ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: موسيقى الجاز... الأحد 31 يناير 2010 - 12:49 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم بدأت الإرهاصات الأولى لموسيقي الجاز تقريباً في منتصف القرن التاسع عشر، وفي ولاية نيو أورليانز الواقعة على نهر المسسيبي الهاديء، حيث احتوت تلك المدينة في ذلك الوقت خليط من المهاجرين الأسبان والإنجليز والفرنسيين يكونون معاً طبقة الأسياد حيث يمتلك كل منهم عدد وفيراً من العبيد الذين يسخرونهم في جميع الأعمال وخاصة الزراعة. و في هذه الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي تزامنت مع إلغاء نظام الرق والعبودية عام 1863 ونهاية الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865 من جهة أخرى، وجد العبيد الزنوج أنفسهم أحرار في مدينة نيو أورليانز التي تكثر فيها علب الليل وصالات الرقص الأوربي مثل الفالس والبولكا التي تنتشر في كل أنحاء المدينة خصوصاً شارع رامبارت. و هكذا بدأت الموسيقي الأوربية رويداً رويداً تختلط بالايقاعات والألحان التي احتفظ بها الزنوج وتوارثوها جيل بعد جيل لأنهم كانوا يرددونها أثناء العمل في حقول القطن وأثناء سمرهم في ميدان الكونجو، كما أخذ الزنوج يستعدون هذه الايقاعات من خلال صنع الطبول الضخمة التي تسمى تام تام أو بامبولاس. وامتزجت تلك الألحان الأفريقية أيضاً بالألحان التي تعلموها في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانيه مع صرخات عذاب العبودية وتعبيرات روحهم المكتئبة المتأثرة بالموسيقي الوثنية والموسيقا الأوربية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. • البداية بعد نهاية الحرب الأهلية وتحرر العبيد، التفت الزنوج حديثي التحرر حولهم فوجدوا عدد كبيراً من الآلات النحاسية المبعثرة هنا وهناك من مخلفات الحرب التي تركتها فرق الموسيقا العسكرية، فجمعوها وأخذوا يحاولون النفخ فيها محاولين عزف تلك الألحان والمارشات العسكرية أو عزف أى نغمة تخرج منهم تلقائياً. و هكذا بالفطرة والسليقة الإنتشار كثرة فرق الجاز بشكل كبير، ولأنها كانت كثيرة التنقل من مكان لمكان فالبيانو لم يدخل في تكوين هذه الفرق إلا حوالي 1920. ومنذ بداية القرن العشرين أخذ الجاز يتقدم بشكل متعثر للأمام. ففي البداية حاول بعض البيض تكون فرق خاصه بهم تعزف موسيقي الجاز التي يدونونها بالنوتة ولكنهم لم يصبوا النجاح، لأن الروح الزنجية الصارخة التي كانت الطابع الأغلب على موسيقي الجاز وقتها كانت تعوزهم. لكن الموسيقين البيض لم يفقدوا الأمل وعملوا بعد ذلك على تطور نوع جديد من موسيقي الجاز أطليق عليه اسم ديكسي لاند، أخذ ينتشر تدريجياً في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الأفلام السينمائية وشركات الاسطوانات حتى قامت الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت وأثناء الحرب العالمية الأولى انتقلت زعامة موسيقي الجاز من نيواورليانز إلى شيكاغو التي احتوت على عدد أكثر من الملاهى والبارات وعلب الليل، كما أنتشرت موسيقا الجاز وقتها في أكثر من ولاية مثل بالتيمور وواشنطن ونيويورك وبوسطن، وفي كل مدينة كانت فرق الجاز تحاول أن تضم إليها عازفين من مدينة نيواورليانز التي كانت تعتبر المعهد الذى أخرج أشهر العازفين وأمهرهم في الارتجال. الجاز الجاد و في هذا الوقت كانت فرق موسيقي الجاز تتكون من سبعة أو ثمانية عازفين، ثم ظهر في نيويورك وفي حى هارلم تحديداً فلتشر هندرسون وديوك الينجتون وكان من الموسيقيين الدارسين وقاما بمضاعفة عدد العازفين في فرقتهم وكتبوا النوتات الموسيقية لكل عازف وقللوا من فواصل الارتجال التي كانت من خصائص الجاز وأطلقوا على هذا النوع من الموسيقي الجاز الجاد. صادف هذا التجديد الكثير من النجاح وزاد عليه الإقبال في فنادق نيويورك الفاخرة وفي الملاهى الليلية وحتى في الحفلات التي كانت تقيمها الجامعات والمدارس في مختلف المناسبات. و شجع هذا النجاح الكثير من الفرق التي سارت على نفس الطريق، وظهر في الثلاثينات عدد من الموسيقين البيض المهرة من خريجى المعهد الموسيقي مثل تومى دورساى وشقيقه وينى جودمان، وحقق هذا النوع من الجاز الكثير من النجاح والانتشار نتيجة لظهور محطات الردايو العديدة وتسجيل الاسطوانات. الجاز البارد بداية من عام 1945 بدأ الموسيقيون في فرق الجاز ثورة ضد الوظيفة التقليدية للموسيقا التي يعزفونها وهي تحريك أرجل الراقصين، وظهر اعتقاد بين عدد من موسيقي الجاز بأنهم يقدمون فن راقي يستحق الاصغاء والاستماع إليه باحترام. و هكذا أخذت موسيقا الجاز طريقاً جديداً فاختفي منها الارتجال وقل استعمال الايقاعات الساخنة وأصبحت المؤلفات الجديدة تميل إلى البطء وإلى التعبير العاطفي في ألحان ذات طابع غنائي وأطلق على هذا النوع الموسيقي اسم الجاز البارد. السيمفوجاز استمراراً لتطور الجاز، قام جيل ايفانز عام 1955 بتكوين أول فرق السيفوجاز وهو عبارة عن تكوين موسع يشتمل على آلات الأوركسترا السيمفونى الكامل مضافاً إليها آلات فرق الجاز التقليدية، وتبعه في ذلك جنتر شولر وغيرهم، ورغم كل هذا التطور لم تختفي فرق الجاز التقليدية الصغيرة أبداً... الثورة المضادة: العودة للجذور لويس ارمسترونج وأحد من أهم موسيقي الجاز الأمريكان في الستينات كان الجاز قد بلغ أوج مجده وسموه أرفع المستويات، وقتها كان الجاز فن راقي تتبناه الطبقي البرجوازية الأمريكية، ويعزف في الأوبرا والقاعات الفاخرة، حتى ظهر سيسل تايلور وهو عازف بيانو نادى بالعودة بالجاز إلى أصوله القديمة بعد أن كان قد بلغ في سموه أرفع المستويات. وكان أحد زعماء هذه الحركة كولتران الذى قال في إحدى المرات : ((أحب أن أري الناس من حولى يرقصون وأنا أعزف)) العالمية انتشرت الجاز بعد ذلك في كل أنحاء العالم بداية من الستينات مع ظهور التلفاز وانتشاره ونمو صناعة الموسيقي بشكل متضخم، وأخذت الجاز في كل منطقة ما يشبه الطابع المحلي، فظهر الجاز اللاتينى نسبة لأمريكا اللاتينية، والأورينتال جاز أو الجاز الشرقي ويقصد به الجاز العربي، بل وحتى الجاز اليابانى. أشهر مذيع قدم برامج للعالم العربي عن موسيقى الجاز هو ضياء بخيت من إذاعة صوت أمريكا باللغة العربية. ضياء بخيت استضاف الكثير من كبار العازفين الأمريكيين في برنامجة الذي زاد عن ألف وخمسمئة حلقة منذ مطلع التسعينات. أشهر من استضافهم عملاق الجاز ديزي جليسبي. | |
|