فن القصة في الأدب العربي من إعداد الأستاذ عطوي مراد ـسطيف ـ

مشرف تاريخ التسجيل : 23/10/2009

تطوّر فن القصة وخصائصه في الأدب العربي
flower

من إعداد الأستاذ عطوي مراد ـ ثانوية ابن عليوي ـ سطيف ـ flower

مفهوم القصة:
كلمة " قصّ" لغة تعني اتّباع الأثر أو الخبر أو الحديث أو الرؤيا... أمما اصطلاحا فالقصة لون من ألوان الأدب النثري تتنارل حوادث متسلسلة تتعلق بشخصيات عدةإنسانية ، أو هي سرد وقائع وأحداث بطريقة شائقة . ويرى محمود تيمور أنّ " القصة عرض لفكرة مرّت بخاطر الأديب أو عاطفة اختلجت بصدره فعبّر عنها ليوصلها إلى أذهان القرّاء . فهي ميدانم لعرض مشكلات المجتمع ممثلة في أشخاص تنعكس على مرآة نفوسهم صورة الحياة . وتعتمد على طريقة أساسها السرد والوصف وأحيانا الحوار. ولها ثلاثة أشكال:
الأقصوصة ( القصة القصيرة): تتناول حادثة في زمن محدد بأسلوب شائق في غير تطويل ولا تفصيل أي يتقلّص فيها السرد . القصة: تتميّز بحجمها المتوسط تسرد بعض الأحداث ، السرد فيها يقصر نسبيا عمّا هو في الرواية الرواية: حكاية مطولة يتمادى السرد فيها طويلا تتناول أحداثا في زمن أوسع

أنواعها: يميّز النقاد بين القصة الفنية التي تتناول قضايا إنسانية جوهرية بالتحليل الجاد الواقعي واتلت مكانة بارزة بين الفنون واهتم بها النقاد . وبين القصة غير الفنية التي توضع للتسلية والترفيه .
ـ القصة في الأدب العربي قديما: للقصة جذور في الأدب العربي وخاصة في العصر العباسي الذي عرف بعصر امتزاج الثقافات . فقد كتب الجاحظ " البخلاء "
وترجم ابن المقفع "كليلة ودمنة" ثم جاء أبو العلاء المعري بأثره الخيالي " رسالة الغفران" . كما عرف الأدب العربي فن المقامة الشبيه بالقصة مع بديع الزمان الهمذاني وتلتها محاولات أخرى ك: قصص ألف ليلة وليلة ... لكن النقد لم يعدوا هذه الآثار قصصا فنيا لأنّها تفتقد إلى الخصائص الفنيّة للقصة الحديثة ، فالأحداث بسيطة وساذجة لاتتفاعل مع الشخصيات تفاعلا طبيعيا ، الوصف اقتصر على الجوانب الخارجية البعيدة عن التحليل، العقدة مفتقدة ، التكلف والصنعة ...
ـ القصة في الأدب العربي الحديث: تجمعت عوامل عدة لظهورها بقوة أوّلها الاحتكاك بالآداب الغربية ثم كثرة الترجمات وعودة البعثات العلمية هذا إضافة إلى انتشار الواقعية والتي آثرت النثر وخاصة القصة . وقد مرّت بمراحل ثلاثة:
أـ مرحلة الترجمة:
بدأت متواضعة حافلة باللغة الهزيلة والركاكة في التعبير والتحريف ولكن بالاحتكاك أكثر وإتقان اللغات الأجنبية استقامت الترجمات . ومن رواد هذه المرحلة رفاعة الطهطاوي مترجم" مغامرات تليماك " لفينلون تحت اسم " مواقع الأفلاك في وقائع تليماك" وترجم نجيب الحداد رواية " الفرسان الثلاثة " لألكسندر دوماس، وترجم حافظ إبراهيم " البؤساء . والدافع للترجمات تحقيق المتعة الفنية ، وإصلاح حال الحكام وحثهم على العدل ونشر المعاني الأخلاقية السامية.
ب ـ مرحلة المحاكاة والاقتباس:
تتمثل في محاكاة القصة الغربية في شكلها الفني أما الأحداث والشخصيات مأخوذة من صميم البيئة العربية، ومن روادها المويلحي في " حديث عيسى بن هشام" وحافظ ابراهيم في "ليالي سطيح حيث نقد الظواهر السلبية في المجتمع المصري وقد كان لهذا الكاتب والمنفلوطي صاحب( الشاعر والفضيللة ومجدولين) فضل كبير في تطوير لغة القصة
ج ـ مرحلة التأليف والإبداع:
تبدأ بقصة "زينب" لهيكل وهي الرائدة لاعتمادها على الخصائص الفنية وكانت فاصلا بين رواية التسلية والرواية الفنية ثم سارت الكتابة في هذا الفن بأقلام بارزة نقلت القصة العربية من المحلية إلى العالمية ومن أبرز هؤلاء الكتاب: توفيق الحكيم ( عودة الروح) طه حسين( الأيام) ابراهيم المازني في (صندوق الدنيا ـ خيوط العنكبوت ـ في الطريق) محمود تيمور ( الشيخ جمعه ـ فرعون الصغير) نجيب محفوظ زعيم القصة الطويلة( بين القصرين ، قصر الشوق ، السكرية) و( زقاق المدق...) ومن كتاب القصة كذلك: عيسى الناعوري ، توفيق عوّاد، والطاهر وطار، عبد الرحمن الشرقاوي ، ابن هدوقة ، وأحلام مستغانمي ( ذاكرة الجسد...) وفي هذه المرحلة اكتملت العناصر الفنية وتنوعت الموضوعات والاتجاهات .

الخصائص الفنية للقصة:
ـ القصة قالب نثري تكتب لتقرأ ترتكز على العناصر التالية:
ـ الفكرة: كل قصة تنقل موضوعا أو تجربة تعمل على إخراج الفكرة من التجريد إلى التجسيد
ـ الحادثة: مجموعة الوقائع المرتبة في نسيج فني محكم . ـ الحبكة الفنية: هي التصميم العام للأحداث التي تبدأ بمقدمة ثم تتطور لتتأزم وتسير نحو الحل
ـ الشخصية : هي التي تحرك الأحداث أو العكس وتتنوع إلى الجاهزة والنامية ، والرئيسية والثانوية . ـ البيئة: لكل قصة بيئة زمانية ومكانية وفيها تجري الأحداث
ـ اللغة والأسلوب: تعتمد القصة على السرد ولكل كاتب لغته وأسلوبه لكن ما ينبغي توافره : السهولة والوضوح والخفة والملاءمة . و كذلك الوصف حيث يتأنق الكاتب في اختيار الألفاظ الرشيقة لوصف حالة الشخصيات والمكان ، وقد يستخدم الحوار بين الشخصيات والمتميز بالقصر والبساطة والملاءمة لمستوى الشخصيات واستعمال العامية أحيانا .
ولأهمية القصة لم يحظ أيّ إنتاج أدبي باهتمام النقاد مثلما حظيت به القصة ، فهي ترتبط بالإنسان والمجتمع والحياة .
ـــــــــــــــــــــــ flower

من إعداد الأستاذ عطوي مراد flower

ـــــــــــــــــــــــــــ

» فن المسرحية وتطوره في الأدب العربي من إعداد ـ هبة الأدب الأستاذ عطوي مرادـ
» نبذة عن العصر العباسي من إعداد الأستاذ عطوي مراد سطيف
» دراسة نص " حالة حصار" محمود درويش / من إعداد الأستاذ عطوي مراد
» السلسلة الأولى للتمارين التطبيقية من إعداد الأستاذ عطوي مراد ـ سطيف ـ
» الأفعال المتعدية إلى مفعولين فأكثر من إعداد الأستاذ عطوي مراد سطيف