فيروز وسهر الليالى لعيونكم

سهر الليالي ...

فيروز وسهر الليالى لعيونكم Fairouz

كعادتها الصباحية وعادة الكثيرات خرجت مبكرةمتجهة نحو مدرستها .. كانت متثاقلة الخطى ... فلا يزال شيء من النوم يداعب عينيها .. ولا يزال شيء من النعاس يُأرجح رأسها ...
حملت حقيبتها ركبت السيارة معوالدها .. تحركت السيارة ومع بدء تحركها امتدت يد نحو مسجل السيارة ... وأعلنتانتهاء الصمت الصباحي على يدي صوت الفنانة الرائعة .... فيروز
أيقظ صوت فيروزالهادئ كل شيء فيها وبعثر قطع النوم التي كانت تخيم عليها وتشعرها بالكسل ... ففيروز حين تغني ( سهر الليالي ) وتقول بكل هدوء :

" شو كانت حلوة الليالي ..
والهوى يبقى ناطرنا ..
وتجي تلاقيني .. وياخدنا بعيد
هدير المي .. والليل .. "

حينتقول ذلك تيقظ كل شيء داخل الإنسان وترحل به بعيدا لعمق داخله لا يستطيع هو نفسهإليه سبيلا دون صوت تلك الرائعة فيروز ...
بدأت تتنفس .. بشكل أجمل .. وبدأتالآن تشعر بنسيم الصباح ... ونشوة البكور .. وروعة الإشراق ... بدأت تتساءل .. كيفللنوم أن يحرم الكثير منا روعة الصباح ونعمه الجمة .. كيف ؟!! كيف ؟!!
يأتي صوتفيروز مع صخب مفاجئ في الموسيقى الرحبانية ... مرة أخرى ليرن في أذنيها ...

" كان عنا طاحون عنبع المي ..
قدامه ساحات مزروعهفي ..
وجدي كان يطحن للحي ..
قمح وسهريه ..
ويبقوا الناس بهالساحات ..
شي معهن أكياس .. شي عربيه
رايحين جايين عطول الطريق ..
تهدر غنيه ..
آآآهـ يا سهر الليالي ..
أأأهـ يا حلو على بالي ..
غني آآآهـ .. غنيآآآهـ
غني على الطرقات .. "

صوت فيروز كان كفيلا بأخذها لعمقبعيد في نفسها ... وكلمات الأغنية كانت كفيلة بالعودة بها إلى ماضي خيبر ... التيسمعته عن أبيها ... أخذت تطوف بخيالها في غابات النخيل ... تمشي حافية القدمين فيالجداول ... تستمتع بالإحساس اللذيذ الذي يخالج الإنسان وقتما يجرى ماء جدول ما علىقدميه ... وتنظر حولها لترى ألوان الرطب والتمر المتنوعة والجميلة .. بين الأحمروالأًصفر .. ولون الكولا ...
تنقل نظرها ... من على أشجار النخيل لتعانق أشجارالرمان والتين .. وبعضا من أشجار الليمون ... وسنابل القمح ...
كان خيالها جنةخيبر .. في عصر جدها .. وأخذت تتنفس وتجر زفراتها من بعيد ... وتقول .. لنفسها نحنأيضا يا فيروز كان لنا غابات نخيل وبساتين بأرض خيبر .. وأيضا كان جدي كجدك يافيروز ... يطعم الناس من بساتينه ...
وفجأة تيقظها فيروز بصوتها ... كرة أخرىوكأنه تستمع لحديثها مع نفسها ... وهي تغرد وتقول:

" وراحت الأيام .. وشوي ..
شوي ..
سكت الطاحون .. عكتف المي ..
وجدي صار طاحونة ذكريات ..
تطحن .. شمس وفي ..
يييي يا سهر الليالي ..
أأأهـ يا حلو على بالي ..
غني آآآهـ .. غني آآآهـ
غني على الطرقات .. "

كانت تلك الكلمات كصفعة على خد خيالها ...
ونحن أيضا يا فيروز .. سكتت غاباتنا وبساتيننا ... بفعل الإهمال وجرائم الحرائق ... بفعل أنانية منيزرعون آبار عميقة ( ارتوازي ) قرب العيون ... ليذبحوها ... ويفنوا ماءها ... وأيضاسكتت بسبب قلة وفاء أبنائها ... أوّاه يا جدي ... أوّاه يا فيروز ... كان لديناغابات نخيل .. واليوم صار لدينا جذوع سوداء تحكي تراث جدي ... وأصالته ... وتحكيجريمة يقترفها كل فرد في جيلي من أبناء خيبر ..
وصلت أخيرا لمدرستها .... ورغمأن الأغنية لا تتجاوز مدتها الثلاثة دقائق .. إلا أنه عبر معها سنوات .. وآهات ... وأوجاع ...
نزلت من السيارة وفي عينيها شيء من البكاء ... غصة دموع ... ولكنهاصرخت قبل أن تغلق باب السيارة مفاجئة والدها ...

" ييي .. ييي ..ييي ... يا سهر الليالي
ييي .. ييي ..ييي ... يا ( خيبر ) على بالي
غني آآآآهـ ... غني آآآآآهـ .. غني على الطرقات .. "

وللتحميل من هون

فيروز سهر الليالى من ستايسو.mp3

فيروز---سهر الليالى.mp3

بارك الله فيك اخي ستايسو على الاغنية
الله يعطيك العافية
جزاك الله الف خير

مس امانى
شكرا لك على
تواجدك الساحر في متصفحي الصغير
حضور يبهرني دائما
دمت بخير
تحياتي

ملاحظة : تم اضافة نسخة اصلية للاغنية بدلا من الدى جى ميكس