ouadie Admin
تاريخ التسجيل : 02/10/2009 العمر : 61 الموقع : www.youtube.com
| موضوع: بحوث ذوقية فى الموسيقى .. الإثنين 20 أكتوبر 2014 - 10:55 | |
| بحوث ذوقية فى الموسيقى معادلة بين الموسيقى والحياة: نشرت فى جريدة الاتحاد الظبيانية ملحق ثقافة وفكر العدد بتاريخ 13 ابريل 1986
قديما قال الحكماء ان الموسيقى هى الحكمة التى عجزت الالفاظ المركبة عن ابرازها فأبرزتها الالفاظ البسيطة . ولعلنا جميعا نلاحظ ان للموسيقى سحرا تنفعل له جميع الكائنات الحية بدءا بالطفل الرضيع وحتى الشائب الكهل بل الحيوانات والطيور والنباتات وهذا مما يدل على ان الموسيقى لها علاقة وثيقة بتركيبة الكائن الحى . ونجد الانسان يتفاعل مع انواع الموسيقى بشتى الانفعالات , فعند سماعه للموسيقى الهادئة البطيئة كالكلاسيكية مثلا يتجاوب معها بالاسترخاء الكامل وذلك لحصول التجانس بين الموسيقى ذات الانغام البطيئة مع حركات الجسم البطيئة ويكون الانفعال سلبيا اما الروح ذات الحركات السريعة فتنفعل مع الموسيقى البطيئة انفعالا اجابيا لأستكمال الجانب المفقود عندها فتسترخى ويتوحد الانفعاال فى كل من الروح والجسد وتستكمل دائرة التوازن . اما عند سماعه للموسيقى السريعة كالجاز يتجاوب معها بالحركة او الرقص وذلك لحصول التجانس بين الموسيقى السريعة مع حركات الروح السريعة ويكون الانفعال سلبيا . اما الجسد ذو الحركات البطيئة فينفعل مع الموسيقى السريعة انفعالا ايحابيا لأستكمال الجانب المفقود عنده فينشط ويتوحد الانفعال فى كل منهما وتستكمل دائرة التوازن. ان سوء استعمال الموسيقى وعدم ترشيدها ترشيدا علميا يؤدى الى نتائج سلبية فالانسان المرهق من جراء عمل شاق يحتاج الى موسيقى هادئة بطيئة تعيد له توازنه اما الموسيقى السريعة فتزيده ارهاقا وضجرا والانسان الخامل الكسول يحتاج الى موسيقى سريعة لتعيد له نشاطه. الالحان هى السر الذى اودعه الله فى البيئات المختلفة لتعيد لها توازنها الطبيعى اذا ما اخلت به , وهى موظفة توظيفا طبيعيا حسب نوع البيئات فنلاحظ ان البيئة الخاملة تتميز بالموسيقى الصاخبة والايقاع السريع والبيئة النشطة تتميز بالموسيقى الهادئة والايقاع البطىء. وبهذا نجد الاخلال بهذه القاعدة العلمية فى توظيف الموسيقى من شأنه ان يؤدى الى نتائج سلبية وخطيرة وهذا يستوجب عند صياغة اى لحن ان تسبقه دراسات وافية عن النشاطات الجسمية والفكرية والاحوال النفسية للذين يوجه لهم هذا اللحن. الالحان الموظفة من شأنها ان تنهض بالمجتمعات وتبث فيها نشاط غير عادى ومن شأنها ان تساعد فى الكسب السريع عند استخدامها فى المطاعم مثلا ببث الموسيقى السريعة لتساعد فى سرعة حركة الأكل وحركة الزبائن وبالتالى اخلاء الاماكن لتستقبل زبائن جدد , وفى المكتبات العامة واماكن العرض تبث الموسيقى الهادئة لتساعد فى زيادة درجة التأمل والاستيعاب. وكذلك تساعد الموسيقى السريعة فى حركات الدخول والخروج اذا ما استعملت عند الابواب فى دور الرياضة والسينما والمسرح واماكن التجمعات كما ان لها دورها فى التشجيع اثناء سير مباريات كرة القدم او التنس لو مجالات الرياضة المختلفة مما يبث النشاط فى وسط اللاعبين , ولها دورها كذلك فى سرعة الصعود والنزول بالنسبة للركاب فى المركبات العامة اثناء توقفها فى المحطات كما ان الموسيقى الهادئة لها دورها فى راحة الركاب اثناء سير المركبة وكذلك دورها فى ترشيد قيادة السائق من حيث التأنى وعدم التسرع . وللموسيقى السريعة دورها فى تنشيط اذهان الطلاب اثناء القاء المحاضرات التى تتطلب المتابعة السريعة كالرياضيات والعلوم . ولسرعة حركة العمال اثناء البناء والتشييد تستعمل الموسيقى السريعة , اما الموسيقى الهادئة فتستعمل اثناء التخطيط والمتابعة والمراجعة وفى ما يتطلب التركيز والتأمل وهكذا يمكن ان توظف حسب القاعدة العلمية فى شتى ضروب الحياة.
من خفايا الموسيقى: نشرت فى جريدة الخليج الاماراتية العدد رقم 2623 بتاريخ 25 يونيو 1986
تفاعلات الاشياء فى هذه الحياة او اصطدامها ببعض تبرز ايقاعات متباينة ومتفاوتة منها المسموعة وهى التى تتسم بالزمن الموسيقى المناسب ومنها غير المسموعة وهى التى تخرج عن الزمن الموسيقى المناسب كالنغمة الطويلة الزائدة عن الزمن الموسيقى والنغمة القصيرة التى دون الزمن الموسيقى المناسب. والانسان يعيش وينفعل مع هذه الايقاعات الطبيعية وغير الطبيعية والتى هى مشتتة هنا وهناك ويكون انفعال الانسان جزئيا مرتبط بجزئية الايقاع , ولكن اذا جمعت هذه الايقاعات وصيغت فى شكل قطع موسيقية منسقة ذات بعد هادىء او بعد صاخب فأن انفعاله يدوم بدوام القطعة الموسيقية ويختلف انفعال الانسان باختلاف نوع الايقاع. اذا اردنا ان نتعمق فى تحليل اسباب الانفعال مع الموسيقى نجد الانسان فى حركاته اليومية من قيام وجلوس واكل وشرب ومشى ....الخ يعيش ايقاعات ونغمات ينفعل لها انفعالا غير متوازن نسبة لخروجهما عن الزمن الموسيقى المناسب وذلك نسبة لبطء الجسم فى الحركة وما يتولد عنها من ايقاعات متباعدة او لسرعة حركات الروح وما يتولد عنها من ايقاعات متداخلة . اما اذا قدر للانسان ان يتحرك بسرعة حركة الانامل فى عزف اوتار العود او اصابع البيانو فأنه يخلق ايقاعات ونغمات ذلت زمن موسيقى متصل منسق مشكلة ألحان مكتملة ينفعل لها الانسان الانفعال الكامل الموزون. ولكن لما عجز الانسان عن ذلك استعاض عن عجزه فى التحرك بسرعة حركة الانامل فى العزف بترجمة تلك الحركات المتباعدة او المتداخلة الى حركات معزوفة على الالات فى محاولة لجمع اشتات الايقاعات والنغمات لخلق نوع من الانفعال المتوازن بدلا من الانفعال المشتت او المزدوج بالعزف بالانامل على الالات الموسيقية ويعتبر السرعة المناسبة التى توفق بين بطء حركة الجسم وسرعة حركات الروح. ولما كانت حركات الانسان الجسدية والروحية تنتج عنها ايقاعات ونغمات غير مسموعة وبالتالى تتشكل فيه دائرة توازن غير مكتملة نجده يلجأ لجؤا فطريا للعزف على الالات كمحاولة للجمع بين الحركة ورد فعلها الذى هو النغم المسموع وذلك حتى يستكمل دائرة توازنه وعملية استكمال دائرة التوازن هذه يلعب فيها الرقص والحركة او الاسترخاء الدور الاساسى. ولما كانت حركة الجسم بطيئة ويحتاج الى سرعة اكبر وصولا الى سرعة حركة الانامل فى العزف وبنفس القدر لما كانت حركة الروح سريعة وتحتاج الى سرعة اقل وصولا الى سرعة حركة الانامل فى العزف كذلك فأننا نجد ان سرعة حركة الانامل فى العزف على الالات هى النقطة التى تتجه لها كل حركات الجسم والروح لسد الحاجة عندهما. فعند سماع الانسان للموسيقى المعزوفة ينفعل لها للوصول الى حالة التوازن حسب حالة الجسم والروح فاذا كانت حالتهما طبيعية والموسيقى المعزوفة طبيعية اى متوسطة غير صاخبة جدا ولا هادئة جدا فالانفعال يكون عاديا بارتياح الانسان لسماعها دون رقص او استرخاء اما اذا كان جسم الانسان مرهقا من جراء حركات كثيرة وسريعة قام بها فوق العادة فعند سماعه للموسيقى المتوسطة ينفعل لها بالاسترخاء الكامل فى محاولة لرد الجسم الى الحالة الطبيعية المساوية لسرعة حركات العزف . اما اذا كان جسم الانسان خاملا نتيجة لعدم قيامه بالحركات الطبيعية للجسم ووصل بها الى دون الحالة الطبيعية فهذا عند سماعه للموسيقى المتوسطة ينفعل لها بالحركة والاهتزاز او الرقص فى محاولة لرد الجسم الى الحالة الطبيعية المساوية لسرعة حركات العزف.
اما اذا زادت سرعة حركات العزف على المعدل الطبيعى او المتوسط المساوى لحالة الانسان الطبيعية فأن الجسم الخامل بعد وصوله للحالة الطبيعية خلال الانفعال بالرقص او الاهتزاز فأنه يزيد فى الحركة او الرقص بازدياد سرعة حركات العزف كما هو مشاهد فى سماع موسيقى الجاز. اما الجسم المرهق فلا يطيق السرعة الزائدة لحركة العزف ويضجر منها لعدم مقدرته على مجاراتها فهو يحتاج للموسيقى المتوسطة وصولا للحالة الطبيعية له , اما اذا قلت او تناقصت سرعة حركات العزف عن المعدل الطبيعى او المتوسط فأن الجسم يتجاوب بالاسترخاء الكامل لدرجة النوم , ونفس هذا التفاعل يتم بين الروح والموسيقى بدرجاتها الثلاثة المتوسطة وفوق المتوسطة ( الصاخبة او السريعة ) ودون المتوسطة ( الهادئة ). وقد يبدو ان هناك تناقضا سوف يتم اذا كانت الروح فى حالة نشطة اكثر من المعدل الطبيعى والجسم فى حالة خاملة دون المعدل الطبيعى وذلك عند سماعه للموسيقى المتوسطة او العكس , ولكن نلاحظ ان الجسم اذا كان خاملا والروح نشطة فعند سماع الانسان للموسيقى المتوسطة فأن الجسم سوف يميل للرقص او الاهتزاز والروح سوف تميل للاسترخاء . اما اذا كانت الروح خاملة والجسم نشطا اكثر من المتوسط فأن الروح عند سماعها للموسيقى المتوسطة سوف تميل للنشاط والجسم سوف يميل للخمول ولا تناقض فى ذلك لأن الروح تنشط عند خمود الحواس كما فى حالة النوم والموت وتخمل عند نشاط الحواس كما فى حالة اليقظة.
كيفية توظيف الموسيقى نشرت فى جريدة الخليج الاماراتيةالعدد رقم 2642 بتاريخ الاثنين 8 ذى القعدة 1406ه الموافق 14يوليو 1986م الموسيقى الموظفة تمثل استكمالا لدائرة التوازن بين حركات الانسان وبين ما ينتج عنها من ايقاعات غير مسموعة وغير منسقة وتكشف لنا العلاقة الوثيقة بين الموسيقى والانسان وكيف ان الموسيقى تلعب دورا اساسيا فى اعادة التوازن للجسد والروح اذا ما تجاوزا او تقاصرا عن دورهما الطبيعى من حيث الحركة. وبما ان االانسان تتفاوت درجات تحركاته حسب طبيعة البيئة التى يعيش فيها سواء الخاملة او النشطة نجد الشعوب تتمايز موسيقاها تبعا لذلك . فنجد الشعوب الخاملة تتسم موسيقاها بالايقاع السريع والعنيف لانهاض الجسد من خموله والشعوب النشطة تتسم موسيقاها بالايقاع البطىء الهادىء لاراحة اجسامهم. وكمثال للبيئات الخاملة شعوب غابات افريقيا حيث وفرت الطبيعة المأكل والمشرب وشلت بالتالى حركتهم فأتسموا بأيقاع الطبول العنيف والذى يتجلى ايضا فى موسيقى الجاز والديسكو والتى يؤمها الوسط الخامل من الشباب العاطل ومتناولى المخدرات فى الدول الغربية . ولما كانت الشعوب مرتبطة كل هذا الارتباط بالموسيقى نلاحظ كيف تنبه بعض الدعاة الاسلاميين خاصة فى دول المغرب الافريقى ومصر والسودان الى اهمية اتسغلال الموسيقى كرسالة اعلامية الى الشعوب باعتبارها احب الاشياء واقربها الى وجدانهم تحمل فى طياتها كلمات التوحيد واحكام الفقه وقصص السيرة فكان لها الأثر الفعال فى نشر الثقافة الدينية بغير الطرق التقليدية وسط شعوب تنتشر الامية فيهم بنسبة 90 % او اكثر والهتهم حلقات اللهو واللعب من ان يستمعوا لواعظ او خطيب. وبما ان الرقص الشعبى يتكون من موسيقى تتعلق بالجانب الجسدى تصاحبها معان تحملها الكلمات تتعلقبالجانب الروحى , نجد هؤلاء الدعاة ابقوا على كل انماط الفنون الشعبية حتى لا تنفر النفوس من جراء اى تغيير فبها وحملوا فقط الكلمات المعانى ذات القيم الرفيعة والمثل العليا التى ترقى بالانسان من درجة الحيوانية حيث الحياة المادية الى درجة الانسانية حيث الحياة مادة وروح. وما زالت آثار تلك اللمسة السحرية باقية الى اليوم جامعة بين متطلبات الجسد والروح معا فأصبحوا لاهين بالذكر بعد ان كانوا لاهين عنه. وبما ان الموسيقى دائمة التطور ومواكبة لتطور الانسان نجد حتمية مواصلة جهد اولئك النفر بأن نقوم بأنشطة الدعوة الاسلامية فى ثوب عصرى يخاطب الوجدان العصرى لجميع الشعوب ونبث تلك القيم الاسلامية والاخلاق الفاضلة التى تتعطش لها شعوب الدول الاوروبية خلال موسيقى الجاز او الديسكو او اى نوع منها . وبالطبع القيام بهذه المهمة يتطلب سياسة خاصة وخطط مدروسة تسبق التنفيذ ويكون بداية بث تلك القيم تدرجيا بأن تكون أغنية مثلا يتغلب فيها الجانب العاطفى وتطعم بجرعة او جرعتين حتى تألف النفوس هذا النوع من الاغانى وتتجاوب معه وتزداد الجرعات كلما لمسنا مدى التجاوب معها , ويمكن صياغة اغنية تحمل مشكلة اجتماعية تختم بالحل الاسلامى وحبذا لو استفدنا ممن لهم اليد الطولى هذا المجال من الأخوة الفناين الذين من الله عليهم بالايمان من الدول الاوروبية فى الفترة الاخيرة. والله ورسوله اعلم | |
|