدريس لهذا الطالب ويطلب منهم إشراكه في الإجابة على الأسئلة المعتادة أثناء الدروس اليومية دون النظر أو الاهتمام بعيوبه أثناء إجابته ....

وفي ختام هذه المشاركة التي أتمنى أن تصل إلى قارئيها أقول إنه ينبغي لكل معلم / معلمة العلم والمعرفة في هذا الباب وسوف تكون الفائدة عظيمة وكلنا ننتظر إنجازاتكم الذي من خلالها سوف تعم الفائدة للفرد والمجتمع