كما أراها ؟؟؟..

إن النساء رياحين خلقن لنا ،،
وكم اشتقنا إلى شم الرياحين ..

هن شقائق الرجال ، وأمهات الأجيال .
هن الجنس اللطيف، والنوع الظريف ، والدم الخفيف .
يلدن العظماء ، وينجبن العلماء ، ويربين الحلماء ، وينتجن الحكماء .
المرأة مودة وعطف ، ولطف وظرف ، سبابها سراب ، وغضبها عتاب ، القنطار من غيرها دينار ، والدينار منها قنطار ، هي في الدنيا متاع ، والرقة والإبداع ، وهي للرجل لباس ، وللحياة فرحة وإيناس .

المرأة كهف الأمومة ، ولطف النعومة .
لبنها أصدق طعام ، وحضنها أدفأ منام ، وثدياها مورد الحنان ، ومخزن عواطف الجنان ، ومهبط هوى الإنسان .

في عينها أسرار ، وفي جفنها أخبار ،
في رضاعها تدفق الجود ، وفي ضمها الود المحمود ، قُبَلاتها صلوات القلب ، ولثمها لذة الحب .

إنني أقرأ في عيونها لغة القلوب ، وأعلم الحب من هجرها المحبوب ، بها أعرف الهجر والوصال ، والاتصال والانفصال ، والغرام والهيام ، والبراءة والاتهام ، تقتل بملاحظ النظرات ، وتخطب بتقاطر العبرات ، كلامها السحر الحلال ، ولفظها العسل السيَّال ، وصوتها نغمات الدلال .

هي رواية تترجمها الأرواح ، وهي مِسْك تذروه الرياح ، في شفتيها لهيب قِصَّة ، وفي لسانها خمر غصَّة ، في لمسها وميض اللمس ، وفي القرب من أنفاسها لهيب الهمس ، ليلـَى جعلت نهار المجنون ليلاً ، وصيرت عَزَّةُ دموع كُثيِّرٍ سيلاً .

ليلِي وليلـَى ، نفى نومي اختلافـهمــــا ،،
في الطُّوْل والطَّوُل طوبى لي لو اعتدلا ..
يجودُ بالطُّــــــــــوُل ليلِـي كلـما بخـلت ،،
بالطـّوْل ليـلـَى وإن جــــــادت به بخِـلا ..

على شفتيها المطبقات سؤال ، وفي جفنيها الناعسات مقال ، أحرف الحب صامتة على محيّاها، وقصائد الغرام حائرة على رَيّاها ، حسن الشمس من حسنها ينهار ، والليل من شغفها يغار .
من النساء خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ، رمز الأدب ، لها قصر في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب ،

ومن النساء عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، صاحبة العلم والإتقان والتحقيق ، المطهرة الطاهرة ، صاحبة السجايا الباهرة ، والمحامد الظاهرة ، زوجة الصادق الأمين ، وأم المؤمنين ، وحبيبة رسول رب العالمين . التي قبض رسول الله وهو على صدرها ، ورأسه الشريف بين سحرها ونحرها .
ومن النساء فاطمة البتول ، بنت حبيبنا النبي الرسول ، أم السِبْطين ، ووالدة الشمعتين ، الحسن والحسين ، سيدة نساء العالمين ، الشبيهة بأبيها في مشيها ودلها ، الطاهرة العابدة ، الراكعة الساجدة .

ولـو أن النسـاء كمـن عرفنـا ،،
لفضِّـلت النساء على الرجالِ ..
فما التأنيـث لاسم الشمس عـيبٌ ،،
ولا التـذكير فخــرٌ للهـلالِ ..

المرأة ولو أنها في الخصام غير مبين ، إلا أن دمعها أفصح شيء عند المحبين، سِرّ قوّتها أنها ضعيفة ، ولغز بأسها أنها لطيفة .
الأمل من عينيها يشرق ، والظمأ في دمعها يغرق ، والسِّحر من بهائها يغدق .

كان آدم في الجنة بلا أنيس ولا جليس ، فطالت وحشته، وصعبت عليه غربته ، فخلق الله له حواء ، فتم بينهما الصفاء والوفاء، وحسن اللقاء ، وجميل العِشْرة والاحتفاء ، فرجل بلا امرأة كتاب بلا عنوان ، ومُلْك بلا سلطان ، وامرأة بلا رجل صحراء جرداء ، لا نبت فيها ولا ماء ، وصعيد بلا ظل ولا شجر ، وروضة لا طلع بها ولا ثمر .
بيت بلا امرأة محراب بلا إمام ، وطريق بلا أعلام، ودنيا مملوءة بالأنقاض والحطام . إذا اختفت المرأة من الحياة ، اختفت منها القبلات والبسمات ، وضاعت الهمسات واللمسات ، وجفت القلوب من عبير النسمات . وعميت العيون لعدم النظر إلى الأزهار والوردات ، وتلهفت النظرات وفاضت العبرات . وإذا غابت المرأة من الوجود غاب منه الإخصاب والإنجاب ، والكلمات العذاب ، والعيش المستطاب.

لا أســـــــأل الله تغييرا لما فعلت ،،
نامت وقد أسهرت عينيَّ عيناها ...
فالليلُ أطولُ شيءٍ حين أفقـــدُها ،،
والليلُ أقصرُ شيءٍ حين ألقـــاها ..

حياتي بلا حبيبة بيت بلا أبواب ، وقصر بلا حُجّاب ، وباب بلا أقفال ، وشفاه بلا عسل يُسَال :

نامت على صدري فحن الفم تقبيلا ،،
والتمَسْتُ يدها فهامت مهجتي فيها ،،
قالت: أحبُك ، أنت مأمني وملاذي ،،
فقلتُ: أنتِ النعيم لروحي ، وأنتِ تحييها ..

إذا رزقني الله بالبنات ، فإنهن من أعظم الحسنات ، حجاب من النار ، وحرز من غضب الجبار ، قال فيهن الخليفة الرشيد ، في بعض ما قال من النشيد:

مالـي تطاوعني البـريـة كلـُهـا ،،
وأطيعُهُن وهُـنَّ في عصيـاني ؟؟

في عصرنا الحاضر أهانوا المرأة ، فجعلوها سلعة للدعاية والإعلان ، وفي الفن ألعوبة للإثارة والافتتان . جعلوها جنديا في شرطة ، فوقعت من الإحراج في ورطة ، تمتطي المدفع والدبابة ، وتطارد الكتائب في الغابة ، أهانوا كرامتها حتى جعلوها بلا كرامة ، ورأيتها في بعض البلدان زبالة في الشوارع تجمع الأوساخ والقمامة . فلماذا دنسوا من خلقت عسلا للأفواه؟؟ ولماذا أهانوا نسمة قد كرمها الله؟؟؟

تاريخ التسجيل : 12/10/2013

شكرا