أساتذتنا الأفاضل الأمر أخطر أخطر مما نتصور جميعا
تابعو معي حفظكم ربي ولا تبخلو عليا بقراءتكم لهذه المقدمة التي ارى انها ضرورية بل واجبة
على بركة الله
يعتبر الإعلام ـ و خصوصاً في أيامنا هذه ـ من أخطر المؤسسات تأثيراً على المجتمعات و الشعوب ، و من ثم فهو من الجهات التي توليها الحكومات و الجماعات أهمية قصوى ، نظراً لتعدد و سائله ، من صحافة و إذاعة و تلفزيون ومطبوعات ، و نظراً لسهولة و صول هذه الوسائل إلى قطاعات عريضة جداً من المجتمعات المختلفة ، حيث تفعل فعلها في عقول الناس و نفوسهم ، و من ثم تؤثر في اتجاهاتهم ، حيث تفعل فعلها في عقول الناس و نفوسهم ، ومن ثم تؤثر في اتجاهاتهم ، و من ثم في مواقفهم التي يتخذونها حيال كثير من القضايا ، يستوي في ذلك صغيرهم و الكبير ، غنيهم و الفقير ، متعلمهم و الجاهل .
" وقد لا نغالي إذا قلنا بأننا نعيش اليوم مرحلة الدولة الإعلامية الواحدة التي ألغت الحدود ، و أزالت السدود ، واختزلت المسافات و الأزمان ، و اختصرت التاريخ ، و تكاد تلغي الجغرافيا ، حتى بات الإنسان يرى العالم و يسمعه من مقعده ، و لم يقتصر الأمر على اختراق الحدود السياسية ، و السدود الأمنية ، و إنما بدأ يتجاوزه إلى إلغاء الحدود الثقافية ، و يتدخل في الخصائص النفسية ، و تشكيل القطاعات العقدية ، فيعيد بناءها و فق الخطط المرسومة لصاحب الخطاب الأكثر تأثيراً ، و البيان الأكثر سحراً ، و التحكم الأكثر تقنية " .
لقد مكنت وسائل الإعلام الضخمة الإعلام من احتلال مكانة خاصة في قلوب الناس ، حتى ليصعب عليهم تصور الحياة و قد خلت من وسائل الإعلام تنقل إلى الإنسان تفاصيل الأحداث و الوقائع ، و شتى الأفكار و الاتجاهات والآراء ، وصنوف المعرفة ، من حيث تصدر إلى حيث تكون ، دون أن تحول بينه و بين عوامل الزمان و المكان ، أو اختلاف اللغات و اللهجات ، أو حتى مستويات استيعاب الحقائق ، أو الإفادة منها ، أو التأثر بها .
إن الإعلام يلعب دوراً مهماً في حياة الأمم و الشعوب ، و لا تكاد تخلو أمة من أمم الأرض ، أو شعب من شعوبها من تأثيره ، سلباً أو إيجاباً ، و إن اختلفت سبل و طرق هذا التأثير ... و يظل الإعلام المعاصر بتقنياته المتطورة ، ووسائله المختلفة رمزاً من رموز التحضر ، و معلماً من معالم التقدم بين الأمم ، فبه تستطيع الأمة ، أية أمه ، أن تضاهي بمبادئها و قيمها و منجزاتها ، و عن طريقه تفتح الأمة نوافذ المعرفة و سبل الاتصال ، و وسائل التعارف بينها و بين شعوب الأرض .
و إذا كان الراديو قد ربط بين الشعوب المختلفة في نقله للأخبار ، و توصيلة للمعلومات ، و نشره للمعرفة و الآراء المختلفة التي تجود بها قرائح الكتاب و المفكرين فإن التلفزيون قد جاء ليضيف أبعاداً جديدة للعملية الإعلامية ، بالصوت و الصورة معاً ، و ليدخل معظم البيوت ضيفاً مرحباً به من الجميع .. كبار و صغار .. متعلمين و أنصاف متعلمين و أميين .
إن الأب المسلم حريص جداً على تربية و لده التربية الحسنة ، و تنشئته النشأة الصالحة ، و العناية بجسمه وصحته، و بناءً على ذلك ، فلا يرضى أن يُدخل إلى بيته شخصاً سيء الأخلاق أو يجلس ولده مع رفيق سوء ، لأجل الحفاظ على دين و لده و سلامة أخلاقه ، فلا يرى من هذا أو ذاك سيء الأفعال و سوء الأخلاق فيتعلم مما يشاهده منهما ، وكذلك لا يرضى لولده أن يقوم بأشياء تضر جسمه و تؤذيه . فإذا ما وصل الأمر إلى جهاز التلفزيون تبخر عند الكثير من الآباء كل هذا الحرص على دين أولادهم و أخلاقهم و أجسامهم ، فلا يمانع أحدهم أن يجلس و لده إلى هذا الدخيل و جليس السوء فيشاهد فيه أنواعاً شتى و صنوفاً مختلفة من أفعال الشر و الإجرام و العنف و الجنس من قتل و ضرب و اغتصاب و تقبيل و جماع و سرقة و سكر و كذب و غش و تزوير واحتيال و إدمان للدخان و المخدرات و فسق و فجور و عقوق و تمرد ... إلخ .
و لا يخاف من أن يتعلم و لده شيئاً مما يشاهده فيه ، كذلك الأمر بالنسبة لجسمه حيث لا يمانع من أن يجلس و لده الجلسات الطويلة أمام التلفزيون فيتضرر جسمه أضراراً مختلفة ، و ربما هو الذي يدعوه إلى هذا الجلوس . ربما لأن التلفزيون مخدر كهربي ، أو غاسل دماغ ، أو منوم إيحائي ... أو أي وصف آخر من الأوصاف التي أطلقها عليه العلماء من أبناء البلدان التي اخترعت هذا الجهاز ، فيجعل الأب يتعامى عن كل هذه الأضرار التي يمكن أن تلحق بولده منه ، وربما لأن التلفزيون قد عمل على تخدير الأب نفسه .
و كثير من الآباء ينظرون إلى جهاز التلفزيون نظرة سطحية ، كمن ينظر إلى قنبلة على أنها مجرد كرة حديد يمكن ركلها و اللعب بها ، و لا يعبأ بما في داخلها من المواد المتفجرة والقاتلة ، ينظرون إلى التلفزيون على أنه مجرد جهاز للتسلية ، ولا يأبهون لمضمون ما يبثه من مواد سيئة وضارة . ومن باب التسلية هذا تدخل الشرور و المفاسد إلى عقول الأطفال و أنفسهم ، فبعضها يظهر فوراً في أقوال الطفل وتصرفاته ، و بعضها لا يظهر إلا مع مرور الزمن ، حيث يستمر دخول هذه الشرور و المفاسد بانتظام و تتراكم في داخل نفس الطفل و تدخل في صميم قناعته الشخصية على أنها جزء حقيقي من السلوك الإنساني و الاجتماعي ، وعندما يكبر و يصل إلى مرحلة المراهقة حيث تبرز شخصيته و يزداد استقلالاً عن الكبار ، تظهر هذه الأمراض في أخلاقه و تصوراته و سلوكه و أقواله ، و يبدأ في التعامل مع أهله و مع الناس من خلال ما تجمع لديه من مشاهداته التلفزيونية .
الأمر واضح الآن
وفلذات اكبادنا تتقطع أمام أعيننا
أو بمساهمتنا أحيانا
بعد أن أصبح أبناءنا
يستعملون الفاظ الشارع في البيوت
لايحترمون الكبار حتى الأقرب منهماندفعو وتجرئو على المعاصيفقدوا الكثير من الضوابط والقيم التي فقدناها حتى نحنضعفت سيطرتهم على أنفسهمانجرفوا وراء تلك الحياة المادية والشهوات الحيوانية خرجوا من سيطرة الوالدين السلطة الأبوية أو سلطة الأم وووووو وغيرها من الأمور التي تستدعي منا استدراك الوضع قبل فوات الأوان السؤال المطروح علينا جميعا
ما هي المقترحات والحلول الواجب اتخاذها ومباشرتها على الأقل للحد من الظاهرة ؟
أخوكم عبد الكريم وباقتراح من الأستاذة المحترمة والمرافقة
الضاوية بن قاسمي