ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: الأخلاق مناط رقي الانسان ...... الإثنين 5 أبريل 2010 - 6:32 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلوك حين يتم تنميطه والتعود عليه، فانه يمسي خُلقا، وأهمية الأخلاق في تأسيس ونهضة الأمة لا يمكن التقليل من شأنها، حيث إن للانسان طبيعتين، الأولى حيوانية والثانية خلقية، واذا تأملنا المسألة، فلا بد أن يتبين لنا أن القوة الفاصلة الحقيقية هي القوة الخُلقية لا المادية، والانسان لا يسمى انساناً لأجل الجسم أو البيولوجيا، بل لأجل صفاته الخلقية.
وهذه الصفات الخلقية يقسمها السيد المودودي في كتابه الأسس الأخلاقية الى شعبتين مهمتين هما: الأخلاق الانسانية الأساسية، والأخلاق الاسلامية، ثم يفصل طبيعة كل منهما.
الأخلاق الانسانية الأساسية
تلك الصفات هي التي يقوم عليها أساس وجود الانسان الخلقي، وهي تشمل سائر الصفات التي لا بد منها لفلاح الانسان ونجاحه في هذه الدنيا، وسواءٌ في بابها أيؤمن صاحبها بالله واليوم الآخر والوحي والرسالة أم لا؟
فهذه الأخلاق الأساسية هي التي تقرر ما اذا كان أبناء شعب أو أمة جديرين بالسيادة والتمكين في الأرض، فالانسان - مؤمناً كان أم كافراً - لن ينجح في هذا العالم الا اذا كانت فيه قوة الارادة والمضاء في الأمور والعزم والاقدام والصبر والثبات والأناة ورباطة الجأش وتحمل الشدائد وغيرها من هذه الصفات الخلقية، ثم لا بد أن يكون الانسان متحلياً ولو بقليل من تلك الشمائل الكريمة في الدنيا، مثل : الاباء والسخاء والرأفة والصدق والأمانة ووفاء العهود وغيرها.
وهذه الأخلاق اذا حازها واستوعبها معظم أفراد أمة أو جماعة فكأنها ثروة الانسانية ورأس مالها، وفوق ذلك فهذه الثروة تتكون على أثرها قوة جماعية قوية فعالة، لكن هذه الثروة لن تتحول الى تلك القوة الفعالة الا اذا ساندتها مجموعة أخرى من الصفات الخلقية، مثل: أن يكون جميع الأفراد أو معظمهم متفقين على غاية مشتركة يرتفعون بها عن مطامحهم الشخصية، وأن يكونوا متعاونين على الخير متساندين على البر، وبهذه العوامل المجتمعة تتمكن خصال الأخلاق الانسانية الأساسية من تحقيق النجاح والتفوق لأمة أو جماعة معينة.
الأخلاق الاسلامية
بعد تلك القراءة وهذا التحليل لطبيعة الأخلاق الانسانية الأساسية وآثارها، يقدم المؤلف تحليلاً للاضافة والتوجيه الذي تمارسه الأخلاق الاسلامية على الأخلاق الانسانية، حيث إنها - الأخلاق الاسلامية - جاءت متممة لها ومكملة اياها، وهذا الاتمام والاكمال، يتم من خلال ثلاثة أسس، هي:
1- ان القرآن يزود الأخلاق الانسانية بمركز صحيح وقطب مستقيم اذا اقترنت به حولها ووجهها الى الخير والرشد، فليست الأخلاق في صورتها الأولى الا قوة مجردة يمكن استخدامها في الخير والشر، لكن الاسلام يوجه هذه الأخلاق ويجعل غايتها وجه الله تعالى.
2- ان الاسلام يؤصل الأخلاق الأساسية الانسانية ويوطد أركانها في جانب أو يوسع في تطبيقها في جوانب الحياة الانسانية الى حد عظيم في جانبٍ آخر، ويعطي المودودي مثالاً على ذلك من خلال خلق “الصبر”.
فالصبر في الاسلام غايته وجه الله وبالتالي يستجلب قوته من جذور التوحيد ويزداد تأصيلاً وقوة في بذلك، كما أن الصبر يتحول من التركز في جانب معين، مثل: الصبر في ميدان المعركة، الى أن يطبع حياة الانسان كلها، فيكون هناك الصبر على شهوات النفس، أو يجعله سداً منيعاً في مواجهة كل ما يحاول تنكيب الانسان عن الصراط المستقيم.
3- ان القرآن ينظر الى الأخلاق الأساسية العامة كأنها الطبقة الأولى من البناء، فيشيد عليها الطبقة الثانية من الأخلاق الفاضلة، حتى يرتقي الانسان الى أعلى درجات الشرف والكمال، ويصل المؤلف - بعد ذلك - الى نتيجة أساسية وهي أنه:
اذا لم تكن في الأرض طائفة متصفة بكل من الأخلاق الأساسية والاسلامية وهي تستخدم - مع ذلك - الوسائل والأسباب المادية، فلا بد أن يُسلم زمام القيادة والسيادة في العالم الى طائفة تكون أكثر جمعاً واحتيازاً للأخلاق الأساسية الانسانية والأسباب المادية من غيرها.
ان التربية الحقيقية هي التي تعمل على بناء الانسان ذي الشخصية المتكاملة الذي شُحذت مواهبه وامتلأت جعبته بأسلحة الكفاح في الحياة الاجتماعية، وتهيأ للتقدم المطرد والرقي المستمر، فالتقدم هو سنة الوجود، ودليل الحياة الصحيحة وكمال الشخصية في العلم والعمل، والفكر والارادة، والسلوك أوالخلق هو الغاية الأخيرة التي نقصدها من التربية، بل من الحياة كلها، أما تثقيف العقل وحسن التفكير ومعرفة العلم، فكلها وسائل الى السلوك المطلوب حتى يستند الى أساس المعرفة الصحيحة. | |
|
a_amira_a
تاريخ التسجيل : 15/12/2009 العمر : 28
| موضوع: رد: الأخلاق مناط رقي الانسان ...... الإثنين 5 أبريل 2010 - 17:13 | |
| شكرا استاذ موضوع مفيد حقا | |
|
ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: سلام الإثنين 5 أبريل 2010 - 18:21 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والشكر الكبير لكم أنتم على المتابعة والاهتمام | |
|